شهدت منطقة الويست ميدلاندز البريطانية مواجهات عنيفة بين الشرطة ومعترضين على تشييد مسجد في البلدة.

صلاح أحمد من لندن
: تجمع العشرات من أعضاء laquo;عصبة الدفاع الانكليزيةraquo; اليمينية المتطرفة حول مبنى مهجور في دادلي، بمنطقة الويست ميدلاندز، ليلة الأحد احتجاجا على نية بناء مسجد ضخم في موقعه بتكلفة 18 مليون جنيه (28 مليون دولار).

وأرسلت العصبة عددا من أعضائها للتسلق الى سطوح المبنى حيث رفعوا علم انكلترا إضافة الى اللافتات المعادية للإسلام والمسلمين. وتشن العصبة حملة شرسة عبر الانترنت بشكل رئيسي على مشروع بناء المسجد، ولاتزال تجمع التواقيع المعترضة عليه.

وكما هو الحال في تجمعات العصبة فقد اشتبك أعضاؤها مع أعضاء مختلف الجماعات المناهضة للفاشية وجلهم من المسلمين البريطانيين من أصل باكستاني أو بنغالي. وقالت الشرطة إن أحد أفرادها نقل مع شاب في مقتبل العمر الى المستشقى بعد إصابتهما بجراح خلال الاشتباكات. وتأتي هذه الحادثة بعد شهر بالضبط من تنظيم أكثر من ألفين من أعضاء العصبة مظاهرة في المدينة احتجاجا على ما أسموه laquo;التطرف الإسلاميraquo; وlaquo;محاولة أسلمة بريطانياraquo;.

ولايزال أربعة من أعضاء العصبة على سطوح المبني يرفعون اللافتات المعادية للإسلام والتي يقول بعضها laquo;لا للمسجدraquo; وبعضها laquo;لا للبرقعraquo;. ويحيط رجال الشرطة حاليا بالمبنى ويحاولون التفاوض مع المحتجين على السطوح لإقناعهم بالنزول منها.

وقال الموقع الإلكتروني للعصبة إن أعضاءها على السطوح laquo;يملكون من الطعام والماء ما يكفيهم للبقاء هناك عدة أسابيع. بل أنهم يملكون laquo;بلاي ستيشنraquo; لدرء الضجر عنهم. وأضاف أنهم laquo;يستخدمون مكبرات الصوت لإذاعة الأذان في مواقيت الصلوات الإسلامية الخمس. وحتى تكتمل الصورة فإنهم يبثون بين كل أذان وآخر تلاوة القرآن إضافة الى سائر أشكال الموسيقى الإسلامية من أناشيد ومدائح نبوية، حتى يذوق غير المسلمين الذين لا يعترضون على بناء المسجد طعم الحياة مع الثقافة الإسلاميةraquo;.

يذكر أن مشروع تشييد المسجد، الذي سيتوج بمئذنة ارتفاعها 65 قدما (قرابة 20 مترا) على أرض المبنى المهجور، يأتي بمبادرة من laquo;رابطة دادلي الإسلاميةraquo; التي تمكنت من جمع مبلغ 18مليون جنيه لهذا الغرض. لكن المشروع صار موضع جدال ساخن داخل المدينة وخارجها منذ كشف النقاب عنه. وجمع المعارضون له حتى الآن أكثر من 50 ألف توقيع على عريضتين تطالبان بحظره.