مقاتل موال للمجلس الانتقالي الليبي يطلق النار في سرت في 7 تشرين الاول/اكتوبر 2011

تتقدم قوات المجلس الوطني الانتقالي ببطء في سرت مسقط رأس الزعيم الليبي المخلوع معمر القذافي، فيما يحد انتشار القناصة في صفوفالقوات الموالية للقذافي من سرعة تقدم الثوار،بينما أوقعت المعارك في سرت خلال اليومين الماضيين 18 قتيلا ونحو 300 جريح.


سرت: واصلت قوات المجلس الوطني الانتقالي السبت هجومها لطرد اخر القوات الموالية للعقيد معمر القذافي من سرت لكنها تتقدم ببطء بسبب المقاومة الشرسة لقوات الزعيم الليبي المخلوع في مسقط رأسه سرت (360 كلم من طرابلس).
من جهته قال رئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبد الجليل ان quot;المعارك الجارية في سرت حاليا شرسة وغالبا ما تكون المعارك الاخيرة الاكثر قساوةquot;.

وتابع عبد الجليل في مؤتمر صحافي مشترك مع وزيري الدفاع البريطاني والايطالي quot;عندما تصبح سرت تحت سيطرتنا سنعلن تحرير ليبيا. وبتحرير سرت نكون قد سيطرنا على كل الموانىء البحريةquot;.
واضاف quot;ان مقاتلينا يواجهون اليوم قناصة يتمركزون في نقاط مرتفعة داخل سرت. والبارحة فقط سقط لنا 15 قتيلا و180 جريحاquot;، مطالبا المجتمع الدولي بتقديم المساعدة للعناية بالجرحى.

وقال حسن عمران الطبيب في مستشفى ميداني يقع على بعد 50 كلم من سرت ان المعارك في سرت خلال اليومين الماضيين اوقعت 18 قتيلا ونحو 300 جريح.
وتقدمت قوات المجلس الوطني في وسط المدينة وحول مناطق استراتيجية تحصن فيها مقاتلو القذافي.

وتمكن مقاتلو المجلس الوطني من السيطرة على طريق مهم يربط وسط المدينة بمركز واغادوغو للمؤتمرات وبالجامعة الواقعة اكثر جنوبا. وتتركز المعارك خلال الايام القليلة الماضية في هذا المحور.
وقال ناجي المسماري القائد الميداني الذي بات جنوده على بعد اقل من كلم من مركز المؤتمرات quot;لقد سيطرنا على الجادة وبتنا نسيطر على الطريقquot;.
واضاف المسماري quot;هناك قتلى في المنازل وقد تمكنا من اطلاق سراح 17 عائلة عالقة بسبب المعاركquot;.

كما سيطرت قوات المجلس الوطني على مبان عدة قرب الوسط التجاري حسب ما اعلن المجلس العسكري للمجلس الوطني الانتقالي من مصراتة.
على المستوى الانساني لا يزال quot;آلاف السكان عالقين داخل سرتquot; وغير قادرين على المغادرة.


وفي هذه الاثناء، اعلن مسؤول كبير في البنتاغون ان قيادة الحلف الاطلسي تعتبر ان القذافي فقد السيطرة على القوات الموالية له وعلى وشك الانهزام في مسقط راسه سرت.
وقال هذا المسؤول في تصريح صحافي ان ضباطا في الحلف الاطلسي ابلغوا وزير الدفاع الاميركي ليون بانيتا بهذه المعلومات خلال اجتماع جمع الطرفين في نابولي الجمعة، مضيفا ان القذافي quot;لم يعد له فعليا اي سيطرة على القوات العسكرية الموالية لهquot;.
واعتبر هذا المصدر ان مصير معركة سرت سيحدد بشكل كبير مستقبل الهجمات الجوية التي يقوم بها الحلف الاطلسي، مؤكدا ان quot;المجلس الوطني الانتقالي قادر على السيطرة على كامل البلاد الا انه لا يزال بحاجة الى تحسين قدراته التنظيميةquot;.

ومع احتدام المعارك وتضييق الخناق على المدافعين، يصبح المهاجمون الذين يتقدمون من عدة محاور على مقربة من بعضهم البعض ما يعرضهم لنيران رفاقهم وهذا ما حصل بالفعل حيث تلقى مقاتلون من قوات المجلس الانتقالي اوامر بوقف القصف المدفعي والصاروخي لان نيرانهم اصابت رفاقا لهم كانوا يتقدمون على بعد بضعة كيلومترات.
وعلى الصعيد الانساني لا يزال وضع المدنيين حرجا. وقالت اللجنة الدولية للصليب الاحمر ان quot;الافا من المدنيين لا يزالوا محاصرين في سرتquot; ولا يوجد سوى عدد قليل من الاطباء في مستسفى ابن سيناء الرئيسي في المدينة.

وقال كوردولا فولسبرغ طبيب الصليب الاحمر الذي تمكن من دخول المستشفى الخميس quot;ان معظم المرضى نقلوا من الغرف الى الممرات بسبب حدة المعارك والمستشفى امتلأ بالمدنيين من سكان الحي وبينهم العديد من النساء والاطفال الصغارquot;.
وتتركز المعارك حاليا بين قوات المجلس الوطني الانتقالي وكتائب القذافي بشكل خاص في مدينتي سرت وبني وليد (170 كلم جنوب شرق طرابلس) بعدما سقطت طرابلس في ايدي مقاتلي المجلس الانتقالي في 23 آب/اغسطس وفر منها القذافي الى جهة مجهولة.

اما في جبهة بني وليد، فقد اطبق مقاتلو المجلس الوطني الانتقالي الجمعة حصارهم على المدينة، وارسلوا وفد وساطة للتفاوض مع قبائلها لاقناع قوات القذافي بتسليمها في غضون يومين تحت طائلة هجوم عسكري quot;قريب جداquot;، كما افاد قادة ميدانيون.
وقال القائد الميداني في قوات المجلس الانتقالي عمر فيفاو لفرانس برس quot;نحن حاصرنا مدينة بني وليد من الجهة الجنوبية في منطقة تنتي التي هي آخر نقطة قبل مدينة بني وليد والتي تسيطر عليها كتائب (القذافي) وتمركزنا بكافة الاسلحة الثقيلة والخفيفةquot;.
واضاف هذا القائد من خط الجبهة الامامي الواقع على بعد حوالى 40 كلم من المدخل الجنوبي لبني وليد quot;لم نطلق النار بعد، بل بعثنا وساطة الى قبائل بني وليد وطلبنا منهم الاجتماع اليوم او غدا لغرض حقن الدماء كونهم اخوة لنا ولا نريد سفك دمائهمquot;.
وتابع quot;نحن طلبنا ان يأتوا للاجتماع معنا حتى ندخل المدينة من دون قتال، واذا لم يستجيبوا ولم يتم الاتفاق فلن يكون لنا خيار الا الهجومquot;، مشيرا الى ان المهلة المعطاة للمفاوضات تنقضي بعد يومين.