مع إقفال الصناديق بعد يوم انتخابي سجل نسبة اقتراع قياسية، تشهد بريطانيا ساعات مقبلة مشحونة بكل الاحتمالات في ما يتعلق بشكل الحكومة الجديدة في البلاد: محافظة؟ عمالية؟ ليبرالية؟.. أم ائتلافية بعد برلمان معلق وهي ما يتوقعه المراقبون؟

Pedestrains walk past a poster for the UK Independence ...

لندن: اجتذبت الانتخابات البريطانية التشريعية والبلدية الخميس 43.52 مليون شخص الى قرابة 50 ألف مركز اقتراع قام على أمورها نصف المليون شخص.

وإذا تأكد عدد الناخبين هذا - مع ظهور النتائج الختامية عصر الجمعة المتأخر أو مساء - فسيشكل نسبة 64 في المائة من إجمالي الذين يتمتعون بحق التصويت. وستكون هذه أعلى نسبة مشاركة في اي انتخابات منذ 13 عاما عندما اقترعت نسبة 71 في المائة من الناخبين في الانتخابات التي أتت نصر مدو لحزب العمال laquo;الجديدraquo; بزعامة توني بلير. وستكون الثالثة بعد انتخابات 1992 (نسبة 77.8 في المائة) والرابعة منذ انتخابات 1974 (78.1 في المائة). وبالمقارنة فقد شهد العام 2005 إدلاء 61 في المائة من الناخبين بأصواتهم، بينما لم تزد عن 59 في المائة في 2001.

وكانت ثمة مخاوف حقيقية من أن تصبح فضيحة النفقات البرلمانية، التي هزت الأمة في الربع الأخير من العام الماضي، عاملا أساسيا في عزوف القطاع الأكبر من الناخبين عن التصويت هذه المرة laquo;احتجاجا على تفشي الفساد في المؤسسة السياسيةraquo;.

لكن صعود نجم زعيم الحرب الليبرالي الديمقراطي، نِك كليغ، بعد المناظرات التلفزيونية بين زعماء الأحزاب الرئيسية الثلاثة للمرة الأولى في تاريخ بريطانيا، غيّر كثيرا من المعادلات على الساحة بحيث صار شبح البرلمان المعلّق شبه واقع ملموس. وربما كان هذا في حد ذاته مصدر الضوء الذي يمكن ان يُلقى على هذا التطور.

وثمة اعتقاد وسط المراقبين يفيد أن نسبة المشاركة في هذه الانتخابات ربما صارت أعلى كثيرا من عتبة الـ64 في المائة لو أن حزب العمال تمكن من إقناع ناخبيه التقليديين بالاقتراع في دوائره laquo;المضمونةraquo;. وفي ما يتعلق بحظوظه فإن الحزب يعوّل الآن على أمرين للتشبث بالسلطة أهمهما الآن القطاع الذي يتألف من نحو 40 في المائة من مجموع الناخبين laquo;المترددينraquo; - أي الذين لم يحسموا أمر توجهاتهم الانتخابية قبل يوم الانتخابات نفسه - والثاني هو النظام الانتخابي نفسه الذي يتيح له أغلبية المقاعد البرلمانية وإن جاء في المركز الثاني بعد المحافظين بفارق سبع نقاط مئوية.

الساعات المقبلة مشحونة بكل الاحتمالات في ما يتعلق بشكل الحكومة الجديدة في بريطانيا. محافظة؟ عمالية؟ ليبرالية؟.. أم ائتلافية بعد برلمان معلق وهي ما يتوقعه المراقبون؟ وفي هذه الحال فلن يشمّر المحافظون عن سواعدهم لبدء حكم البلاد منفردين الجمعة كما يأمل زعيمهم ديفيد كامرون. وستكون حظوظ غوردون براون على الأرجح في يد زعيم الليبراليين، كليغ، الذي وصفه بأنه laquo;قضى ولايته الأولى بدون تفويض شعبي ويريد أخرى وهو يعيش طفيلياً في 10 داونينغ ستريتraquo;!