استشاطت لويز شاكلتون، عقيلة ديفيد ميليباند، غضبا عندما علمت أن إد ميليباند هو من فاز بزعامة حزب العمال.

لويز شاكلتون مع زوجها ديفيد ميليباند
لويز شاكلتون، عقيلة ديفيد ميليباند، عازفة كمان محترفة. ولهذا السبب صدّرت صحيفة التابلويد الشعبية laquo;ديلي ميلraquo; مقالا عن غضبها إزاء اختطاف أخيه إد الزعامة بقولها إنها على استعداد لتكسير laquo;ستراديفاريوسraquo; على رأسه ولا شك.

والـlaquo;ستراديفاريوسraquo;، كما يعلم عشاق الموسيقى الكلاسيكية، هي أشهر أنواع الكمان وأغلاه خاصة تلك التي تعود للإيطالي أنتونيو ستراديفاري وأنتجت بين العامين 1700 و1720 وتباع اليوم في المزادات بملايين الدولارات.

وسبب هذا الغضب الجامح، كما يتوقع المرء بالرغم من الابتسام أمام كاميرات الإعلام، هو أن الفوز غير المتوقع لإد ميليباند أتى بشبه ختام فجائي لطموحات زوجها السياسية العملاقة وحرمها بالتالي من أن تصبح سيدة الحزب الأولى وربما سيدة البلاد الأولى بعد الانتخابات المقبلة.

وتبعا لمصادر وصفتها الصحيفة بأنها laquo;عليمةraquo;، فقد استشاطت لويز غضبا السبت بعدما اتضح أن نقابات العمال وقفت صفا واحدا خلف إد وتمكنت، على عكس سائر التوقعات بفوز زوجها، من انتزاع الزعامة له بفارق ضئيل لا يتعدى 1.3 في المائة من عدد الأصوات النهائية.

وقالت تلك المصادر إن غضب السبت تحول الى حزن عميق عندما كان زوجها يلقي خطاب laquo;ضرورة الوحدةraquo; يوم الاثنين ويهنئ أخاه على فوزه أمام مؤتمر الحزب بمانشيستر. وأضافت أن الحزن ترجم نفسه دموعا غزيرة خلف الكواليس واضطر زوجها، بعد إنهائه خطابه، للجلوس معها واحتضانها زمنا من أجل تهدئة خواطرها.
ورغم أن ديفيد (44 عاما) أعلن في خطابه أنه سيقف خلف أخيه بتشديده على أن السبيل الوحيدة أمام الحزب الآن هي laquo;الوحدةraquo;، فلم يقل إنه يقبل بالعمل تحت إمرته في مجلس وزراء الظل. ويقال الآن إن لويز (49 عاما) طلبت اليه أن يدير ظهره لأخيه وألا يقبل حتى بمنصب وزير الخزانة الذي قالت إشاعات أخرى إنه اشترطه للعمل في حكومة أخيه.

وما يقال كثير في حلبة مؤتمر العمال الذي شهد فوز إد. ومن هذا ان لويز، برغم نشاطها الدفّاق خلال حملة زوجها الانتخابية، لم تكن متحمسة على الدوام لفكرة انشغاله بالزعامة أو رئاسة الوزراء نفسها على حساب أسرته الصغيرة.

فقد أدت، إن كان لنا أن نصدق ما يقال، الدور الرئيسي في إقناع ديفيد بعدم السعي لخلافة توني بلير بعد تنحيه في العام 2007 إذ كان الزوجان قد فرغا لتوهما من إجراءات تبني طفلهما الثاني. وقيل أيضا إنها هي التي منعته من تحدي غوردون براون في 2008 عندما شحذ له كبار العماليين الخناجر واتهموه علنا بأنه وبال على الجزب وسيقوده لفقده السلطة.

وعندما وافقت هذه المرة على أن يخوض زوجها انتخابات الزعامة وبذلت طاقات عالية من أجل تحقيق هذا الهدف، يأتي أخوه الأصغر مسلحا بنقابات العمال ويسحب بساط السلطة من تحت قدميه في اللحظة الأخيرة. ونقلت laquo;ديلي ميلraquo; عن مصدر قالت إنه مقرب من الأسرة قوله: laquo;لويز في حالة من الغضب والحزن بحيث أنها تخلت عن التظاهر بأن كل شيء على ما يرام ولا تمانع الآن في أن يرى الناس الوجه خلف القناعraquo;.

ويضيف هذا المصدر إن غضبها إزاء إد يعود لشهور خلت حين أعلن نيته منافسة ديفيد على الزعامة بدلا من الوقوف خلفه سندا له. ويعلم القاصي والداني - تبعا لسائر استطلاعات الرأي - أن ديفيد كان سيحصل على فوز مريح بالزعامة لولا أن أخاه قرر فجأة خوض السباق ضده.
وحتى بعد نفاد أثر الصدمة الأولى مع هذه القرار، كان ديفيد متقدما بفارق كبير حتى الأيام الأخيرة حين غيرت نقابات العمال موازين القوى بإلقاء ثقلها الهائل وراء إد. وكان هذا الأخير قد وعدها بنبذ مبادئ laquo;حزب العمال الجديدraquo; والعودة الى laquo;الأساسياتraquo; وهي رفع يد العمال لتصبح الطولى.

يذكر أن لويز شاكلتون، التي تكبر زوجها بقرابة 5 أعوام، ولدت في مقاطعة يوركشاير الانكليزية. وهاجرت مع أسرتها وهي طفلة الى الولايات المتحدة، ودرست الموسيقى في جامعة نورثويسترن، شيكاغو، ثم في كلية laquo;ايستمانraquo;، نيويورك.

وكانت وظيفتها الأولى في laquo;اوركسترا فلوريدا السيمفونيةraquo; التي طافت معها مختلف أنحاء الولايات المتحدة قبل أن تنتقل الى laquo;اوركسترا روما الأوبراليةraquo;. وفي الثالثة والعشرين من عمرها تزوجت المؤلف الموسيقي الأميركي - التركي الشهير كامران اينس لكنهما انفصلا لاحقا بالطلاق. وفي العام 1998 تزوجت ديفيد مليلباند ولهما طفلان بالتبني. وهي تعزف حاليا مع laquo;اوركسترا لندن السيمفونيةraquo;.