ايلان غرابل يصافح رئيس الوزراء الاسرائيليبنيامين نتنياهو

أكد مصدر أمني مصري اعتزام القاهرة إبرام صفقات مستقبلية مع إسرائيل بعيداً عن وساطة الولايات المتحدة، فيما اعتبرت دوائر أمنية في تل أبيب أن صفقة إيلان غاربل تعكس قدراً من التلاقي بين القاهرة وتل أبيب، ولا توشي باحتمالات انهاء اتفاقية السلام بين البلدين.


أكد مصدر أمني مصري في حديث خاص لـ quot;إيلافquot; أن الاجهزة المعنية في القاهرة، تعتزم في القريب العاجل إبرام صفقات مع تل أبيب، تضاهي الصفقة الاخيرة التي أفضت الى إطلاق سراح إيلان غاربل المتهم بالتجسس على مصر لصالح الموساد، مقابل إفراج تل ابيب عن 25 مصريا معتقلين لديها.

وأوضح المصدر الذي رفض الإفصاح عن هويته لـ quot;إيلافquot;، لما وصفه بالدواعي الامنية ان الوفد المصري المفاوض مع اسرائيل رفض إدراج الجاسوس الاسرائيلي المعتقل في مصر quot;عودة طرابينquot; ضمن صفقة التبادل الاخيرة، على الرغم من محاولات اسرائيل الرامية الى هذا الهدف، مشيراً الى ان مصر أصرّت على احتجاز طرابين لمقايضته في إطار صفقة لاحقة، بما تبقى من معتقلين مصريين لدى إسرائيل.

اختلاف أسلوب التفاوض المصري

وأكّد المصدر الامني في حديثه الخاص لـ quot;إيلافquot; أن أسلوب القاهرة في التفاوض مع إسرائيل حول صفقة التبادل الاخيرة، وما سبقها عندما لعبت مصر دور الوساطة بين حماس وتل أبيب، يختلف عن الأساليب السابقة التي كان النظام المصري السابق يتبناها مع اسرائيل، إذ تصر القاهرة على إبعاد الدور الاميركي عن إجراء تلك المفاوضات، وأضاف المصدر: quot;أسلوب إدارة التفاوض المصري حالياً، يختلف عن الأساليب السابقة، خاصة عندما أجرت مصر مع إسرائيل مفاوضات لإطلاق سراح الجاسوس الاسرائيلي عزام عزام من المعتقل المصريquot;.

وفي تعليقه على حالة الاضطراب التي سادت المؤتمر الصحافي الذي عقد اليوم في طابا حال وصول السجناء المصريين المفرج عنهم، اشار المصدر الامني الى ان الصحافيين كانوا يتوقعون وصول الجاسوس الاسرائيلي المفرج عنه إيلان غاربل عند معبر طابا البري، إلا انهم فوجئوا بأنه عاد الى اسرائيل عبر طائرة أقلته من القاهرة الى تل ابيب، على العكس من الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليط، الذي عاد الى بلاده عبر معبر quot;كيرم شالومquot;، وأجرى التلفزيون المصري معه حواراً موسعاً، وكشف المصدر الامني عن أن اسرائيل كانت قد طلبت من مصر عدم إجراء اية حوارات صحافية مع غاربل حال مغادرته القاهرة، معربة عن بالغ أسفها من الحوار الذي أجرته المذيعة المصرية شهيرة أمين مع شاليط.

وفي ختام حديثه مع إيلاف، عقد المصدر الامني المصري مقارنة بين إطلاق سراح 25 مصرياً من المعتقلات الاسرائيلية مقابل الافراج عن غاربل، وبين حرب تشرين الاول/ أكتوبر عام 1973، مشيراً الى انه إذا كانت حرب أكتوبر جسّدت انتصاراً عسكرياً لمصر، فإن الصفقة الاخيرة بين القاهرة وتل أبيب تعد انتصاراً دبلوماسياً.

على الجانب الاسرائيلي نقلت صحيفة يديعوت احرونوت العبرية تصريحات خاصة أدلى بها مصدر أمني اسرائيلي، اكد فيها أن إصرار المصريين على عدم التدخل الاميركي في الصفقة الاخيرة يعكس رغبة القاهرة في التلاقي مع إسرائيل لمواجهة تحديات سياسية وامنية مشتركة بينهما، وأضاف المصدر: quot;المطلب المصري يؤكد رغبة القاهرة في مواصلة العلاقات مع اسرائيلquot;.

توقعات بإنهاء اتفاقية السلام

ورأت الصحيفة العبرية ان تصريحات المصدر الامني الاسرائيلي، تتعارض مع وجهات نظر العاهل الأردني عبد الله الثاني، الذي اعرب عن توقعاته تزامناً مع صفقة غاربل، ان مصر في طريقها لإلغاء اتفاقية السلام المبرمة مع إسرائيل، وألمحت يديعوت احرونوت الى ان رؤية العاهل الاردني وما انطوى عليها من توقعات بنشوب حرب شاملة في منطقة الشرق الاوسط، قد تخرج الى حيز الواقع على المدى البعيد، الا انه في الوقت الراهن ستحافظ مصر ndash; وفقاً للصحيفة العبرية ndash; على اتفاقية السلام مع اسرائيل حتى بعد إجراء الانتخابات التشريعية المرتقبة في مصر.

ونقلت الصحيفة عن دوائر سياسية في تل ابيب قولها: quot;ليس ثمة شك في ان قوة جماعة الاخوان المسلمين المصرية تتزايد، الا ان الجماعة لم تقدم مرشحاً عنها حتى لانتخابات الرئاسة المصرية، وإذا حدث ذلك فإن رئيس مصر القادم سيكون من مصلحته الحفاظ على اتفاقية السلام مع الدولة العبرية، فالمصريون يتفهمون تماماً انه اذا خرقت القاهرة اتفاق السلام مع اسرائيل، فسوف تمنع الولايات المتحدة مساعداتها عن مصر، لذلك فإنه من المستبعد إخلال مصر باتفاق السلام مع اسرائيل في المستقبل المنظورquot;.

الدوائر الاسرائيلية أكدت وجود فارق مفصلي بين الوساطة المصرية، لإبرام صفقة لتبادل الاسرى بين حماس واسرائيل، وبين صفقة التبادل المصرية الاسرائيلية، إذ ان الاخيرة تؤكد قدرة المصريين واسرائيل على التواصل المباشر في ما بينهما دون الحاجة الى تدخلات من جهات أخرى حتى اذا كانت الولايات المتحدة، كما ان مصر اقامت الدليل - من خلال صفقة غاربل - على كفاءة المخابرات العامة المصرية في انجاز ملفات كانت في الماضي بالغة التعقيد، وربما جاء ذلك على لسان محافظ جنوب سيناء اللواء محمد فودة، الذي أكد جهاز المخابرات المصرية العامة حقق نجاحاً دبلوماسياً غير مسبوق، عندما انجز صفقة مقايضة الافراج عن 25 معتقلاً مصرياً في اسرائيل، بإطلاق سراح إيلان غاربل المتهم بالتجسس لحساب اسرائيل.

لقاء مع الوالدة ونتنياهو

... معانقاً والدته

وكان الاسرائيلي ndash; الاميركي إيلان غاربل قد وصل الى اسرائيل مساء الخميس عبر طائرة اقلته من القاهرة الى مطار بن غوريون في تل ابيب، بعد ما يربو على اربعة أشهر قضاها في المعتقل المصري بتهمة التجسس على مصر لصالح الموساد، وفور وصوله اسرائيل التقى غاربل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وأبلغه بأنه عاش اوقاتاً عصيبة داخل المعتقل المصري.

وكان في صحبة غاربل على متن الطائرة موفد رئيس الوزراء الاسرائيلي المحامي quot;يتسحاق مولخوquot;، وعضو الكنيست quot;يسرائيل حاسونquot; من حزب كاديما، الذي لعب دوراً كبيراً في الوساطة بين بلاده والمصريين، وفي مطار بن غوريون كان في استقبال غاربل والدته وعضو الكونغرس الاميركي quot;غيري اكرمانquot;، بالإضافة الى سفير الولايات المتحدة في اسرائيل دان سابيرو.

ومن ميناء بن غوريون انطلق غاربل ووالدته الى ديوان رئاسة الوزراء الاسرائيلي في القدس، وهناك عقد غاربل لقاء مع نتنياهو، قدم فيه شكره للجهود المبذولة لاطلاق سراحه من المعتقل المصري، بينما أكد نتنياهو بحسب صحيفة يديعوت احرونوت ان الافراج عنه كان ثمرة العلاقات الطيبة بين القاهرة وتل ابيب، وقدم نتنياهو شكره للحكومة المصرية والادارة الاميركية.