يتوقع ان يبحث الحريري في العاصمتين الرياض ودمشق مع المسؤولين الأوضاع العربية والإقليمية قبيل توجهه الى واشنطن حيث يلتقي المسؤولين الاميركيين ويلقي كلمة في مجلس الأمن بصفة لبنان رئيسا له، في وقت تشهد الاوساط اللبنانية سجالا سياسيا يسبق الجولة الاميركية.
بيروت: يبدأ سعد الحريري رئيس الحكومة اللبنانية جولة عربية الاثنين المقبل يستهلّها في المملكة العربية السعودية للاجتماع مع كبار المسؤولين فيها، على أن يزور في اليوم التالي دمشق للقاء الرئيس بشار الأسد، في إطار مشاورات يجريها قبل توجهه الى واشنطن للقاء الرئيس الأميركي باراك أوباما في 24 الجاري.
ورأى مراقبون ان استطلاع الأجواء العربية قبل توجه الحريري الى واشنطن ،حيث يجتمع الى اوباما ويلقي كلمة في مجلس الأمن، طبيعي في ظل التطورات المتعلقة بقرار استئناف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية غير المباشرة برعاية اميركية وبعد القمة السورية- الروسية والقمة السورية- التركية والحملة الإسرائيلية الأخيرة على لبنان وسوريا.
الا انه قبيل انطلاق طائرة الحريري نحو العاصمة الاميركية بدأ جدل لبناني داخلي يتبلور ويتوقع ان يتصاعد مع اقتراب موعد وصوله الى واشنطن، ما يذكر بالأجواء التي كانت قد رافقت زيارة الرئيس ميشال سليمان الى الولايات المتحدة قبل بضعة اشهر.
لكن مصادر قريبة من الرئيس الحريري استغربت التصعيد في المواقف قبيل زيارة الاخير الى واشنطن، واكدت ان مواقف الحريري حول القضايا الداخلية والاقليمية ثابتة وراسخة، وما قاله في لبنان سيقوله في واشنطن وفي باريس وفي سوريا.
بدوره، أكد مستشار رئيس الحكومة الوزير السابق محمد شطح أن الحريري يذهب إلى واشنطن رئيس حكومة لبنان وليس فريقا سياسيا. وان واشنطن ليست المكان لمناقشة ملف حزب الله إنما على طاولة الحوار. وأشار إلى أن ما سيقوله الرئيس الحريري هو أن اللبنانيين يتناقشون في هذا الموضوع ويبحثون عن السبيل الأسلم لحماية بلدهم. ومع اختلافهم على سلاح حزب الله ودوره، هم متفقون على أن إسرائيل عدو، وهم سيقررون عبر الحوار أفضل طريقة لمواجهتها.
وكان رئيس حزب التوحيد اللبناني الوزير الأسبق وئام وهاب شن هجوما على زيارة الحريري الى واشنطن وقال إنها لن تحمل جديدا ولن تفضي إلى نتائج على صعيد الملفات المهمة، مشيرا إلى أنها قد تكون للذكرى وأخذ الصور، واصفا إياها بأنها quot;بلا طعمةquot;. ورأى وهاب أن مشكلة الشرق الأوسط لم تعد أولوية لدى الإدارة الأميركية، مؤكدا أن مأزق أميركا في العراق وأفغانستان دعاها لتأجيل مشكلات فلسطين ولبنان.
الا ان القيادي في تيار المستقبل النائب السابق مصطفى علوش قال ان quot;توجيه الانتقاد إلى زيارة رئيس الحكومة سعد الحريري إلى واشنطن، دليل على استمرار الانقسام الداخلي على مختلف الصعد، لا سيما على مستوى السياسة الخارجية للبنان، وذلك على الرغم من مشاركة الجميع في حكومة الوحدة الوطنيةquot;.
كما شدّد علوش على quot;أهمية زيارة الحريري الولايات المتحدة، لا سيما أن لبنان يمثّل المجموعة العربية في مجلس الأمنquot;، ولفت إلى أن quot;حديث الحريري خلال جولته الأميركية سيكون مستوعبا للرأي العام العربي وبخاصة الدول العربية الكبرىquot;.
وكان روبرت غيبس المتحدث باسم الرئاسة الاميركية اعلن الاربعاء الماضي، ان الرئيس الاميركي باراك اوباما سيستقبل رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري في البيت الابيض في 24 ايار/مايو في اول زيارة رسمية يقوم بها الى واشنطن. وقال غيبس ان quot;زيارة الحريري تعتبر رمزا للعلاقة الوثيقة والتاريخية بين لبنان والولايات المتحدةquot;.
واضاف quot;ستكون هذه الزيارة الرسمية الاولى لرئيس الوزراء الى واشنطن خلال توليه رئاسة الحكومة، والرئيس يتطلع إلى التشاور مع رئيس الوزراء الحريري حول سلسلة واسعة من الاهداف المشتركة بما فيه دعم سيادة واستقلال لبنان والسلام والامن الاقليميينquot;.
وتأتي زيارة الحريري في وقت تصاعد فيه التوتر الشهر الماضي في المنطقة بعدما اتهمت اسرائيل سوريا بتزويد حزب الله صواريخ سكود البعيدة المدى وهو ما نفته دمشق.
التعليقات