أبدت واشنطن انفتاحها على فكرة استقبال غباغبو لديها بناء على طلبه للمساعدة على وضع حد للأزمة في ساحل العاج.


واشنطن، أبيدجان: أعلن مسؤول أميركي كبير الاثنين أن واشنطن منفتحة على فكرة استقبال لوران غباغبو في الولايات المتحدة بناء على طلبه، للمساعدة على وضع حد للأزمة في ساحل العاج.

وقال المسؤول في وزارة الخارجية للصحافيين رافضًا الكشف عن هويته quot;نريده أن يرحل. إذا أراد المجيء إلى هنا، فسننظر بالتأكيد إلى هذه الإمكانية كوسيلة لحل الأزمة الحاليةquot;.

وأوضح هذا المصدر quot;لكن كل الإمكانيات قد تختفي بسرعة بسبب ما يحصل على الأرضquot;، مضيفًا quot;بحسب كل المؤشرات التي في حوزتنا في الوقت الراهن، فإنه متشبث برأيهquot;. وأكد المسؤول الأميركي من جهة أخرى أن أقرباء لغباغبو يقيمون في أتلانتا (جنوب شرق).

إلىذلك، حاولتوساطة أفريقية جديدة الاثنين في أبيدجان التوصل إلى إزاحة لوران غباغبو عن رئاسة ساحل العاج مع تجنب استخدام القوة، وذلك في سبيل تسوية أزمة أسفرت عن سقوط مئتي قتيل حسب الأمم المتحدة.

وحذّرت سيراليون، التي تشارك في وفد الوساطة، من أن quot;لا تسويةquot; ممكنة، وان الامر يقتصر فقط على مناقشة شروط quot;تسهيلquot; انسحاب غباغبو الرئيس المنتهية ولايته وتولي الحسن وتارا، الذي يعترف به المجتمع الدولي رئيسًا شرعيًا، مهامه.

واجتمع الوفد المؤلف من مبعوث الاتحاد الافريقي رئيس وزراء كينيا رايلا اودينغا ورؤساء الراس الاخضر بدرو بيريس وبنين بوني يايي وسيراليون ارنست كوروما مفوضين من المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا، بغباغبو في القصر الرئاسي بابيدجان. واستمر اللقاء نحو ساعتين اعلن على اثره الرئيس البينيني وهو يعانق غباغبو الذي بدا مبتسما، quot;سنعودquot;.

اما رئيس وزراء كينيا فقال من جانبه ان الاجتماع كان quot;مفيداquot;. وكان رؤساء بنين والراس الاخضر وسيراليون جاؤوا قبل ستة ايام الى ابيدجان في وساطة لم تثمر.

وبعد غباغبو، يجتمع الوفد برئيس ساحل العاج المعترف به دوليا بعد اعلان فوزه في الانتخابات من قبل اللجنة الانتخابية الحسن وتارا المتحصن في فندق في ابيدجان.

ودعت المجموعة الاقتصادية لغرب افريقيا التي علقت عضوية ساحل العاج مطلع كانون الاول/ديسمبر، غباغبو، الذي اعلن المجلس الدستوري فوزه بالانتخابات، الى التنحي لمصلحة خصمه، وهددت باللجوء الى عملية عسكرية يجري اعدادها حاليا اذا ما رفض التنحي.

واعلن الناطق باسم حكومة سيراليون ابراهيم بن كارغبو الاثنين ان على لوران غباغبو ان يتنحى عن رئاسة ساحل العاج مؤكدا ان هذا المطلب غير قابل quot;لاي تسويةquot;. لكنه اكد على ضرورة توفير ظروف، لم يحددها، quot;لتسهيلquot; تنحي غباغبو، مضيفا quot;اننا نريد المساعدة على انسحاب هادىء له كي يتمكن من التنحي عن منصبه بكرامةquot;.

واعلن غيوم سورو رئيس وزراء وتارا وزعيم حركة القوات الجديدة المتمردة السابقة، انه اذا ما رفض غباغبو التنحي quot;فلن يكون امام المجتمع الدولي من خيارquot; سوى القوة العسكرية. وقال quot;لا يمكن ان تكون هناك تنازلات امام ارادة الشعبquot;، بينما اقترح غباغبو اعادة فرز الاصوات.

ومن المقرر ان يلتقي رايلا اودينغا الذي كان هو شخصيا الذي اقترح اللجوء الى القوة، مساء الاثنين في ابوجا رئيس نيجيريا غودلاك جوناثان الذي يتولى حاليا رئاسة المجموعة الاقتصادية لغرب افريقيا. وقد وعد غودلاك جوناثان quot;بخطوات جديدةquot; اعتبارا من الثلاثاء. وتبدو مهمة الاثنين مستحيلة بعد ان اكد غباغبو بشدة انه لن يغادر القصر الرئاسي رغم اشتداد الضغط الخارجي.
وقال غباغبو في كلمة بمناسبة العام الجديد quot;لن نرضخquot;، منددا بquot;محاولة انقلابية دبرت تحت راية المجتمع الدوليquot;. ويبدو الوضع اكثر تازما من اي وقت مضى بين انذارات تنتهي دون نتيجة وبين تظاهرات يتم ارجاؤها.

وهكذا ارجأ انصار غباغبو الاحد تظاهرة للاستيلاء quot;بدون استخدام السلاحquot; على معقل الحسن وتارا في الفندق الخاضع لحصار بري تفرضه القوات الموالية لغباغبو ويحميه 800 جندي دولي.

وقد يؤدي فشل التفاوض الى اندلاع اعمال عنف في البلاد ستكون لها عواقب وخيمة على الملايين من مواطني دول غرب افريقيا المقيمين في ساحل العاج التي لا تزال قوة اقتصادية رغم عقد من الازمات السياسية والعسكرية.

واعلنت الامم المتحدة سقوط 179 قتيلا منذ منتصف كانون الاول/ديسمبر مشيرة الى مسؤولية القوات الموالية لغباغبو بينما قال معسكر غباغبو ان اعمال العنف اسفرت عن سقوط 53 قتيلا فقط منهم 14 من قوات الدفاع والامن الموالية له. واعلن الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ان المنظمة ستبذل كل ما في وسعها للوصول الى المواقع التي توجد فيها مقابر جماعية في ساحل العاج.