تعتذر النساء أكثر من الرجال وهذا ليس لأنهن يرتكبن أخطاء أكبر بل لأنهن يعتقدن أن عليهن القيام بذلك.

بحسب بحث أجراه علماء نفس كنديون حول الاعتذارات وجد هؤلاء أن نسبة ما يقوم به الرجال من سلوكيات سيئة أكبر مما تقوم به النساء لكنهم لا يرون الـ quot;خطأquot; بنفس الطريقة التي تراها النساء، حسب الدراسة التي صدرت في مجلة quot;سايكولوجيكال ساينسquot; الطبية.

وأجرى فريق علماء النفس من جامعة واترلو في مدينة أونتاريو دراستين على 186 شخصا مقسومين حسب الجنس. وفي دراستهم وجدوا أن الرجال أقل احتمالا من حيث الشعور بالإساءة من النساء وأقل احتمالا أن يشعروا بأنهم ارتكبوا خطأ ما.

وقال مايكل روس أحد الباحثين المشاركين في هاتين الدراستين لمراسل صحيفة quot;يو أس أيه تودايquot; الأميركية إن اختلاف الجنس ظهر بشكل واضح في بحثهم هذا. ففي الدراسة الأولى أكمل 33 رجلا و33 امرأة يوميات على الانترنت لمدة 12 يوما واصفين حالات قدموا فيها اعتذارا أو قاموا بشيء ما يعني اعتذارا.

وبينت تلك الدراسة أن النساء أكثر استعدادا لتقديم اعتذار ما. لكن الدراسة وجدت أنه وبالعكس ما هو شائع لم يتجنب الرجال الاعتذار أو رفضوا الاعتراف بأنهم قاموا بخطأ ما. لكنهم لا يقومون بذلك إلا إذا كانوا حقا مقتنعين بأنهم ارتكبوا خطأ ما.

وفي دراسة أخرى طلب من 120 مشاركا أن يضعوا إساءات محددة ضمن ترتيب حسب درجتها وكم يستحق كل منها اعتذارا وما هو الاحتمال من أن يقوموا بتقديم اعتذار عليها. علقت كارينا شومان التي ترأست البحث قائلة إن الرجال وضعوا الإساءات ضمن مقياس أخف من ذلك المقياس الذي وضعته النساء. وهذا ناجم بشكل جزئي لأن للنساء منفذ أضيق لما هو مسيء وهذا يجعل التقييمات متقاربة بالنسبة لها.

وأضافت شومان أن ذلك لايعني quot;أن الرجال دائما خالون من الاحساس أو أن النساء دائما يرين إساءات هي غير موجودة على أرض الواقع. إنه معيار مختلف ذلك الذي يمتلكه الرجال قياسا في المعيار الذي تمتلكه النساء، في رؤية ما هو سلوك مسيئ .. والبحث أظهر أن الرجال على استعداد للاعتذار مثل النساء إذا اقتنعوا أنهم على خطأ. إنهم فقط يعرّفون الخطأ بطريقة مختلفة، وهذا ما ينجم عنه أحيانا أن الرجال لا يعتذرون عن شيء تراه النساء متطلبا للاعتذارquot;.