في أول خطاب له كزعيم لحزب العمال البريطاني أمام مؤتمره السنوي في مانشيستر عصر الثلاثاء، أرسى إد ميليباند دعائم ما بدا أنه انعطافة واضحة المعالم في مسيرة الحزب، واضعا الإطار العام لمفهومه المتعلق بالانعتاق من حزب العمال الجديد.

على مدى أكثر من ساعة، تحدث إد ميليباندهذا السياسي اليافع (40 عاما)، الذي أصبح السبت أصغر زعيم للحزب في تاريخه، عما أسماه سياسة الجيل الجديد الممسك بزمام الأمور الآن. فتناول في هذا الإطار سائر القضايا التي تشغل المجتمع البريطاني الآن بدءا من ضرورة تجاوز التركة التي خلفها laquo;حزب العمال الجديدraquo; والاقتصاد مرورا بحرب العراق وحتى حلمه بمجلس لوردات منتخب شعبياً.

وكان طبيعيا أن يبدأ ميليباند بوضع الإطار العام لمفهومه المتعلق بالانعتاق من حزب العمال الجديد ممثلا في عهدي توني بلير وغوردن براون. فامتدح نظرتهما المستقبلية الثاقبة والمنافع الكبيرة التي قدماها لبريطانيا وأيضا للجوعى حول العالم عبر برنامج التنمية الدولية.
لكنه قال إن لبلير وبراون عصرهما وللجيل الجديد عصره، وما كان وقتها مستقبلا صار اليوم ماضيا. وخلص الى أن ذلك الطريق الذي بدأه بلير وصل الى منتهاه الآن لأن العصر الجديد يستدعي رؤية جديدة وبالتالي فإن جيل العمال الجديد يستدعي حزب عمال جديدا.

وسارع ميليباند الى توجيه رسالة قوية الى نقابات العمال التي أتى الى الزعامة محمولا على ظهرها بعكس كل التوقعات السابقة بفوز أخيه الأكبر ديفيد. فقال إن عهد الإضرابات التي تشل البلاد وتأخذ اقتصادها رهينة عفو الخاطر شيء يجب أن يرمى في مزبلة التاريخ. وقال إنه لن يسمح بذلك، كما أن البريطانيين لن يسمحوا به laquo;وأنتم المؤتمرين لن تسمحوا بهraquo;، وذلك على مسمع ومرأى زعماء النقابات في القاعة، الذي كان الكلام موجها إليهم في المقام الأول.
وفي أمر الاقتصاد، قال ميليباند إنه يعترض على سياسة الحكومة الخاصة بخفض الإنفاق العام بشكل أعمى وفي أقصر وقت ممكن. لكنه أضاف أنه، كزعيم للمعارضة، لن يعترض على قراراتها فقط من أجل الاعتراض بل سيقف معها حتى لو كان يعلم حجم الألم الذي ستأتي به لرجل الشارع إذا كان على قناعة بأن تلك هي السبيل الوحيدة لإخراج البلاد من وهدتها الاقتصادية.

ومضى الزعيم العمالي الجديد ليسجل أكبر إدانة لحزب العمال الجديد قائلا إن قرار الحكومة العمالية في عهد بلير الانضمام إلى الحرب في العراق كانت laquo;خطأ قسّم أمتنا وحزبنا ويجب علينا أن نقر بذلكraquo;. وقال إن القرار كان خطأ laquo;لأنه لم يسع للحصول على مباركة الأمم المتحدة والإرادة الدوليةraquo;. ورغم إقراره بأهمية العلاقات مع الولايات المتحدة وخصوصيتها، فقد شدد على أن لبريطانيا قيمها وشخصيتها الخاصة والمستقلة.

ثم انتقل للحديث عن الصراع في الشرق الأوسط فقال إن اعترافه بحق إسرائيل في الوجود لن يمنعه من مطالبتها بأن توافق على دولة مستقلة للفلسطينيين. وطالبها بوقف المستوطنات باعتبارها عقبة حقيقة أمام مسيرة السلام الذي شدد على أن الوصول اليه يجب أن يكون جهدا دوليا مشتركا. وأدان أيضا مهاجمة إسرائيل قافلة الحرية التركية التي كانت متوجهة لإغاثة غزة قائلا إنها كانت laquo;خطأ فادحاraquo;.
وعدا ذلك تناول ميليباند طائفة من المواضيع المحلية المهمة في خطاب وصفه المراقبون فورا بأنه laquo;دسمraquo; ويكشف عن رجل يبدو مستعدا الآن للقيادة. وهي القيادة التي وعد بها على رأس ما أسماه laquo;جيل المتفائلين الذي سيغير وجه بريطانياraquo;.

من هو إد ميليباند
* ولد في 42 ديسمبر / كانون الأول 1969، وهذا يجعله أصغر زعيم لحزب العمال في تاريخه.
* أبوه رالف ميليباند مثقف ماركسي برتغالي هاجر الى بريطانيا في العام 1940. ونشأ إد في كنف الأسرة مع أخيه ومنافسه على الزعامة ديفيد في شمال لندن وتلقى كلاهما تعليمه في مدرسة هافرستوك اللندنية ثم درس في أوكسفورد في الكلية نفسها وحصل على شهادتها في الفلسفة والعلوم السياسية والاقتصاد.
* أول زعيم حزب رئيس ذي أسرة بلا زواج. شريكته هي المحامية جستين ثورنتون ولهما طفل يدعى دانيال (15 شهرا).
* أحد 25 عضوا في برلمان ويستمنستر في سن الأربعين.
* أحد 110 برلمانيين انتخبوا الى ويستمنستر في العام 2005.
* أحد 43 برلمانيا (منهم 23 عماليا) تلقوا تعليما في مدارس الدولة ثم في جامعة أوكسفورد.
* يحتل المركز 314 من حيث طول الخدمة في البرلمان.
* يحتل المرتبة 33 بين العماليين البرلمانيين الأصغر عمرا في تاريخ الحزب.
* يمثل الدائرة 75 في قائمة الدوائر الانتخابية المضمونة للعمال، ويمثلها بأغٌلبية كاسحة (بزيادة 26.3 في المائة عن أقرب منافسيه).
* واحد من 16 برلمانيا (منهم 8 عماليين) تلقوا تجربتهم السابقة من العمل في البحث السياسي و/أو الاستشارة السياسية.