شككت تقارير إعلامية في إمكانية حسم الرئيس المصري حسني مبارك أو نجله جمال الانتخابات الرئاسية المقبلة في مصر وقالت إن هذا الأمر بات غير مؤكد، بينما حسم الانتخابات البرلمانية لصالح الحزب الحاكم أمر في غاية السهولة.

استبعدتتقارير غربيةحدوث مفاجآت في الانتخابات البرلمانية المصريةالمزمع إجراؤها في تشرين الثاني ( نوفمبر ) المقبل، إذا ما استمر التلاعب في نتائج الانتخابات وبيع الأصوات، كما هي العادة في نشاط البلاد الانتخابي.

ورأت مجلة دير شبيغل الألمانية أنه إذا كان من المؤكد حسم الحزب الوطني الديمقراطي تلك الانتخابات البرلمانية لصالحه، فإن حسم الرئيس مبارك، أو نجله جمال، انتخابات الرئاسة لأي منهما ليس بالأمر المؤكد. كما أشارت الصحيفة إلى أن وجود صراع حالي على السلطة في مصر، وأن تلك الانتخابات البرلمانية ليست إلا بداية لهذا الصراع. ودللت على ذلك بأن الثمانية عشر شهرًا المقبلة، لن تشهد انتخابات لمجلس الشعب فحسب، بل انتخابات رئاسية كذلك. وسواء كان بمقدور الرئيس مبارك، أو نجله جمال، الذي يتم إعداده لتولي زمام الأمور، الاحتفاظ بالسلطة، فإن هذا ليس أكيدًا.

وانتقلت بعدها دير شبيغل لتقول إن محمد البرادعي، الرئيس السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، ربما يمثل التهديد الأكثر خطورة على الرئيس مبارك ونجله جمال. ثم مضت تنوه بالتصريحات الحادة التي أطلقها البرادعي، بشكل غير مسبوق، مطلع هذا الأسبوع بحق الرئيس مبارك، والتي وجه فيها انتقادات حادة لحكمه المستمر على مدار ثلاثة عقود تقريبًا. كما طرح مخططه الخاص بالطريقة التي يمكن من خلالها وضع حد لحقبة الرئيس مبارك. ونقلت هنا عنه المجلة قوله quot; إذا ما قام الشعب كله بمقاطعة الانتخابات، فإني أرى في تقديري أن تلك ستكون نهاية النظامquot;.

واعتبرت المجلة كذلك أن دعوة البرادعي إلى مقاطعة الانتخابات البرلمانية قد تكون خطوة كافية لتوحيد صفوف المصريين التعساء وتوجيه ضربة خطرة للنظام. ومن المنتظر أن تتسبب تلك الدعوة بحرمان من وصفتهم المجلة بـ quot;أعضاء زمرة مباركquot;، الذين اعتمدوا لسنوات على الانتخابات المزورة للبقاء في السلطة، من شرعيتهم. وعلى المدى البعيد، قد يتمكن البرادعي أيضاً من الحيلولة دون تولي جمال مقاليد الحكم خلفاً لوالده، ومن ثم إحباط حظوظهم في إقامة دكتاتورية وراثية مصرية.

وبعد إبرازها حالة السلبية واللامبالاة التي تسيطر على قطاع عريض من المصريين في ما يتعلق بالتصويت بشكل عام في الانتخابات نظرًا لعوامل كثيرة من بينها تفشي التزوير الانتخابي، والفقر، والأمية، تابعت المجلة واسعة الانتشار حديثها بالقول إن نجاح دعوة المقاطعة المقترحة من جانب البرادعي للانتخابات البرلمانية يعتمد على جماعة الإخوان المسلمين، التي تعد أكبر جماعات المعارضة في البلاد.

ومضت المجلة لتقول إن مقاطعة المعارضة الانتخابات البرلمانية من المرجح أن تكون فقط الخطوة الأولى نحو موسم يتسم بالعصيان المدني - والاحتجاجات التي يمكن أن تؤثر في نهاية المطاف على الانتخابات الرئاسية أيضاً. وختمت دير شبيغل بلفتها إلى حالة الأمل التي خلقها وجود البرادعي على الساحة السياسية في مصر مؤخراً، وقالت إن عُشر مستخدمي موقع فيس بوك للتواصل الاجتماعي أعضاء في إحدى المجموعات التي تدعم خلافة البرادعي للرئيس مبارك، رغم الصعوبات التي تحول دون ذلك.