كميات كبيرة من سعف النخيل يتم تهريبها من مصر إلى جاليات يهودية في إسرائيل والولايات المتحدة، رغم قرار حظر البيع الذي اتخذته السلطات المصرية.


القاهرة: رغم القرار الذي حظرت بموجبه مؤخراً وزارة الزراعة المصرية جميع مبيعات سعف النخيل لإسرائيل قبيل عطلة عيد المظلة اليهودي، إلا أن صحيفة هآرتس العبرية كشفت في تقرير لها اليوم عن أن الآلاف من هذا السعف يتم الآن تصديره من مصر عن طريق التهريب عبر الأردن إلى جاليات يهودية في إسرائيل والولايات المتحدة.

واستقت الصحيفة الإسرائيلية تلك المعلومات من تجار لديهم خبرات واسعة في نشاط استيراد سعف النخيل.

وفي حديث له مع الصحيفة، قال أحد التجار إن سعف النخيل، الذي يستخدم في المراسم الاحتفالية بعيد المظلة، قد تم نقله من مصر عبر الأردن إلى إسرائيل وجاليات يهودية في نيويورك وغيرها من المدن الكبيرة في الولايات المتحدة.

ومضت الصحيفة تقول إن تجار سعف النخيل الإسرائيليين استغلوا العلاقات الطويلة مع مسؤولين كبار في مصر، ونجحوا في أن يشتروا سراً كمية كبيرة من السعف.

وبحسب ما ذكره أحد التجار في نيويورك، فإن مسؤولاً بارزاً في القاهرة قد حصل على 100 ألف دولار للمساعدة في تهريب سعف النخيل خارج الحدود المصرية.

وأكد هذا التاجر أن المزارعين المصريين كانوا يرغبون في بيع السعف لإسرائيل، خاصة في ضوء الأزمة الاقتصادية التي حلت مؤخراً بالبلاد.
وأوضح كذلك أنه لا يرى أي سبب منطقي وراء حظر تصدير السعف لإسرائيل سوى المشاعر المعادية لإسرائيل.

من جانبها، اعتبرت صحيفة لوس أنغلوس تايمز الأميركية في تقرير لها ضمن هذا السياق أن قرار الحظر المصري هذا لم يكن قراراً ودياً على أقل تقدير من دولة تجاه جارتها.

ثم نوهت الصحيفة بحقيقة أوجه الاستفادة التي لطالما عادت على الجانبين المصري والإسرائيلي من وراء هذا النشاط التجاري السنوي على مدار الأعوام الماضية.

ولفتت إلى امتلاك مصر لقدر كبير من سعف النخيل، في وقت لا تبخل فيه إسرائيل بدفع المال اللازم لشراء هذا السعف، الذي تستعين به في الاحتفالات بعيد المظلة. وأفادت تقارير عبرية بأن مصر كانت تزود إسرائيل في السابق بحوالي 40% من سعف النخيل الذي تحتاج إليه للاحتفال بعيد المظلة الذي يحتفى به كل خريف.

وأوضحت الصحيفة أن قرار الحظر الذي اتخذته مصر مؤخراً دفع بالنائب الأميركي هوارد بيرمان ليوجه نداء عاجل للسلطات المصرية كي تعيد النظر في المسألة.

وتابعت الصحيفة بتأكيدها أن عناد مصر في هذا الشأن جاء ليصب في صالح مزارعين أميركيين بعد تورديهم ما بين 25 إلى 30 ألف سعفة. ولم يخسر جراء تلك المشكلة سوى المزارعين المصريين بعد حرمانهم من بيع السعف الخاص بهم لإسرائيل.