الخيار كان صعبا للاخوين إد وديفيد ميليباند اللذين يخوضان معركة زعامة حزب العمّال خلفا لغوردن براون. لكنهما اكدا انهما متفقان على عدم المغامرة بعلاقتهما من أجل كسب معركة الزعامة التي تتميز بافتقارها الى العنصر النسائي.

لندن: لفت الأخوان ديفيد وإد ميليباند الأنظار أول مرة عندما عيّن رئيس الوزراء البريطاني السابق غوردن براون ديفيد وزيرا للخارجية وإد وزيرا للطاقة والبيئة.

والآن، بعد استقالة براون، يلفت الأخوان الأنظار مجددا بقرار كل منهما خوض معترك الزعامة لخلافة براون في زعامة حزب العمال. وفي حال امتناع الآخرين عن دخول هذا المعترك، فسيكون المضمار حكرا عليهما.. وكان لا بد من تعليق الأخوين على هذا الوضع غير المألوف.

فصرح إد، وهو الأصغر بنحو 4 سنوات ونصف السنة، بقوله إن قراره دخول السباق ضد أخيه laquo;هو أحد أصعب القرارات التي اتخذتها طوال حياتيraquo;. وقال وزير الطاقة السابق، في تصريحات لفضائية laquo;بي بي سيraquo; الإخبارية، إنه لن يسعى إلى نيل زعامة الحزب عبر انتقاده أخيه. وأضاف أنه اتخذ قراره laquo;بعد مشاورات مضنية شملت الأسرة قبل الأصدقاء والمعارفraquo;.

وكان ديفيد من جهته قد صرح لصحيفة laquo;أوبزيرفرraquo; بقوله: laquo;إد موهوب والكثير من الحب يجمع بيننا. لن نغامر بهذا الحب في سبيل معركة الزعامة. قطعا فإن السياسة ليست فوق وحدة الأسرة. وأستطيع أن أقول إنني لن أتعرض لشخص أخي خلال معركة الخلافة لأنني على قناعة بأن له مساهمة عظيمة سيقدمها لهذه البلادraquo;.

يذكر أن ديفيد ظل صاحب الحظوظ الأكبر في ما يتعلق بخلافة براون منذ فترة سبقت كثيرا الانتخابات الأخيرة التي أنهت ولاية رئيس الوزراء العمالي. فكثيرا ما رفعت علامات استفهام على قدرة هذا الأخير على القيادة والحكم في العامين الأخيرين، وطالب عدد من رموز العمال علنا بتنحيه. وفي كل مرة أثيرت فيها هذه المسألة، كان اسم ديفيد ميليباند هو الذي يبرز باعتباره البديل الأفضل. لكن ديفيد نفسه ظل وفيّا لبراون ورفض مرارا وتكرارا تحدّي زعامته.

من هما؟

ولد ديفيد وإد لأبيهما رالف ميليباند، وهو مثقف ماركسي برتغالي هاجر الى بريطانيا في العام 1940. ونشآ في شمال لندن وتلقيا تعليمهما في مدرسة هافرستوك اللندنية ثم درسا في أوكسفورد في الكلية نفسها وحصلا على الشهادة نفسها في الفلسفة والعلوم السياسية والاقتصاد.

وكلاهما عمالي خدم في حكومة غوردن براون، لكن ثمة فروقات تميّز بينهما. فديفيد يعتبر في معسكر laquo;البليريينraquo; بينما يعد أخوه إد في معسكر laquo;البراونيينraquo;، وهذا نسبة إلى المعركة التي استعرت زمنا بين توني بلير وغوردن براون واستقطبا فيها الحزب كل الى معسكره. وعلى هذا الأساس يمكن اعتبار إد على يسار ديفيد.

ويلقب ديفيد (44 عاما) أحيانا ب laquo;العقلraquo; بفضل ذكائه الذي أتاح له الوصول الى منصب وزير الخارجية وهو في الحادية والأربعين من عمره. وهو متحدث مفوّه وتتيح له خبرته الحكومية التمتع بالفرصة الأكبر في الزعامة. أما إد (40 عاما) فيتمتع بشعبية أكبر وسط نقابات العمال. وثمة انطباع بأن التعامل معه أسهل منه مع أخيه ديفيد، وأن حداثة سنّه قد تصب لصالحه.

وأخيرا..

يتوقع أن يجد الأخوان منافسة حقيقية من إد بولز (43 عاما) وزير المدارس والأطفال والأسرة في الحكومة السابقة. وهو يعتبر من غلاة العمّال ومن أقرب الأقربين لغوردن براون. ورغم أنه يجد تأييدا واسعا وسط نقابات العمّال، فقد يكون قربه من براون هو الذي يضعه في المركز الثاني بعد ديفيد ميليباند.

ويتوقع أيضا أن يدخل المعترك آندي بيرنام (40 عاما) سابقا وزير الصحة الذي اشتهر بأحاديثه البسيطة المستقاة من مفردات رجل الشارع. وهو يعتبر نجما صاعدا في صفوف العمال لكنه يفتقر الى بريق إد ميليباند رغم أنهما في العمر نفسه.

يذكر أن أحد أعمدة الحزب، ألان جونسون (59 عاما)، ساعي البريد الذي صار وزيرا للداخلية في الحكومة السابقة كان يتوقع أن يخوض معركة الخلافة منافسا حقيقيا أيضا. لكنه أعلن امتناعه عن ذلك قائلا إن عمره المتقدم نسبيا لا يؤهله لقيادة الحزب في وجود مواهب شبابية مثل الآنف ذكرهم.

وتتميز معركة الخلافة حاليا بافتقارها إلى العنصر النسائي. لكن هناك هارييت هارمان (49 عاما) وزيرة المساواة ونائبة زعيم الحزب سابقا. وهي موغلة في اليسارية وعرف عنها سباحتها ضد التيار الشعبي في سبيل مبادئها. وهناك ايضا ييفيت كوبر (41 عاما) سابقا وزيرة العمل والمعاشات، وزوجة وزير المدارس إد بولز. محببة لدى نقابات العمال ومع ذلك فثمة انطباع بأنها تهمل بقية الشارع. فرصها الحقيقية ليست عالية لكنها قد تدخل الحلبة فقط للتأكيد على دور العنصر النسائي هذا. على أن ثمة تقارير نقلت عن زوجها قوله إنه لن ينافسها في حال قررت الترشح وسيسحب ترشحه هو من أجل دعمها.