في أول جولة عربية له خارج المنطقة الخليجية منذ توليه حكم الإمارة في مطلع العام 2006، يستعد أمير الكويت للقيام بجولة عربية تشمل دولا عدة الأسبوع المقبل حيث يبدأها في سوريا مروراً بالأردن وختاماً في لبنان، في إطار تحركه السياسي لمتابعة التطورات الإقليمية الأخيرة.

عاد أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح ليل أمس الى بلاده مختتما جولة أوروبية مهمة قادته الى ألمانيا وإيطاليا والفاتيكان. إستقبله على أرض المطار الدولي كبار أركان القيادة السياسية.

ويتوقع أن يرأس جلسة إستثنائية لمجلس الوزراء يوم الأحد المقبل، يطلع خلالها رئيس وأعضاء وزارته على فحوى ومضمون جولته الأوروبية، كما أنه سيستمع إلى تقارير حكومية بشأن الأوضاع الداخلية، علما أن الجلسة الإستثنائية هي تقليد سياسي في العاصمة الكويتية يطبق حول عودة الأمير الكويتي من زيارات مهمة الى الخارج.

وبعد أن أنهى الأمير الكويتي جولته الأوروبية فإنه يبدأ يوم الجمعة المقبل بجولة عربية مهمة تشمل الأردن وسوريا ولبنان. إلا أنه لم يعرف بعد ما إذا كان الأمير الكويتي سيختتم جولته بزيارة للمملكة العربية السعودية، أو يفتتحها بلقاء العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، لأن المحطة السعودية من الجولة لم تتأكد بعد.

وسيزور الأمير الكويتي أولا العاصمة السورية دمشق للقاء الرئيس السوري بشار الأسد، فيما يسافر بعدها الى العاصمة الأردنية للقاء العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني. أما ختام الجولة ستكون زيارة الى لبنان حيث يلتقي الرئيس اللبناني ميشال سليمان.

وتعود آخر زيارة لأمير كويتي الى بيروت الى عام 1992، حين قام الأمير الكويتي الراحل الشيخ جابر الأحمد بزيارة شكر للقيادة اللبنانية على موقفها المساند للقضية الكويتية بعد الغزو العراقي، علما أن آخر زيارة للأمير الحالي الى بيروت كانت لحضور القمة العربية في بيروت عام 2002.

وبحسب معلومات quot;إيلافquot; فإن الأمير الكويتي سينصح القيادة السورية في ظل الأجواء الإقليمية المتصاعدة بين دمشق وتل أبيب، على خلفية الإتهامات الدولية لدمشق بمد حزب الله اللبناني بأسلحة وصواريخ، وهو ما نفته سوريا رسميا.

كما أن الأمير الكويتي سيطالب القادة اللبنانيين بمزيد من الوفاق الوطني خلال المرحلة المقبلة، وتنفيس أي إحتقانات سياسية في الداخل اللبناني.

ويذكر أن الأمير الكويتي كان استقبل الشهر قبل الماضي سعد الحريري زعيم تيار المستقبل اللبناني، الذي يرأس الحكومة اللبنانية، وإستمع منه الى شرح لبعض الملفات اللبنانية، وأسمعه العديد من النصائح، وبعدها بيومين إستقبل الأمير الكويتي زعيم حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الذي خرج بعد الإجتماع ليشيد بعمق بحكمة الشيخ صباح الأحمد.

وفي الأردن تقول المعلومات إن الأمير الكويتي سيستمع خلال زيارته الى تشخيص من العاهل الأردني حول إنسداد أفق العملية السلمية، والأخطار التي يمكن أن تشهدها المنطقة، في حال إستمرار تعثر عملية السلام، وفقدان الرغبة الدولية القيام بأي تنشيط للمبادرة السلمية.

يشار إلى أن العاهل الأردني يولي أهمية مطلقة للعلاقات مع الكويت التي زار عاصمتها منذ توليه الحكم في العام 1999 بشكل مساو لعدد زياراته الى الولايات المتحدة الأميركية، إذ تبدو المواقف السياسية للكويت وعمان متطابقة تقريبا في المستويين العربي والدولي.

يشار الى أن الأمير الكويتي كان قد آل إليه مسند الإمارة الخليجية بعد وفاة الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد الصباح في الخامس عشر من شهر يناير (كانون الأول)، إذ ناداه مجلس الوزراء الكويتي ليكون الأمير الكويتي الخامس عشر للبلاد، قبل أن يبايعه البرلمان بجلسة برلمانية خاصة في التاسع والعشرين من شهر يناير (كانون الأول) عام 2006، وهو إجراء ينص عليه الدستور الكويتي قبل أن يمارس الأمير الجديد مهامه وسلطاته المحددة في الدستور.