متابعة خاصّة: انتخابات بريطانيا

لندن: أعلن وزير الخارجية البريطاني السابق ديفيد ميليباند أمس الاربعاء ترشيح نفسه لزعامة حزب العمال الذي مني بهزيمة في الانتخابات العامة الاخيرة، وذلك خلفا لغوردن براون. وقال ميليباند انه سيطلق رسميا حملته لزعامة الحزب والتي استقطبت بالفعل دعم وزير العمل السابق الان جونسون، الاسبوع المقبل في دائرته الانتخابية ساوث شيلدز شمال انكلترا.

وترجح التوقعات فوز ميليباند المفكر المفوه البالغ من العمر 44 عاما بزعامة الحزب الذي تحول حاليا الى صفوف المعارضة للمرة الاولى منذ 13 عاما بعد خسارته الانتخابات البرلمانية يوم الخميس الماضي. وصرح ميليباند (44 عاما) quot;سارشح نفسي في تلك الانتخاباتquot; على زعامة الحزب. واضاف quot;وساقوم بذلك بشعور عميق من الفهم للمسؤولية المترتبة على ذلك المنصب وكذلك بحب كبير للمبادئ والقضايا التي جعلتني انضم الى حزب العمال قبل 27 عاماquot;.

وقال انه منذ انضمام حزب الديموقراطيين الاحرار الى المحافظين لتشكيل حكومة ائتلاف، فقد اصبح على حزب العمال quot;مسؤولية جسيمةquot; لتمثيل راي اليسار الوسط في بريطانيا. واشاد ميليباند ببراون ووصفه بانه quot;شخصية بارزةquot; الا انه قال ان حزب العمال يحتاج بعد 13 عاما في السلطة الى quot;اعادة بناء نفسه بوصفه بطل الاصلاح والتغيير الاجتماعي والاقتصادي في هذا البلدquot; كما انه بحاجة الى quot;تجديد واسعquot;.

وقال quot;لقد حققنا الكثير في الحكومة، ولكن هذا عهد جديد .. فهناك اخطار جديدة وفرص جديدة وامكانيات جديدةquot;. واضاف quot;بعد ان خرج حزبنا من الحكومة، يجب ان نكون حركة التغيير الحقيقي في كافة انحاء البلادquot;.

واطلق ميليباند حملته بعدما شكل حزب المحافظين حكومة ائتلافية مع حزب الديمقراطيين الاحرار الاصغر في اول حكومة اقتسام للسلطة منذ عام 1945. ومن المرجح ان يتحول السباق على زعامة حزب العمال الى معركة بين جناحي اليمين واليسار في الحزب والذين سيستقيان دروسا مختلفة من هزيمة الحزب في الانتخابات.

وتحول الحزب الذي خرج من رحم الحركة النقابية وتأسس عام 1900 الى اليسار في الثمانينات وخسر سلسلة من الانتخابات قبل ان يحوله توني بلير الى وسط التيار السياسي. واصبح رئيسا للوزراء لعشر سنوات منذ عام 1997 قبل ان يسلم السلطة لبراون.

وميليباند الذي يعتبر quot;بليرياquot; هو المرشح المفضل للجناح اليميني في حزب العمال لكنه سيواجه على الارجح تحديا من مرشح يميل الى اليسار مثل وزير الطفولة والمدارس والاسرة السابق ايد بولز الذي يرجح ان يحظى بدعم نقابات العمال.

وقد يتحول سباق الزعامة الى شأن عائلي. فأقرب منافس محتمل الى ميليباند كما تشير المراهنات هو شقيقه الاصغر ايد (40 عاما) وهو وزير سابق للطاقة والتغير المناخي رغم انه لم يعلن بعد عن نواياه لخوض ذلك السباق.

وقال وزير الداخلية السابق الان جونسون الذي كان يعتبر منافسا قويا محتملا يوم الاربعاء انه لن يترشح والقى بدعمه وراء ديفيد ميليباند. ووصف ميليباند بانه quot;سياسي رائعquot; وقال لهيئة الاذاعة البريطانية quot; موهبته تكمن في قدرته على صياغة افكار معقدة بلغة واضحة.quot;

ولم تقل الوزيرة العمالية المخضرمة هارييت هارمان التي تولت مؤقتا زعامة الحزب بعد استقالة براون ان كانت تعتزم الترشح على رئاسة الحزب. وقال ميليباند ان قرار حزب الديمقراطيين الاحرار المنتمي لتيار الوسط تشكيل حكومة ائتلافية مع حزب المحافظين لتيار يمين الوسط quot;لحظة فارقة في السياسة البريطانية.quot;

واضاف ميليباند quot;ان ذلك يضع مسؤولية هائلة على حزب العمال كي يكون قوة توحيد كبيرة لجميع اطياف الوسط ويسار الوسط في هذا البلد.quot;. وذكر انه سيبدأ جولة بالبلاد للتحدث مع الناخبين واستقاء دروس من هزيمة حزبه في الانتخابات.

وكان براون تولى زعامة الحزب خلفا لتوني بلير في عام 2007 دون منافسة. ولم يعلن اي شخص اخر نيته الترشح على زعامة الحزب، الا انه يرجح ان يواجه ميليباند تحديا من وزير شؤون المؤسسات التعليمية السابق اد بولز، الحليف المقرب من براون.