إنتهت عمليّة السطو على أربع سفن تجاريّة أجنبيّة من الولايات المتّحدة وسوريا وكوريا الجنوبية وجمهورية انتغوا في المياه الاقليمية العراقيّة بعد مطاردة مركبين تمّ الاستيلاء على أحدهما فيما فرّ الثاني الى المياه الإقليميّة الإيرانية واعتقل شخصان وهرب آخرون مسلّحون برشّاشات الى المياه نفسها.

أفادت القوات الاميركية في العراق ان وحدات حرس الحدود الساحلية وتشكيلات البحرية العراقية طاردت إثنين من المراكب المتورطة بعملية السطو المسلح على اربع سفن تجارية اجنبية على بعد 32 كلم عن ميناء ام قصر جنوب العراق وذلك بعد ان أعطت السلطات البحرية العراقية أوامر المطاردة في شط العرب اثر إستلامها نداء استغاثة.

وقال الليفتنانت جون فيج ضابط الأسطول البحري الخامس الأميركي إنّ المهاجمين استهدفوا السفينة أرمينيا التي ترفع علم جمهورية انتغوا والسفينة كريستال ويف التابعة لكوريا الجنوبية والسفينة السورية سنا ستار والسفينة الأميركية ساجامور في الثامن من الشهر الحالي واستولوا على أمتعة شخصيّة من أفراد الأطقم. وأشار في تقرير تلقّته quot;ايلافquot; إلى أنّ الهجمات الأربع كلّها وقعت بين الساعة الثانية والساعة الرابعة صباحًا في وقت تزايد غموض الصلة بين هجمات المتمردين والجريمة في العراق منذ اتجه المسلحون إلى السطو لتمويل عملياتهم بعد سبع سنوات من الحرب في العراق التي ادّت إلى موجة من أعمال العنف.

ووقعت عمليّات السطو على السفن قبالة ميناء ام قصر في مدينة البصرة (550 كلم جنوب بغداد) إحدى أكبر المدن العراقية وقلب صناعة النفط في البلاد. ويعتمد العراق على مبيعات النفط التي تحصل منها الموازنة العراقيّة الاتحاديّة على حوالى الـ95 في المئة من إيراداتها وتعوّل عليها في الحصول على مليارات الدولارات اللازمة لإعادة الإعمار بعد سنوات من الحروب والعقوبات الدولية والتراجع الاقتصادي. ولم تعتبر الهجمات قرصنة وفقًا لمعاهدة الأمم المتحدة لقانون البحر لأنها حدثت في مياه العراق الإقليمية لا في أعالي البحار.

من جهته اشار مدير فريق الإستشارة والتدريب البحري التابع لقوات التحالف الأدميرال في البحرية الأميركية سكوت جونز إلى أنّ الإستجابة السريعة لهذا الحدث تعتبر إنجازاًمهمًّا لكلّ من البحرية العراقية وحرس الحدود الساحلية اضافة الى انّها سلّطت الضوء على التقدّم الذي أحرزته القوات البحرية في تأكيد دورها في فرض الأمن البحري في منطقة الفاو اقصى الجنوب العراقي. وتتمركز بعثة التدريب التابعة لقوات التحالف في أم قصر في محافظة البصرة وهي مسؤولة عن تقديم الإستشارة والمساعدة للبحرية العراقية والتطوير الشامل لها.

وكان مسؤول في البحرية اعلن الاسبوع الماضي أنّ مسلحين سطوا على أطقم أربع سفن كانت راسية قبالة سواحل مدينة البصرة الغنية بالنفط في جنوب العراق في المياه الإقليمية العراقية التي تحرسها دوريات من البحرية الأميركية.

وقال المسؤول البحري في تصريح نقلته وكالة انباء quot;السومرية نيوزquot; العراقية إنّ عددًا من الأشخاص يستقلّون زورقاً صغيراً تسلّقوا إلى باخرة تجارية سورية الجنسية تحمل اسم سانتا ستار واحتجزوا طاقمها وسرقوا أجهزة الاتصال ومقتنياتهم الشخصية فضلاً عن أجهزة الملاحة البحرية ولاذوا بالفرار بعد أن كبّلوا أفراد الطاقم.
وأضاف أنّ المسلحين تمكّنوا بعد نحو ساعة من سرقة السفينة الأولى من التسلّل إلى أخرى اسمها أرمينيا وهي من جمهورية انتغوا من أميركا الوسطى كانت متواجدة على مقربة من السفينة الأولى وقاموا باحتجاز طاقهما والسطو على مقتنياتهم، موضحًا أنّ باخرة تجارية ثالثة أيضاً كانت راسية في المنطقة نفسهاواسمها كريستال ويف وجنسيّتها كوريّة تعرّضت إلى حادث سطو مسلّح مماثل من قبل القراصنة نفسهم.

وأشار الى أنّ عمليات القرصنة وقعت جميعها عند مدخل خور عبد الله من جهة البحر في منطقة تعرف باسم quot;المخطافquot; لأن البواخر التجارية تتوقف فيها حتى يحين دورها ويسمح لها بدخول قناة خور عبد الله لترسو في ميناء أم قصر أو خور الزبير لتفريغ حمولاتها وهي منطقة تحت حماية الأسطول البحري الأميركي. واوضح ان قوات خفر السواحل العراقية تلقت نداءات استغاثة من تلك البواخر فقامت على إثرها بتسيير دوريات في المياه الإقليمية العراقية وقرب الشواطئ. يذكر أن المياه الإقليمية العراقية وقناة شط العرب تشهد بين حين وآخر وبفترات زمنية متباعدة وقوع عمليات قرصنة تستهدف البواخر الأجنبية وينفذها عراقيون ومن دول مجاورة وعادة ما تخلف تلك الحوادث سرقة مقتنيات طواقم البواخر وحملاتها.

وكان مدير عام الشركة العامّة للموانئ العراقية الكابتن صلاح خضير عبود قد كشفأخيرًا عن وجود حوادث ابتزاز تتعرّض لها طواقم البواخر الأجنبيّة التي تسلك قناة شطّ العرب المؤدية إلى مينائي المعقل وأبو فلوس. واشار الى وجود أشخاص يطلقون على أنفسهم صفة صيادين يتعمّدون نصب الشباك في أماكن مرور البواخر وعند مرورها تمزّق شباكهم يطالبون طواقمها بتعويضات مالية وفي حال عدم حصولهم عليها يتصرّفون بعدائيّة، الامر الذي يؤثر على الحركة الملاحية البحرية في شط العرب ولقد أبلغنا بها قيادة عمليات البصرة لغرض معالجتها.

وتوجد في محافظة البصرة خمس موانئ تجاريّة أوّلها ميناء المعقل القريب من مركز مدينة البصرة والذي تمّ إنشاؤه عام 1916 وكانت تستغلّه القوات البريطانية لأغراض عسكرية قبل أن تسلمه إلى السلطات العراقية عام 1937. وميناء الفاو الذي أصبح مخصّصاً لرسو وإقلاع سفن الصيد وهو يقع بالقرب من مدخل قناة شط العرب. وفي عام 1965 تمّ إنشاء ميناء أم قصر وهو حاليًّا أكبر وأهمّ الموانئ التجارية، بينما شهد عام 1989 إنجاز مشروع بناء ميناء خور الزبير الذي يحتوي على أرصفة صناعيّة ومخازن لخامات الحديد والفوسفات وسماد اليوريا، وفي عام 1976 تمّ إنشاء ميناء أبو فلوس على ضفاف شط العرب في قضاء أبي الخصيب والذي يعدّ حاليًّا من أنشط الموانئ التجارية على الرغم من صغر مساحته وعدم قدرته على استيعاب البواخر الكبيرة.

كما يوجد في محافظة البصرة ميناءان نفطيان هما ميناء العمية (145 كلم جنوب المدينة) ويقع ضمن المياه الإقليمية العراقية وعلى مقربة من المياه الإقليمية الإيرانية، والثاني هو ميناء البصرة النفطي (160 كلم جنوب البصرة) ويقع في خور الخفجة القريب من المياه الإقليمية الكويتية وكان يعرف سابقاً باسم ميناء البكر العميق.