رام الله: يبدي سياسيون فلسطينيون تفاؤلا حذرا بنجاح اللقاء المرتقب بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس المكتب السياسي خالد مشعل الخميس في القاهرة والمكرس للمصالحة بين حركتي فتح وحماس.

وفي حين قالت شخصيات فلسطينية مستقلة ان كثيرا من الملفات العالقة بين الجانبين تم التوصل الى اتفاق بشأنها، قال مسؤولون اخرون من منظمة التحرير الفلسطينية ان التغييرات الاقليمية والدولية لا زالت ذات تاثير محوري في ملف المصالحة.

وقال مصدر فلسطيني لوكالة فرانس برس ان حركة حماس ابدت استعدادها مؤخرا لوقف كافة العمليات العسكرية ضد اسرائيل لمدة عام واعتماد المقاومة السلمية الشعبية.

واضاف المصدر الذي التقى قيادات من حماس مؤخرا وطلب عدم ذكر اسمه، ان استعداد حركة حماس جاء على لسان رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل، ونقل الى الرئيس الفلسطيني محمود عباس والذي كان له اثره في تسريع موعد اللقاء بينهما.

لكن مشعل يصر على ان يتم تأطير المقاومة السلمية وعلى جديتها وعلى ان لا تبقى هذه القضية شعارات نظريا فقط، حسب ما افاد المصدر.

وكان عباس افرد مساحة واسعة من خطابه الاخير في ذكرى وفاة الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات للمقاومة السلمية.

وقال quot;ادعو الى اوسع مشاركة في هذه المقاومة وبالذات من قبل القيادات والكوادر المسؤولة والميدانية، فهذه المقاومة الشعبية يكفلها لنا القانون الدوليquot;.

ويثير اللقاء المرتقب تفاؤلا حذرا بين الفلسطينيين بشان تحقيق المصالحة بين فتح وحماس بعد خمس اعوام من الانقسام الجغرافي والسياسي.

لكن عضوا في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية اشار الى ان quot;حماس اصلا تمارس وقف العمل العسكري منذ ثلاثة سنوات، وتحاول فرض سلطتها الامنية على القطاع من خلال منع اطلاق الصواريخquot;.

واضاف احمد مجدلاني لوكالة فرانس برس quot; لا يمكن اعتبار موقف حماس هذا ورقة تنازل للرئيس عباس لدفع عملية المصالحة الى الامامquot;.

ولاحظ ان quot;قضية الامن شائكة ومعقدة، وهي احدى الوسائل الرئيسية لحركة حماس لضمان سيطرتها على قطاع غزة، وليس من السهولة ان تتخلى عن سلاحها لان الامن هو جزء من وسائل الحفاظ على بنيتهاquot;.

وكان مسؤول ملف المصالحة في حركة فتح عزام الاحمد ابدي تفاؤلا كبير في تصريحاته الاخيرة ازاء امكانية تحقيق المصالحة، موضحا quot; العقدة التي كانت تعيق المصالحة قد تم فكهاquot;.

وعملت مجموعات من الشخصيات السياسية المستقلة على تقريب وجهات النظر بين عباس ومشعل، حيث اوضح عدد من هذه الشخصيات لوكالة فرانس بان البرنامج السياسي للحكومة الفلسطينية المؤقتة بات شبه جاهزا.

وقالت شخصيات مستقلة quot;هناك اشكالية لدى حماس، بانه في حال تم الاتفاق عل تنفيذ المصالحة فان ايدي فتح ستطلق في غزة، ولكن ايدي حماس ستبقى مقيدة في الضفة الغربية وملاحقة من قبل الاحتلال الاسرائيليquot;.

وقام مسؤولون مصريون بدور محوري في التوصل الى اتفاق على البرنامج السياسي للحكومة المقبلة، الذي ينص على اقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران/يونيو 1967.

وقالت المصادر ان حماس وفتح اتفقتا مبدئيا على تشكيل حكومة تكنوقراط مؤقتة تتولى الاعداد لانتخابات تشريعية ورئاسية ومجلس وطني في ايار/مايو المقبل، وابدت حركة فتح استعدادها للتخلي عن مرشحها سلام فياض الذي كانت رشحته لرئاسة الحكومة المؤقتة.

الا ان مجدلاني قال بان تحقيق المصالحة الفلسطينية مرتبط ارتباطا وثيقا بالتغييرات الاقليمية والدولية، مشيرا الى ان حماس لا زالت تنتظر تغييرات من الممكن ان تحصل في الانتخابات المصرية المقبلة، وفوز الاخوان المسلمين في هذه الانتخابات.

وفي حين يشير مستقلون ومسؤولون من فتح وحماس الى اختراقات في عدة ملفات يمكن ان تسرع في تحقيق المصالحة في لقاء عباس ومشعل، الا ان مجدلاني قال بان عقدة هذه الملفات لا زالت مرتبطة بالوضع الاقليمي.

واوضح quot;مسألة رئيس الحكومة المقبل مرتبطة بالوضع الاقليمي، وكذلك تشكيلة الحكومة المقبلة التي يجب ان تتشكل من شخصيات مقبولة دوليا واقليمياquot;.

وفيما يخص الانتخابات التشريعية والرئاسية والمجلس الوطني، قال مجدلاني quot; اجراء الانتخابات عملية ليست سهلة، وايضا لها ارتباطات اقليمية ودولية ويجب ان يسبقها موقف سياسي، لان الجانب الاسرائيلي له علاقة مباشرة بامكانية اجرائها ام لا، من خلال وضع المعيقات او رفعهاquot;.

واعلن المتحدث باسم حركة حماس سامي ابو زهري على موقع الحركة الالكتروني، ان اتفاقا تم بين حركتي حماس وفتح على استبعاد سلام فياض عن رئاسة الحكومة الفلسطينية المقبلة.

وكان فياض دعا الفصائل الفلسطينية في حديث سابق نشر في صحيفة القدس الفلسطينية الى اختيار رئيس وزراء جديد quot;اذا كان وجوده سيشكل عقبة امام تحقيق المصالحةquot;.

وكتب فياض على صفحة الفيسبوك الخاصة به الاحد، quot;لم اقل يوما انني عملت وفي احسن الظروف ، تحت الضغط اقول ساهمنا مع الغيرquot;.

واضاف quot;اما موضوع رحيل رئيس الحكومة فانا رهن الاشارة ولا يمكن ان اكون عنصرا معطلا لشيء ولا يمكن ان اكون عنصر عدم استقرار، فانا مسؤول وعندي حرص ولكن اذا ما كان هذا هو المطروح فان لكل بيت باب ولتطرق البيوت من ابوابها وانا اكثر من جاهزquot;.