هددت جماعة الإخوان المسلمين في سوريا باستئناف النشاطات المعارضة للرئيس بشار الأسد، وذلك اثر فشل جميع الوساطات التي جرت بينها وبين الحكومة ووصولها إلى بوابة مسدودة بسبب ما تقول الجماعة إنه اشتداد للقبضة القمعية وارتفاع وتيرة انتهاك حقوق الإنسان السوري.


شعار جماعة الاخوان المسلمين في سوريا

لندن: أعلنت جماعة الإخوان المسلمين في سوريا السبت فشل جميع الوساطات التي جرت بينها وبين الحكومة السورية quot;لإنهاء محنة الشعب السوريquot;، ووصولها إلى بوابة مسدودة وقالت إنها تدرس استئناف نشاطها ضد السلطات التي أشارت الى ان قبضتها القمعية قد اشتدت وارتفعت وتيرة انتهاكها لحقوق الإنسان السوري.

وقالت جماعة الاخوان المسلمين في بيان لها إلى الشعب السوري بمناسبة مرور عامين على وقف نشاطاتها المعارضة انها كانت اتخذت قرارها هذا quot;تضامنا مع أهلنا في غزة أثناء اندلاع (حرب الفرقان).. بتعليق أنشطتها المعارِضة للنظام السوري توفيراً لكل الجهود للمعركة الأساسية داعيةً النظام إلى المصالحة مع شعبه وإزالة كلّ العوائق التي تحول دون قيام سورية -دولةً وشعباً- بواجبها المقدس في تحرير الأرض المحتلة وفي دعم صمود الأشقّاء الفلسطينيين في غزّة، وبناء القاعدة الشعبية الـمُعينة على ذلكquot;.

واشارت الى ان قرارها هذا كان quot;مَبنياً على إيماننا الكامل، بأنّ تحرير الأرض المحتلّة لن يُنجَزَ إلا بجبهةٍ داخليةٍ سوريةٍ متينة، وأنّ شعارات التحرير والممانعة لا يمكن أن تتحقّق إلا باللحمة الوطنية الحقيقية، وأنّ مواجهة العدوّ والنصر عليه، لا يتحقّق إلا بشعبٍ كريمٍ عزيز، غير مكبَّلٍ بقوانين الطوارئ والأحكام العُرفية، وبالحكم الأحاديّ الشموليّ، وبتغوّل أجهزة الاستخبارات، وبالمحاكم الاستثنائية.. وبانتهاك حقوق الإنسانquot;.

وكشفت جماعة الاخوان المسلمين وهي اكبر التشكيلات المعارضة للسلطات السورية وسبق ان اصطدمت معها في مواجهات دامية ادت الى إعدام العديد من قيادييها وناشطيها انه بعد قرارها بتعليق نشاطها في مثل هذه الايام من عام 2009 قد شجع quot;بعض الخيرين على التدخّل والتوسّط، لإيجاد حَلٍّ عادلٍ لمحنة الشعب السوريّ، المستمرّة منذ أكثر من ثلاثة عقود، لتعودَ سوريا قويةً بكل أبنائها.. لكنّ جميع مَن قاموا بمبادراتهم الخيِّرة انتهوا إلى البوّابة المسدودة للنظام، فبدلاً من قيامه بحلّ المشكلة المزمنة، ونزع فتيل الاحتقان داخل المجتمع السوريّ.. اشتدّت قبضته القمعية ضدّ أبناء شعبنا، وارتفعت وتيرة انتهاكاته لحقوق الإنسان السوريّ، وازدادت تجاوزاته بحق القِيَم الإسلامية التي يتمسّك بها شعبُنا.. فاعتُقلَت الفتيات، وسُجِن الطاعنون في السنّ، وسُرِّح المعلِّمون والمعلّمات من مدارسهم بشكلٍ تعسّفيّ، وأخذت القراراتُ الرسميةُ التي تنتهك حق الاعتقاد والحرية الشخصية للمواطن السوريّ.. تتوالى، وتسارعت وتائر المحاكمات الصورية التي لا تستند إلى أدنى معايير المحاكمات العادلة.. إلى أن وصلت الانتهاكات إلى وثائق (إخراج القيد) و(جوازات السفر) و(دفتر العائلة).. فعادت سفارات النظام إلى سياسات الابتزاز، لتمنَعَها من جديدٍ ndash;بأوامر أجهزة الاستخبارات- عن المواطنين المهجَّرين القسريّين السوريين، بلا أيّ وجه حقٍ أو ذنبٍ أو سببٍ أو تعليل، سوى الإمعان بالاستبداد والقمع والتشفّيquot;.

وشددت جماعة الاخوان المسلمين على انه ازاء هذه الممارسات وبعد مرور عامين على تعليق نشاطاتها المعارضة فإن قيادتها تعكف حاليا quot;على تقويم الأوضاع بجوانبها المختلفة، ووضع الحقائق الجديدة بين يدي مجلس الشورى، لإعادة تقويم الموقف العامّ للجماعة، واعتماد استراتيجيةٍ مناسبةٍ لإدارة حالة الصراع المفروض علينا، من قِبَل النظام السوريّ الـمُصِرّ على استبداده، مؤمنين بالله عزّ وجلّ، ثم بعدالة قضيتنا وقضية شعبنا، وبحقِّنا الكامل بوطننا وأرضنا وحرّيتنا وحقوقنا الإنسانية والمدنية الكاملة، وبتمسّكنا بمنهج الإسلام العظيم، الذي يرفض الظلم، ويَـحضّ على إقامة العدل بين الناس.. معاهدين ربّنا ثم شعبنا، أننا لن نَكِلّ أو نَـملّ، عن رفض الاستبداد، حتى إحقاق الحق، وإبطال الباطلquot;.

وكانت الجماعة انسحبت من عضوية الجبهة المعارضة التي يترأسها عبدالحليم خدام نائب الرئيس السوري السابق ما ادى الى توقف نشاطها مطالبة بإعلان مبادرة مصالحة من قبل الحكومة السورية. وكانت الجماعة قررت وقف نشاطها المعارض تثميناً لدور سوريا خلال الحرب الاسرائيلية على غزة.