لم تفلح كافة الجهود الدولية التي بذلت لإنهاء الأزمة في ساحل العاج واقناع لوران باغبو بالتنحي عن السلطة.


اخفقت الضغوط الدولية حتى الآن في اقناع رئيس ساحل العاج المنتهية ولايته لوران باغبو بالتنحي بعد هزيمته في انتخابات تشرين الثاني/نوفمبر بفارق كبير في الاصوات امام منافسه الحسن وتارا.

اعلن غالبية المراقبين الذين اشرفوا على الانتخابات ومعهم المفوضية الانتخابية العاجية والأمم المتحدة وغالبية زعماء العالم ان وتارا هو الفائز في الانتخابات الرئاسية التي جرت في 28 تشرين الثاني/نوفمبر. ويبين فرز الاصوات نفسه فوز وتارا بفارق 8 في المئة من الاصوات.

رغم ذلك يتشبث باغبو بالمنصب معتمدا على ولاء حزبه القوي في جنوب البلاد وعلى الجيش. واتُّهمت محطات الاذاعة والتلفزيون التي يسيطر عليها بالتحريض على الكراهية والعنف ضد حزب وتارا وجماعته الاثنية وضد الأمم المتحدة.

في غضون ذلك جاء وسطاء من الاتحاد الافريقي وعادوا ادراجهم دون ان يتمكنوا من حل الأزمة. وهددت المجموعة الاقتصادية لغرب افريقيا quot;ايكواسquot; باستخدام القوة لتنحية باغبو ولكن التهديد لم يُجدِ في اقناعه. ويرى مراقبون ان السبب هو مشاركة الجيش النيجيري في العديد من عمليات حفظ السلام ، لا سيما في اقليم دارفور غربي السودان في حين ان غانا ، الدولة الأخرى العضو في quot;ايكواسquot; اعلنت انها لن ترسل قوات.

وكان مبعوث وتارا لدى الأمم المتحدة يوسيفو بامبا اعلن ان هناك املا بالتوصل الى حل بعدما لوَّح وتارا بامكانية تشكيل حكومة ائتلافية مع حزب باغبو إذا اقر الأخير بهزيمته وتنحى عن الرئاسة. وقال بامبا في مقابلة مع قناة بي بي سي ان لدى باغبو اتابعه ولديه اشخاصا اكفاء في حزبه يمكن العمل معهم في اطار حكومة ائتلافية واسعة.

واثبتت المساعي الرامية الى اضعاف قبضة باغبو على السلطة مثل تجميد ارصدة الدول ، عدم جدواها في تشجيعه على التعاون لحل الأزمة. وبعد مقتل نحوو 33 شخصا في اشتباكات الاسبوع الماضي بين جنود باغبو وانصار وتارا حذر الادعاء العام للمحكمة الجنائية الدولية في لاهاي من التحقيق مع الرئيس السابق إذا تصاعدت اعمال العنف.

إزاء هذا الاصرار على التمسك بالحكم يثار السؤال عن الاجراءات المطلوبة لتنحية باغبو أو أي زعيم افريقي بعد فشل محاولته لإعادة انتخابه. وفي هذا الشأن اقترح المعلق بول كوليير في صحيفة الغارديان ان الوسيلة المثلى ولعلها الوسيلة الوحيدة القوية بما فيه الكفاية لتنحية باغبو هي جيشه. وقال كوليير ان تقويض الولاء بين الجيش والقائد ، ربما بقطع رواتب الجنوب ، قد يدفع القائد الى الاقتناع بأن من مصلحته الشروع في البحث عن محل اقامة على ساحل الريفيرا الفرنسية بدلا من ساحل العاج.

على الرغم من كل الخطابية المتفائلة بايجاد حلول افريقية للمشاكل الافريقية ، لا يلوح في الأفق حل إلا إذا جاء من داخل ساحل العاج نفسها.