تظاهر الآلاف من الباكستانيين الأحد في كاراتشي العاصمة الاقتصادية التي تعد نحو 18 مليون نسمة، بدعوة من أحزاب إسلامية متطرفة تحتجّ على تعديل القانون الذي يعاقب بالإعدام الإساءة للإسلام، ودعما للشرطي الذي قتل حاكم البنجاب لأنه كان يريد تعديل هذا القانون.


المتظاهرون رفعوا صور الشرطيّ الذي قتل حاكم ولاية البنجاب
كراتشي: تظاهر أكثر من خمسين ألف شخص الاحد في كراتشي، جنوب باكستان، حسب الشرطة، احتجاجا على تعديل القانون الذي يعاقب بالإعدام الإساءة للإسلام ودعما للشرطي الذي قتل حاكم البنجاب لانه كان يريد تعديل هذا القانون.

وكان حاكم اقليم البنجاب سلمان تيسير الذي يعد من ابرز الليبراليين في حزب الشعب الباكستاني الحاكم قتل الثلاثاء عندما أطلق عليه شرطي من حراسه الخاصين 29 رصاصة وهو يصيح مكبرا quot;الله اكبرquot;.

وكان تيسير يريد تعديل هذا القانون الذي تحتج عليه أقلية من المجتمع المدني بعد الحكم بالإعدام على امراة مسيحية دانتها نساء من قريتها بالإساءة إلى النبي محمد.
ونظمت تظاهرة كراتشي، عاصمة باكستان الاقتصادية التي تعد نحو 18 مليون نسمة، أحزاب إسلامية متطرفة. وأعلن محمد اشفق المسؤول في الشرطة المحلية أن خمسين الف شخص شاركوا في التحرك.

وقد كررت الحكومة الباكستانية مرارا خلال الأسابيع الأخيرة انها لن تعدل القانون حول الإساءة إلى الإسلام.

وقال رئيس الوزراء يوسف رضا جيلاني للصحافيين الأحد في اسلام اباد quot;سبق ان كنت واضحا في هذا الشأن ووزيرنا للشؤون الدينية اعلن ايضا اننا لا ننوي البتة تعديل هذا القانونquot;.

وكتب على لافتة رفعها المتظاهرون quot;نحن مستعدون للتضحية بأرواحنا فداء لكرامة النبي محمدquot;.

ورفع عدد من المتظاهرين صور الشرطي قاتل تيسير، مالك ممتاز حسين قادري الذي اعتقل بعد الجريمة ويحظى من حينها بدعم متزايد من كافة فئات المجتمع الباكستاني وبعض وسائل الإعلام. ويثير يوميا تظاهرات دعم.

وردد المتظاهرون ان quot;ممتاز قادري ليس مجرما، انه بطلquot; ودعا بعضهم الى الجهاد.

وقال قاري إحسان المسؤول في جماعة الدعوة الإسلامية المحظورة quot;لا نقبل باي تسوية حول قانون الإساءة الى الإسلام. انه قانون الهي ولا احد يمكنه تغييرهquot;.

وأفاد مراسل فرانس برس انها من اكبر التظاهرات التي تنظمها الاحزاب الدينية خلال السنوات الاخيرة.

وقالت وزيرة الاعلام السابقة شيري رحمن التي تقدمت في تشرين الثاني/نوفمبر بمشروع قانون يضع حدا لعقوبة الاعدام في حال الاساءة الى الاسلام، لوكالة فرانس برس الاحد انها لن تدع الاسلاميين يمارسون الترهيب ضدها، وأضافت quot;لا يستطيعون اسكاتي (...) لا يستطيعون تقرير ما نفكر فيه او نقوله، هذه القوانين وضعها الانسانquot; وليس الله.
وتدين الأغلبية الساحقة من سكان جمهورية باكستان الإسلامية وعددهم 170 مليونا، بالإسلام بينما يشكل المسيحيون اقلية ضئيلة جدا.

وتشهد البلاد تصعيدا من جانب الأحزاب الدينية تمثل خصوصا في حملة اعتداءات انتحارية عنيفة جدا ينفذها عناصر طالبان الموالية للقاعدة، أسفرت عن سقوط اربعة الاف قتيل في غضون ثلاث سنوات ونصف.

واعلنت حركة طالبان مع اسامة بن لادن، صيف 2007، الجهاد على حكومة إسلام اباد لدعمها quot;حرب واشنطن على الإرهابquot; منذ نهاية 2001.

وباكستان هي القوة النووية الوحيدة في العالم الإسلامي.

وتحولت المناطق القبلية معاقل طالبان في شمال غرب باكستان الى المعقل الاساسي لتنظيم القاعدة والقاعدة الخلفية لمقاتليه وعناصر طالبان الافغانية.

وقد جاهر سلمان تيسير صراحة بدعم المسيحية وزارها في سجنها في اسيا بيبي، وقد حكم على الأم المسيحية بالإعدام بعد إدانتها بالإساءة إلى النبي محمد. ويبقى مصيرها معلقا في انتظار قرار من محكمة لاهور (شرق).

ولم ينفذ اي حكم إعدام بتهمة الإساءة إلى الإسلام خلال العقود الأخيرة في باكستان. وتعمد محاكم الاستئناف حتى ألان إلى تخفيف هذه الأحكام إلى السجن اذا لم تلغها محاكم البداية.