أدخلت مديرية حرس الحدود السعودي قطاع الطيران ضمن منظومتها العملية بعد أن اكتملت الخطط التنظيمية والهيكلية المقرة سابقا، وبدأت المديرية ابتعاث (30) طيارا للولايات المتحدة الأميركية في خطوة تعلن حالة التأهب والاستعداد للحوادث الحدودية بين السعودية والدول المجاورة خصوصا مع الجمهورية المضطربة اليمن.

الرياض: قال المتحدث الرسمي لحرس الحدود السعودي المقدم سالم السالمي لإيلاف إن إستراتيجية العمل بحرس الحدود استدعت إدخال هذا القطاع وفق تنظيم تم التخطيط له مسبقا.
وأضاف السالمي أن وجود المسافات الكبرى بين الخطوط الحدودية ونقاط المراكز استدعت وجود وسيلة سريعة للوصول وتغطية هذه المسافات، مؤكدا في الوقت ذاته أن الطيران سيكون إسنادا للتقنيات الجديدة المتمثلة في الكاميرات الحرارية والإجراءات الجديدة عبر تقنية الاتصالات والعمليات للشريط الحدودي مع الدول المجاورة.

وأوضح المقدم السالمي أنه تم إنشاء إدارة خاصة quot;بشؤون طيران حرس الحدودquot; منذ وقت سابق عملت بشكل كبير على تهيئة البنى التحتية المكانية والتخطيطية لقطاع الطيران في عدد من المناطق السعودية، التي سوف تعزز قدرات وحدات الحرس وترفع درجة جاهزيته في الحماية والدفاع.
ويأتي قرار إدخال قطاع الطيران ضمن المنظومة الدفاعية لحرس الحدود في ظل سعي سعودي واضح إلى تسليح القطاعات العسكرية بعد تقارير صحافية تتحدث عن صفقة تاريخية مع الولايات المتحدة الأميركية بأكثر من (16) مليار دولار.
وتتصدر الحدود الجنوبية للسعودية مع الجمهورية اليمنية قائمة الأهمية خصوصاً بعد العمليات العسكرية التي شنتها المملكة ضد متسللين حوثيين في فبراير من العام الماضي، وكلفت السعودية أكثر من 120 من جنودها في حرب الأشهر الثلاثة، وخلفت العمليات العسكرية أيضاً المئات من النازحين.

وتشكل الحدود الجنوبية للسعودية أزمة كبرى وصداعا مزمنا نظراً لكثرة المتسللين وتهريب المخدرات إضافة إلى الخطر الأكبر من خلال استغلال تنظيم القاعدة لهذه الحدود الأكثر وعورة من بين الحدود السعودية عامة رغم الجدار العازل الذي لم يؤت نتائجه في ظل كل هذا التهديد.
وكانت مديرية حرس الحدود أبرمت اتفاقية مع مدرسة الطيران في جامعة شمال quot;داكوتاquot; الأميركية لتدريب وتأهيل (30) طيارا من منسوبي حرس الحدود. وقال مدير إدارة شؤون الطيران في المديرية العامة لحرس الحدود العميد الطيار / خالد الرزيحان إن توقيع هذا العقد يأتي ضمن إستراتيجية التطوير الحديثة والتي تهدف إلى رفع جاهزية حرس الحدود للمحافظة على امن الحدود ومكافحة التهريب والتسلل.
وترتبط السعودية في حدودها الشرقية بدول الخليج الست وشمالا بالعراق والأردن وغربا بالبحر الأحمر يصل طولها إلى أكثر من (7408) كم، منها (3699) كم حدوداً برية، و(3709) كم حدوداً بحرية.

في وقت كان شكل حدود السعودية مع الدول المجاورة يتمثل في وجود سواتر ترابية بارتفاع يصل إلى ثمانية أمتار، إلا أنه تم إنشاء طرق مسفلته في جزء كبير من الحدود السعودية مزودة بكاميرات حرارية ليلية للكشف عن المهربين والمتسللين.