بدأت القرائن حول رغبة النظام المصريّ في توريث الحكم لنجل الرئيس مبارك تتواتر، وينظر كثير من المصريين إلى تجاهل الحكومة لظهور معلقات في شوارع القاهرة وتحمل شعارًا يقول quot;جمال مبارك.. حلم الفقراءquot;، على كونها أولى الحلقات في خطة خلافة حسني مبارك.

القاهرة: بينما يستضيف الرئيس مبارك الجولة الثانية من محادثات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين في شرم الشيخ، يرى متابعون إنه يبعث برسالة إلى كلٍ من الأميركيين والإسرائيليين مفادها أن ابنه جمال هو الاختيار الأكثر أمانًا للحفاظ على السلام بين مصر وإسرائيل، الذي لا يحظى بأي شعبية لدى الجمهور المصري، ويمثّل دورًا في رعاية المفاوضات.

وفي هذا السياق، علّقت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأميركية على عدم اعتراض السلطات في مصر على نشر تلك الملصقات التي بدأت تظهر خلال الأسابيع الأخيرة في شوارع القاهرة، وتحمل شعارًا يقول quot;جمال مبارك.. حلم الفقراءquot;، وقالت إن بعضهم في مصر ينظر إلى خطوة مثل هذه على أنها أولى الحلقات في خطة خلافة الرئيس مبارك.

ورأت الصحيفة في البداية أن الشكوك التي تراود المصريين منذ فترة طويلة حول أن الرئيس مبارك يعد نجله، جمال، ليحل محله يومًا ما بدأت تتبلور وتتحول إلى معتقد شائع.

ومضت الصحيفة لتؤكد أن هناك إشارات تدل الآن على أن quot;يومًا ماquot; قد يأتي قريبًا وتحديدًا العام المقبل ( مع مجيء موعد استحقاق الانتخابات الرئاسية المقبلة).

وبينما يستضيف الرئيس مبارك الجولة الثانية من محادثات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين في شرم الشيخ، يقول البعض إنه يبعث برسالة إلى كلٍ من الأميركيين والإسرائيليين مفادها أن جمال هو الاختيار الأكثر أمانًا للحفاظ على السلام بين مصر وإسرائيل، الذي لا يحظى بأي شعبية لدى الجمهور المصري، ويمثّل دورًا في رعاية المفاوضات.

ثم لفتت الصحيفة إلى قيام إحدى الجماعات خلال الأسابيع الأخيرة بنشر ملصقات في أحياء القاهرة الفقيرة، شعارها quot;جمال مبارك.. حلم الفقراءquot;.

ومع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية المزمع إجرائها نهاية العام 2011، واستمرار مشاعر الخوف والقلق بشأن الحالة الصحية للرئيس مبارك، بدأ ينظر كثيرون إلى تلك الملصقات على أنها الحلقة الأولى في حملة دعم جمال مبارك لانتخابات الرئاسة.

ثم أبرزت الصحيفة في السياق عينه مرافقة جمال لوالده خلال الزيارة التي قام بها مطلع هذا الشهر إلى واشنطن من أجل التحضير لإعادة إطلاق محادثات السلام الفلسطينية- الإسرائيلية. وهو ما أدى إلى إثارة الكثير من التكهنات حول أن الرئيس مبارك كان يسعى للحصول على مباركة الرئيس باراك أوباما بشأن خطة التوريث في بلد يتلقى أكثر من مليار دولار في صورة مساعدات أميركية كل عام.

وعلى الرغم من ذلك، نفى مبارك الأب والابن ما تردد عن وجود خطة لتوريث الحكم، لكن الأحاديث المتعلقة بهذا الأمر تتزايد عامًا بعد الآخر.
وفي هذا السياق، مضت الصحيفة لتنقل عن حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة وأحد أبرز المعارضين للتوريث في البلاد، قوله:quot; هناك العديد من الإشارات التي تدل على أن النظام مُصِرّ تمامًا على أن جمال سيتولى السلطةquot;. ثم أبرزت بعدها ساينس مونيتور الطريقة التي تمكن من خلالها جمال مبارك الصعود داخل الحزب الوطني منذ العام 2000.

ثم عاود نافعة ليقول: quot;يمكننا القول إن التحركات الأخيرة هي خطوة لتسويقه .. وهم يعدون الساحة الآن لاستقبال المرحلة الانتقالية. ولا أعتقد أن الرئيس مبارك اتخذه قراره النهائي بعد بشأن ما إن كان سيخوض انتخابات العام المقبل أم لاquot;. بيد أن كثير من المصريين يرون في الرحلة التي قام بها جمال أخيرًا إلى واشنطن دليلًا على أن الرئيس اتخذ قراره بالفعل.

وتابع نافعة حديثه في السياق ذاته مع الصحيفة بقوله quot; تحليلي هو أن الإسرائيليين مقتنعون بأن جمال سيكون ضمانًا على أن معاهدة السلام مع إسرائيل سيتم المحافظة عليها واحترامها، وإلا فستكون هناك خطورةquot;.

وفي الختام، قال نافعة إن الجماعة التي تروج للملصقات الداعمة لترشح جمال مبارك في انتخابات الرئاسة قد تكون محاولة من جانب رجال الأعمال في الحزب الوطني الديمقراطي، الذين سيستفيدون من سياسات جمال، للضغط على الرئيس مبارك كي يتنحى ويسمح لنجله بخوض انتخابات الرئاسة العام المقبل.

في حين قال مصطفى كمال السيد، الأستاذ بالجامعة الأميركية في القاهرة، إن الحملة عبارة عن محاولة لتمهيد الطريق إلى جمال في حالة عدم تمكن مبارك الأب من خوض الانتخابات المقبلة.