تخشى اجهزة مكافحة الارهاب الغربية والافريقية من تعاون على مستوى العمليات بين تنظيم القاعدة وتنظيمات أخرى تعتبر امتدادا لها كالشباب المجاهدين في الصومال وبوكو حرام الاسلامية في نيجيريا. ومن المتوقع أن تجد القاعدة في افريقيا ملاذات جديدة مستفيدة خصوصا من عدم الاستقرار في ليبيا.


صحراء أفريقيا .. ملاذ آمن لتنظيم القاعدة

باريس: يقول مسؤولون وخبراء إن تنظيم القاعدة الذي ضعف في افغانستان وباكستان، يمكن ان يجد في افريقيا ملاذات جديدة مستفيدا خصوصا من عدم الاستقرار في ليبيا حيث تنتشر ترسانات من الاسلحة من دون حماية.

وللتنظيم الذي أسسه أسامة بن لادن صلات مع مجموعات مثل القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي في منطقة الساحل والمتمردين الشباب في الصومال، ويؤثر عقائديا على الاقلفي جماعة بوكو حرام الاسلامية في نيجيريا.

وتخشى اجهزة مكافحة الارهاب الغربية والافريقية من تعاون على مستوى العمليات بين التنظيمات الثلاثة اوسع من الاتصالات غير المنظمة التي جرت بينها في السنوات الاخيرة.

وقال قائد القوات الاميركية في افريقيا الجنرال كارتر هام في واشنطن ان كلا من حركات quot;الشباب والقاعدة في المغرب الاسلامي وبوكو حرام تشكل تهديدا لكن ما يثير القلق هو ان تقوم هذه المنظمات بالتنسيق في ما بينها وتنظم جهودهاquot;.

وما يزيد من خطورة الوضع هو انتشار الاسلحة في بلاد منطقة الساحل وتسريح مئات من المقاتلين الطوارق المؤيدين للعقيد معمر القذافي الذين قد يكونون مستعدين لمغامرات جديدة.

وقالت منظمة هيومن رايتس ووتش المدافعة عن حقوق الانسان ان آلاف الأطنان من الاسلحة والذخائر موزعة في ليبيا في مستودعات لا يراقبها احد ولم تحمها السلطات الجديدة ولا حلف شمال الاطلسي من النهبquot;.

وعزز مخاوف المسؤولين الغربيين هجوم استهدف في 26 آب/اغسطس مبنى الامم المتحدة في ابوجا حيث أسفر عن سقوط 23 قتيلا.

وقالت الشرطة النيجيرية إن الهجوم من تدبير مامان نور النيجيري المولود لابوين تشاديين ويعد الرجل الثاني في قيادة بوكو حرام.

ويبدو ان الرجل لجأ الى الاسلاميين الشباب في الصومال قبل ان يعود الى نيجيريا نهاية تموز/يوليو ويدبر هذا الهجوم بسيارة مفخخة على طريقة القاعدة.

وبوكو حرام أجرت اتصالات ايضا في السنوات الاخيرة مع تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي لكن لا شيء يثبت في المقابل انها تقيم علاقات مباشرة مع حركة الشباب.

وذكر جون برينان كبير مستشاري الرئيس الاميركي باراك اوباما لمكافحة الإرهاب، مؤخرا بان القاعدة quot;استفادت تقليديا من مناطق النزاع التي تسودها الفوضى. انها ملاذات تشن منها هجماتquot;.

واضاف ان quot;الصومال واحدة من أقسى المناطق في العالم دمرتها الحرب والمجاعة والقاعدة حاولت باستمرار استغلال ذلكquot;.

والعلاقات بين الشباب الصوماليين واعضاء القاعدة وخصوصا اليمنيين قديمة وان كانت الهوة الثقافية تجعل التعاون بينهم صعبا.

وفي منتصف تشرين الاول/اكتوبر وضع شريط فيديو على مواقع الكترونية جهادية ظهر فيه رجل قال إن اسمه ابو عبد الله المهاجر، وصور في منطقة يسيطر عليها الشباب. وقد أكد باللغة الانكليزية انه ارسل من قبل ايمن الظواهري خليفة اسامة بن لادن على رأس تنظيم القاعدة.

ورأى روجر ميدلتن الخبير في شؤون شرق أفريقيا في مركز تشاتام هاوس اللندني ان خطر تشابك بين الشباب والقاعدة قائم لكنه ليس مؤكدا حاليا.

وقال إن quot;بعض قادة الشباب ينشطون في الجهاد العالمي وبعضهم قاتلوا في افغانستان وهناك بالتأكيد صلات دولية لكنهم مشغولون جدا في الصومالquot;.

واضاف quot;هناك بالتأكيد اوجه تطابق عقائدية لكن ليس هناك اي دليل على تعاون عمليquot;.

ويمكن ان يدفع الضغط الذي يمارس على ما تبقى من القيادة المركزية للقاعدة في المنطقة الباكستانية الافغانية وخصوصا الهجمات المتواصلة التي تشنها الطائرات من دون طيار الاميركية، اعضاء القاعدة الى البحث عن قواعد جديدة.

والساحل بمناطقه الصحراوية الشاسعة حيث يملك تنظيم القاعدة في المغرب الاسلامي قواعد نائية، يمكن ان يجذب هؤلاء الناشطين.. وقد امضى مبعوث من بن لادن قبل سنوات عدة اشهر في المعاقل الجزائرية للجماعة السلفية للدعوة والقتال التي انبثق منها تنظيم القاعدة في المغرب الاسلامي.