محند العنصر، الأمين العام لحزب الحركة الشعبية، والمحجوبي أحرضان الرئيس المؤسس للحزب نفسه

يراهن حزب الحركة الشعبية في المغرب على المستقبل، الذي يأمل أن يحمل له الفوز استحقاق 25 تشرين الثاني الجاري. وقال محلل سياسي إن قوته تتمثل في الحفاظ على مكانة الأعيان، ومحاولة تجديد النخب، والتمركز على مستوى الدوائر الانتخابية، إلى جانب الاستفادة من الاستقطاب.


الرباط: يعتبر حزب الحركة الشعبية (البربر) لاعبًا رئيسًا في الساحة السياسية المغربية، وهو ما يجعل المنافسين يحسبون له ألف حساب في كل محطة انتخابية، خصوصًا أنه يحافظ، منذ سنوات، على ركائز أساسية، تمكنه من كسب عدد من المقاعد، التي قادته، في انتخابات 2007 إلى احتلال المركز الثالث.

ورغم أن تجربة الاندماج، التي تمثلت في انصهار ثلاثة مكونات سياسية في بوتقة واحدة، أثرت شيئًا ما على الحزب، الذي فقد عدداً من المقاعد في الانتخابات السابقة، إلا أن هذا لم يكن مفاجئاً لقيادة الحركة الشعبية، التي راهنت على المستقبل الذي تأمل أن يزف لها خبر اعتلاء مركز الصدارة في استحقاق 25 تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري.

وقال سعيد أمسكان، عضو المكتب السياسي للحزب ورئيس اللجنة الوطنية للترشيحات: quot;لا أحد يمكنه أن يتوقع ما سيحدث، لكننا نأمل بأن نكون الأوائلquot;، مشيرًا إلى أن quot;الحركة الشعبية تتوافر على مرشحين لديهم حظوظ واضحة في الفوز، وعددهم يفوق الـ 40quot;.

وذكر سعيد أمسكان، في تصريح لـ quot;إيلافquot;، أن quot;الحزب حاول التغيير، نسبيًا، من الوجوه المعهودةquot;، مبرزًا أن quot;هذا لا يمكن أن يحدث في فترة معينةquot;.

وأبرز القيادي في الحركة الشعبية أن عدد المرشحين، الذين تتراوح أعمارهم ما بين 20 و40 سنة، يصل إلى 132 مرشحًا، أي بنسبة تعادل 15 %، مضيفًا أن أصغر مرشح يبلغ من العمر 28 سنة، في حين أن أكبرهم يبلغ من العمر 92 سنة.

وأوضح عضو المكتب السياسي أن quot;من أولويات الحزب هو العالم القروي، الذي يبقىحتى الآن شعارًا، إذ لم يجر وضع استراتيجية واضحة بشأنه، ومحور ما بعد دسترة الأمازيغية، لأننا نرى فيه عنصرًا أساسيًا لمغرب متعدد، يعترف بجميع مكوناتهquot;.

من جهته، توقع محمد زين الدين، أستاذ العلوم السياسية في كلية الحقوق في المحمدية في المغرب، أن تحتل الحركة الشعبية إما المركز الثالث أو الرابع في السباق الانتخابيفي 25 تشرين الثاني (نوفمبر)، مشيرًا إلى أن قوة الحزب تتمثل في حفاظه على مكانة الأعيان، ومحاولته تجديد النخب، والتمركز على مستوى الدوائر الانتخابية، إلى جانب الاستفادة من الاستقطاب.

وذكر محمد زين الدين، في تصريح لـquot;إيلافquot;، أن quot;وجود الحزب في تحالف الثمانية سيؤدي إلى تشكل قوة وزانة في الساحة السياسيةquot;، لافتًا إلى أن quot;انتقاء المرشحين تميز بنوع من الصرامةquot;.

يرتكز تصور حزب الحركة الشعبية للمرحلة المقبلة على العمل من أجل تعزيز ثقة المغاربة في المؤسسات، وتحقيق الكرامة والعدالة الاجتماعية، وبناء اقتصاد تنافسي يعزز مكانة المغرب على المستوى الدولي، وضمان تعليم منتج للمعرفة، وتحسين مستوى العرض الصحي.

يبنيالحزب مقاربته، حسب البرنامج الذي أعدّه لدخول غمار الانتخابات التشريعية، على استعادة الثقة في المؤسسات، وضمان مشاركة المواطنين في بلورة وتقويم السياسات العمومية ومحاربة الفساد، والمساواة في الاستفادة من الخدمات العمومية.

ويلتزم الحزب بتعزيز البناء الديمقراطي، ووضع نظام فعال للحكم الجيد، يربط المسؤولية بالمحاسبة، لضمان نجاعة السياسات العمومية، وتوفير الأمن بمختلف أبعاده، وتعزيز المساواة بين الجنسين.

كما يتعهد الحزب بالتنزيل الأمثل للدستور كإطار لدولة القانون والمؤسسات، واستكمال البناء المؤسساتي بالمصادقة على كل القوانين التنظيمية، والحرص على إعطائها البعد الديمقراطي الحداثي، وبناء الجهوية وجعلها إطارًا لضمان خلق الثروة وتعزيز الديمقراطية التشاركية، وفضاء لضمان المواطنة الكاملة وتأهيل حكامة البرلمان والحكومة والنظام الانتخابي، وإفراز نخب جديدة.

وحصلت الحركة الشعبية على الاعتراف القانوني، في شباط (فبراير) 1959، وأسس الحزبالمحجوبي أحرضان، وعبد الكريم الخطيب، قبل أن يختلفا عام 1966، فانقسمت الحركة على نفسها، حيث احتفظ أحرضان باسم الحزب، وخرج الخطيب. وفي أكتوبر 1986، انعقد المؤتمر الاستثنائي للحزب، الذي جرى خلاله اختيار أمحند لعنصر أمينًا عامًا للحركة الشعبية.