القاهرة: بدأ مسؤولو مكافحة الإرهاب الأميركيون في مراقبة أبرز صانعي القنابل بفرع تنظيم القاعدة في اليمن، بعد أن تحدث المسؤولون عن دوره المحوري في ثلاث تهديدات إرهابية محتملة على الأقل كانت تستهدف مواطنين أميركيين أو أهداف أميركية.
ونقلت في هذا السياق اليوم صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية عن مسؤولين دوليين وأميركيين متخصصين في مكافحة الإرهاب قولهم إن هذا الشخص يدعى إبراهيم حسن تالي العسيري، وهو شخص مغمور، لكنه يشكل تهديداً يزيد في خطورته على الولايات المتحدة عن مسؤول الدعاية السابق للتنظيم أنور العولقي، الذي نجحت وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية quot;سي آي إيهquot; في تصفيته الشهر الماضي.
ومضت الصحيفة تقول إن العسيري يعتبر واحداً من أبرز عناصر القاعدة المستهدفين من جانب برنامج الطائرات الآلية الجديد للسي آي إيه في اليمن، الذي بدأته الوكالة بالهجوم الذي استهدف العولقي في الثلاثين من أيلول/ سبتمبر الماضي.
وبعد وفاة العولقي، بدأ يركز مسؤولو مكافحة الإرهاب في أميركا على أشخاص آخرين مثل العسيري وناصر الوحيشي، سكرتير أسامة بن لادن السابق في أفغانستان، والذي يترأس الآن فرع تنظيم القاعدة في اليمن.
وأشار مسؤولون أميركيون إلى أن العسيري تورط في جميع المكائد الكبرى الخاصة بالقاعدة خلال العامين الماضيين، بما في ذلك المحاولة التي جرت في آب/ أغسطس عام 2009 لقتل أمير سعودي، والمحاولة الفاشلة لتفجير طائرة أميركية فوق ديترويت بالولايات المتحدة أواخر عام 2009 ومحاولة أخرى أُحبِطَت كانت تستهدف طائرة شحن عام 2010.
وقال مسؤولون أميركيون حققوا مع العسيري إنه كان يبحث عن طائرات أميركية وأهداف داخلية أخرى على شبكة الإنترنت، بالإضافة لبحثه في التدابير الأمنية التي يتم اتخاذها، واجتهاده لتطوير طرق تعني بالتحايل على تلك التدابير ومحاولة تفاديها.
ولفتت الصحيفة كذلك، نقلاً عن مسؤول بارز في مكافحة الإرهاب، إلى أن العسيري يعمل على تطوير آليات تعني بنشر المتفجرات في الخفاء، وكذلك الأسلحة الكيماوية والبيولوجية. ويتردد أنه لعب دوراً بارزاً في وضع خطط لنشر ما يطلق عليها قنابل الخصر، التي تزرع جراحياً في بطن الشخص الذي يتأهب للقيام بعملية انتحارية.
وأضاف هذا المسؤول quot; يُشكل العسيري تهديداً عملياتياً أكبر من العولقي. وهو واسع الخيالي تماماًquot;. وتابعت الصحيفة بقولها إن العسيري تحول إلى الإسلام المتطرف على ما يبدو عندما كان شاباً بعد وفاة شقيقه الأكبر في حادث مروري عام 2000 تقريباً، وذلك وفقاً لما أبرزته صحف سعودية من خلال لقاءات أجرتها مع والديه.
ثم بدأ العسيري، وشقيق آخر له يدعى عبد الله، في تتبع الدعاية المتطرفة، وزاد دعمه بعد غزو الولايات المتحدة للعراق عام 2003. وقد تم إلقاء القبض عليه عام 2005 من جانب السلطات السعودية بينما كان يحاول السفر إلى العراق من أجل الالتحاق بتنظيم القاعدة هناك، على حسب ما قال أحد مسؤولي مكافحة الإرهاب الأميركيين.
وقد اُحتُجِز لمدة 9 أشهر، وفور إطلاق سراحه، قضى 4 أشهر مع أسرته، ثم سافر إلى اليمن عام 2006، بحسب تقارير إخبارية سعودية. ثم ارتبط هناك بمتشددين يمنيين محليين وغيرهم من المتعاطفين مع تنظيم القاعدة الذين كانوا يغادرون المملكة العربية السعودية.
وقال مسؤول مكافحة الإرهاب الأميركي إن العسيري التحق بحلول 2007 بأعضاء منتمين للقاعدة، استعانوا به في مجال صناعة المتفجرات. ثم أصبح واحداً من أبرز أخصائيي صنع القنابل في القاعدة وربما الفنون القتالية.
التعليقات