لندن: اعتبر مراقبون ان المفاجأة الكبرى في تشكيلة الحكومة الليبية الجديدة هي تعيين اسامة الجوالي قائد المجلس العسكري في الزنتان وزيرا للدفاع بدلا من الاسلامي حكيم بلحاج.

وكانت القوات التي قادها الجوالي قامت بدور اساسي في اقتحام طرابلس في آب/اغسطس ولكن حتى منحه حقيبة الدفاع لم يكن معروفا بأي صفة رسمية وطنية. ونقلت صحيفة الغارديان عن مصادر في مدينة الزنتان غربي ليبيا ان قيادة المدينة طالبت بوزارة مقابل تسليم سيف الاسلام القذافي الذي وقع في قبضة مقاتليها يوم السبت. وما زال سيف الاسلام معتقلا في مكان سري في الزنتان.

في طرابلس أكد مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو اوكامبو ان المحكمة وافقت على محاكمة سيف الاسلام في ليبيا ولكنه اضاف انها ستقدم مساعدتها للسلطات الليبية من اجل ضمان محاكمة عادلة. وقال اوكامبو ان المحكمة الجنائية الدولية ستحرص على ان يكون لقضاتها دور في المحاكمة.

غاب عن الحكومة الجديدة الخبير المالي علي ترهوني وزير النفط والمالية في المجلس الانتقالي. وكان من المتوقع ان تُناط به حقيبة المالية ولكن الكيب اختار حسن زقلام وبذلك ابعاد ترهوني عن دور اساسي كان يمارسه في حكومة المجلس الانتقالي الليبي. وكما هو متوقع أُنيطت حقيبة النفط والغاز بتكنوقراط.

الخاسر الآخر في التشكيلة الجديدة هو حكيم بلحاج الذي قاتل مع طالبان في افغانستان وسُجن في ليبيا ومعتقل غوانتانامو. وقاتل نظام القذافي مدعوما من قطر والامارات، بحسب صحيفة الغارديان مشيرة الى ان منصبا وزاريا كان من المتوقع ان يُناط به بعدما اعلن دعمه للديمقراطية وحكم القانون.

ويرجح مراقبون ان تنال الحكومة الجديدة دعم القوى الغربية التي ساعدت الثوار، بعدما ساورتها مخاوف من تسلل اسلاميين متشددين اليها. وكان رئيس المجلس الانتقالي مصطفى عبد الجليل اعلن ان الشريعة ستكون اساس الدستور الجديد. ولكن استبعاد بلحاج يثير تساؤلات عن درجة الاستقرار الذي ستعمل الحكومة الجديدة في ظله لا سيما وان مهمتها الرئيسية هي كتابة دستور جديد وتنظيم انتخابات العام المقبل.

وكانت هناك بوادر توتر حين ابدى اعضاء في المجلس الانتقالي امتعاضهم وطالبوا بإعادة فتح النقاش بعد الاتفاق على قائمة الوزراء. ونقلت وكالة رويترز عن مصدر طلب عدم ذكر اسمه ان هناك اشخاصا لا يقبلون بعض الأسماء. ولم تُعرف المناصب التي كانت موضع خلاف.

في غضون ذلك قال مسؤولون ان خميس نجل القذافي الأصغر محاصر في ترهونة على بعد 100 كلم جنوبي العاصمة طرابلس. وقال المجلس الانتقالي ان القبض عليه بات وشيكا. واشارت تقارير الى ان سيف الاسلام ربما وشى بمكانه بعدما ارشد الثوار الى مكان اختفاء عبد الله السنوسي مدير استخبارات القذافي في الجنوب.

وتُتهم الكتيبة التي كان يقودها خميس وتحمل اسمه بارتكاب جرائم حرب في مصراتة. وكانت اشد كتائب القذافي شراسة حيث قاتلت الثوار على طول الطريق الى طرابلس ثم قادت المعركة في سرت.