إد ميليباند هو أول زعيم حزب بريطاني رئيسي يعيش مع امرأة وينجب منها ابنا أو بنتا خارج إطار الزواج.

إد ميليباند وشريكته جستين ثورنتون

لندن: الطفل دانيال يبلغ 15 شهرا من العمر. وشهادة ميلاده تحمل اسمه وتاريخ ميلاده وهو 21 يونيو / حزيران 2009 واسم والدته جستين ثورنتون، ومكان ولادتها مانشيستر، ومهنتها كمحامية. ولكن المكان المتعلق بتفاصيل والده ترك خاويا. كما أن الشهادة تحمل توقيع جستين فقط.

داينال هو ابن زعيم حزب العمال البريطاني الجديد إد ميليباند. فلماذا امتنع عن ملء البيانات المتعلقة به في شهادة الميلاد والتوقيع عليها برغم أنه لا جدال في أبوته لدانيال؟ السؤال توجهت به صحيفة التابلويد الشعبية laquo;ديلي ميلraquo; إلى الناطق باسمه فقال إن الأمر لا يتعدى أن ميليباند لم يجد الوقت الكافي لذلك.

وهذه ليت الملاحظة الوحيدة على الحياة الخاصة لهذا السياسي العمالي الشاب (40 عاما). فهو أول زعيم حزب بريطاني رئيسي يعيش مع امرأة وينجب منها ابنا أو بنتا خارج إطار الزواج. وتأكيدا على هذا الوضع فإن إد وجستين يتوقعان مولودهما الثاني في ما يقل قليلا عن شهر.

ويقول ميليباند تعليقا على هذا: laquo;ربما عقدنا قراننا يوما ما، لكنني لا اعتقد أن الناس سيمانعون إن لم نفعلraquo;. ويلاحظ المراقبون أمرين في هذا الصدد: الأول هو أن هذا الموقف غير الآبه بالزواج يقف على التقيض من موقفي رئيس الوزراء المحافظ ديفيد كاميرون، ونائبه الليبرالي الديمقراطي في الحكومة الائتلافية، نِك كليغ إذ ان كليهما من أشد أنصاره.

والثاني، والأهم، هو تغير الأزمان والناخبين في بريطانيا الحديثة. فقديما كان الدخول في علاقة laquo;غير شرعيةraquo; يعني الانتحار السياسي لكل من أراد ترشيح نفسه لمنصب عام دعك من زعامة حزب رئيسي والطموح الى رئاسة الوزراء نفسها.

مستقبل حزب العمال البريطانيّ بين أخوين

وكان الثابت هو أن زعماء الأحزاب متزوجون إلا في حالة إداورد هيث الذي كان أعزب laquo;مع سبق الإصرار والترصدraquo;!

ويعيش إد وجستين، اللذان التقيا للمرة الأولى قبل خمس سنوات، في حي بريمروز هيل اللندني على مقربة من منزل أسرة ميليباند حيث نشأ إد مع أخيه الأكبر ومنافسه المهزوم على الزعامة ديفيد.

واولئك الذين يعرفون لندن جيدا، يعرفون أيضا أن بريمروز هيل حي laquo;بوهيمييraquo; الطبيعة ومحبب بشكل خاص للموسيقيين والتشكيليين والممثلين واليساريين الميسورين عموما. ولا شك في أن الأخوين ميليباند يذكرون الزيارات العديدة التي كان يتلقاها والدهم رالف، وهو مهاجر برتغالي ومفكر ماركسي، من المثقفين أمثاله لمناقشة الأمور السياسية والفكرية الأخرى

ومن هنا فإن laquo;العصريةraquo; ليست غريبة على الأخوين وربما كان هذا يلقي بعض الضوء على كون إد رب اسرة لكنه غير متزوج من أم أبنائه.

ويبدو أن الأجيال الحديثة في عالم السياسة البريطانية أتت معها أيضا بعدد من السوابق. فقد
أنجبت شيري بوث لزوجها توني بلير ثلاثة اولاد هم يوان ونكي وليو وبنتا هي كاثرين. ويتميز ليو بأنه الطفل الوحيد الذي ولد لرئيس وزراء بريطاني وهو يمارس مهمام منصبه على مدى 150 عاما.

وبلير أيضا هو أول رئيس وزراء يتخلى عن كنيسته القديمة لاعتناق الكاثوليكية ويقال إنه أكثر رؤساء الوزراء البريطانيين تدينا منذ وليام غلادستون.

والشهر الماضي ولدت لديفيد كامرون بنت سماها فلورينس، هي ثاني وليد لرئيس وزراء بريطاني وهو يمارس مهمام منصبه (بعد بلير) على مدى 160 عاما. والشهر المقبل، عندما تضع جستين وليدها الثاني لإد ميليباند، فستكون هذه هي المرة الأولى التي ينجب فيها وليد لرئيس الوزراء وآخر لزعيم المعارضة بفارق أسابيع قليلة في التاريخ السياسي البريطاني.