يرى مراقبون أن هناك مؤشرات تؤهل حزب التجمع الوطني للأحرار في المغرب للظفر بأزيد من 70 مقعدا، وبالتالي الحصول على الأغلبية التي ستمكنه من قيادة الحكومة، خصوصا بعد أن سرق هذا الحزب الليبرالي الاهتمام من باقي المكونات السياسية، إثر إعلان قيادته رفقة أحزاب أخرى، تحالف الثمانية الشهير.


جانب من نشاطات حزب التجمع الوطني للأحرار المغربيّ

الرباط: توقع تقرير أعده معهد هودسون الأميركي حصول التجمع الوطني للأحرار على 12 في المائة، على الأقل، من أصوات الناخبين، وبالتالي احتلاله المرتبة الأولى في الاستحقاقات الانتخابية في المغرب، المقرّر إجراؤها يوم 25 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري.

وزادت هذه التوقعات من تسليط الضوء أكثر على التجمع، وهو حزب ليبرالي من يمين الوسط، بعد أن سرق الاهتمام من باقي المكونات السياسية، إثر إعلان قيادته، رفقة أحزاب أخرى، تحالف الثمانية، الذي أحدث رجّة في الساحة السياسية.

ورغم تأكيدمراقبين أن هذا التحالف، الذي يتكون من 8 أحزاب، يهدف أساسا إلى عزل العدالة والتنمية المعارض (ذي المرجعية الإسلامية)، وأيضا إلى قطع الطريق أمام أحزاب الكتلة الديمقراطية، إلا أن مهندسي هذا المولود السياسي الجديد يشيرون إلى أن الهدف من هذا التحالف هو مواجهة أي تيار محافظ، كيفما كان نوعه، سواء في المؤسسات أو خارجها.

ويركز التجمع في برنامجه الانتخابي على الحفاظ على الاستقرار الماكرواقتصادي، وعلى التوازنات الخارجية، وتحقيق نسبة نمو تفوق 6 في المائة، وإصلاح نظام المقاصة (دعم الدولة للمواد الاستهلاكية الأساسية)، وذلك بتخصيص 50 في المائة من النفقات للدعم المباشر للشرائح الفقيرة والمعوزة، و50 في المائة لدعم أسعار المواد الأساسية، والإصلاح الشامل لأنظمة التقاعد.

وسيلتزم الحزب بتعزيز البناء الديمقراطي، ووضع نظام فعال للحكامة يربط المسؤولية بالمحاسبة لضمان نجاعة السياسات الحكومية، وتوفير الأمن بمختلف أبعاده وتعزيز المساواة بين الجنسين، وتثمين دور المرأة في المجتمع.

وقال الوديع بنعبد الله، عضو المكتب التنفيذي للحزب، إن quot;التجمع الوطني للأحرار عليه إقبال من طرف المواطنين، الذين يقولون بأنه أتى بصورة جديدة، رغم الحرب التي تدار ضده من طرف المنافسين، بحكم أنه من بين الأحزاب المتصدرة لـ (جي 8)quot;.

وأوضح الوديع بنعبد الله، في تصريح لـquot;إيلافquot;، أن quot;التجمع جاء ببعض الواقعيّة والجرأة، وهذا ما نحاول إبرازه في العمل الذي نقوم بهquot;، مشيرا إلى أنها quot;المرة الأولى التي يتقدم فيها ثمانية أحزاب ببرنامج مشتركquot;.

وذكر القيادي في التجمع أن quot;هذا البرنامج بمثابة عقدة مع المواطنين، إذ إن هذه الأحزاب الثمانية تلتزم في حالة فوزها بالأغلبية بأنها ستعمل على تطبيق ما جاء فيهquot;.

وأضاف الوديع بنعبد الله quot;نحن نقول للناس امنحونا الأغلبية، وبعدها احكموا علينا، وإذا فشلنا، فإننا نطلب منكم محاسبتنا. وهذا الأمر لم يسبق له أن حدث في المغربquot;، مبرزا أن quot;الناخب إذا لم يختر أن يعطينا الأغلبية، فسنعمل كمعارضة، ونحاول التجاوب معه على هذا الأساسquot;.

من جهته، قال منار السليمي، أستاذ العلوم السياسية في جامعة محمد الخامس في الرباط، إن quot;التجمع تطوّر على مستوى التنظيم والصورة، مقارنة مع الانتخابات التشريعية لسنة 2007، وهو ما يؤهله ليكون الأول في استحقاقات 25 نوفمبرquot;.

وتحدث منار السليمي، في تصريح لـquot;إيلافquot;، عن عناصر أخرى تؤهل الحزب لبلوغ هذا المركز، منها طريقة انتقاء المرشحين وتوزيعهم الجغرافي على المناطق، وأداء وزراء الحزب داخل الحكومة، إلى جانب توقع فوز هذا المكون السياسي بمقعدين في عدد من المناطق، وطبيعة النخبة المقدمة، إذ إن هناك نخبا جديدة خرجت إلى الواجهة، منها قيادة الحزب التي جاءت بعد مرحلة تصحيحية، والأثر الإيجابي لتحالف الثماني، الذي سيستفيد منه التجمع وباقي المكونات السياسية الأخرى المشاركة فيه.

كما توقع أستاذ العلوم السياسية أن يظفر الحزب، الذي لم يسبق له أن قاد الحكومة، بأكثر من 70 مقعدا في الانتخابات المقبلة.

وتأسس حزب التجمع الوطني للأحرار، في 6 تشرين الأول/ أكتوبر 1978، بعد أن أفرزت انتخابات عامي 1976 و1977 أغلبية برلمانية من دون انتماء سياسي.

وكان أول رئيس للحزب هو أحمد عصمان، الذي شغل منصب الوزير الأول ( 1972-1979)، ومنصب رئيس البرلمان (1984-1992).