الفنزويلي ايليتش راميريز سانشيز المعروف بـquot;كارلوسquot;
مع بدء محاكمة كارلوس، في باريس يوم الاثنين، ظهر هذا الفنزويلي، الذي دوّخ أجهزة الاستخبارات الغربية كافة في السبعينات والثمانينات باعتباره laquo;الإرهابي الأكبرraquo;، مبتسما ليعلن للعالم أن الثورة بالنسبة له بمثابة مهنة يحترفها.


يبلغ الآن 62 عاماً ولا يشكل تهديداً لأحد، إذ أتى من سجنه حيث أمضى نحو 15 عاماً وسيعود اليه يومياً وبعد مثوله مجدداً أمام محكمة خاصة في العاصمة الفرنسية بدءاً من الاثنين بتهم تتعلق بالإرهاب. هذا هو كارلوس- واسمه الحقيقي ايليتش راميريز سانشيز ndash; الذي يُحاكم الآن بتدبير أربع هجمات خلال العامين 1982 ndash; 1983 قتل فيها 11 شخصا وجُرح 140 آخرون.

وأتى كارلوس الى قاعة المحكمة وهو يرتدي بزة زرقاء، وقد علا المشيب لحيته وشعر رأسه المموّج الممشط الى الخلف. وتبعاً لما نقلته صحيفة الـquot;تليغرافquot; البريطانية فقد رفع قبضته لدى دخوله ثم أطلق سيلاً من الإدانات على الصهيونية قبل أن يبتسم لشخص ما بين في قاعة الجمهور المختار بعناية.

ونقلت الصحيفة عن إيزابيلا كوتان ndash; بيير، محاميته وزوجته قولها للصحافيين الذين تجمهروا خارج مبنى المحكمة: quot;إنه في روح قتالية عالية كما هو دأبه أبد الدهرquot;. وأضافت قائلةً: quot;لا داعي مطلقاً لمحاكمته الآن على وقائع حدثت قبل قرابة 30 عاما. مكتب الإدعاء الفرنسي يسعى فقط للدعاية أو لأغراض أخرى ولكن لا علاقة لها في كل الأحوال بالعدالة ومجراهاquot;.

يذكر أن إيزابيلا كوتان ndash; بيير، التي تولت الدفاع عنه في محاكماته السابقة في باريس سُحرت بنوع quot;الكاريزماquot; التي ينضح بها هذا الرجل وبمبادئه الماركسية ndash; اللينينية حدّ أنها وقعت في غرامه، وبادلها الحب، فتزوجا في سجن لاسانت الذي ظل يقبع فيه منذ العام 2001.

ومن جهته قال فرانسيس زابينر، ممثل بعض الأطراف المدنية في الدعوى على كارلوس، إن هذه المحاكمة quot;تتخذ أهميتها من كونها رسالة مفادها أن العدالة ستلاحق الإرهابيين متى وأينما كانوا، وأن ثقافة إفلاتهم من العقوبة على الذنب لا مكان لها في عصرنا هذاquot;.

ملصق فيلم عن حياته الزاخرة

وتنصب هذه المحاكمة على أربع حوادث تفجير في النصف الأول من الثمانينات: اثنتان في قطارين فرنسيين والثالثة في مكتب صحيفة عربية في باريس والرابعة في المكتب الثقافي الفرنسي في برلين الغربية وقتها. وأتت هذه التفجيرات بعد سبع سنوات على ما اعتبره المحققون الفرنسيون quot;أوج الأعمال الإرهابية على يد كارلوس في السبعيناتquot;.

يذكر أن هذا الرجل يمضي عقوبة بالسجن المؤبد لإدانته بقتل عميليْن للاستخبارات الفرنسية ومخبر لشرطة باريس العام 1975. وكان ايضا المتهم الرئيس في هجوم شهير قاده على اجتماع لوفود منظمة quot;اوبيكquot; في فيينا العام 1975. وأسقط هذا الهجوم ثلاثة قتلى، وتوجه بعده كارلوس الى الجزائر مع عشرات من الرهائن من كبار المسؤولين الماليين الدوليين. ولم ينته هذا الفصل حتى تسلم ndash; كما يقال - فدية تراوحت بين 15 مليون دولار و20 مليونا.

وكانت laquo;إيلافraquo; قد أوردت الأسبوع قبل الماضي أن كارلوس دخل وقتها في إضراب مفتوح عن الطعام احتجاجا على سوء معاملته في سجن لاسانت الباريسي السيئ السمعة، والذي يمضي فيه عقوبته مدى الحياة بعد إدانته بسلسلة من جرائم القتل.

وقال فريق في خطاب الى وزارة العدل، إن إضراب كارلوس عن الطعام يأتي كردة فعل إزاء quot;الانتهاك المتعمد لحقوق موكلنا الإنسانية من جانب إدارة السجنquot;. وقال إن جهاز الكمبيوتر الذي وفر له بغرض إعداد دفاعه عن نفسه quot;فُكك حتى صار ركاما من القطع التي جمعت في صندوق كرتوني وبلا أمل في إعادة جمعها بحيث تصبح جهازا صالحا للاستعمال من جديدquot;.

وجاء في الخطاب ايضا إن متعلقات كارلوس الشخصية ndash; بما في ذلك ملابسه الشتوية الثقيلة - صودرت منه. وأضاف أن هذه الحقيقة، مضافة الى إضرابه عن الطعام، أثرت سلبافي حالته الصحية وبشكل مقلق يستدعي نقله الى المستشفى لتلقي العلاج فورا.