يبني رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين، الذي اشتهر بحبه الجارف لمسرّات الحياة، يبني لنفسه قصرًا قرب منتجع فاخر على شاطئ البحر الأسود بقيمة مليار دولار. ووفقًا لشهادة رجل أعمال روسي فهو يشيّده laquo;من أموال الفساد والرشاوى والسرقةraquo;.


جاء في خطاب إلى الرئيس الروسي، ديمتري مدفيديف، أن رئيس وزرائه والرئيس السابق، فلاديمير بوتين، يشيّد لنفسه حاليًا قصرًا على الطراز الإيطالي يقع على مساحة 74 هكتارًا، يحوي أيضًا بستان كروم.

ويقام بنيان القصر نفسه على مساحة 8 ملايين قدم مربع وسيضم، لدى الانتهاء منه، منصة لإقلاع المروحيات وهبوطها وصالة للسينما ومسرحًا على الطراز الروماني القديم وكازينو وعددًا من حمامات السباحة وصالة للجمباز وبرج ساعة على غرار بيغ بن. وكل هذا بالطبع لا يأتي به المال القليل، وإنما مليار دولار بكاملها.

وتقول صحيفة laquo;نوفايا غازيتاraquo; الروسية إنها حصلت على نسخة موثّقة لعقد القصر الأصلي الذي وقّعه فلاديمير كوزين، مدير العقارات الرئاسية، في العام 2005 عندما كان بوتين هو الرئيس. وأضافت الصحيفة الروسية، وفقًا لـlaquo;تليغرافraquo; البريطانية، إن الخطاب إلى ميدفديف جاء من رجل الأعمال سيرغي كوليسنيكوف، الذي شبّه العقار بـlaquo;قصر شُيّد لقيصر روسيا على ضواحي بيترسبرغraquo;.

وقال كوليسنيكوف إن بوتين وافق بنفسه على تصميم القصر قبل الشروع في بنائه. وجاء في خطابه laquo;ثمة قصر يبنى الآن على شاطئ البحر الأسود لاستخدام رئيس الوزراء فلاديمير بوتين شخصيًا. وفي وقت كتابة هذه الرسالة فإن مجموع تكاليف البناء يبلغ مليار دولارraquo;.

ومضى رجل الأعمال قائلاً في خطابه إنlaquo;القسم الأعظم من الميزانية التي خصصت لهذا القصر يأتي من خليط من الفساد والرشاوى والسرقة، وأدعوكمإلى التحقق من أقوالي هذهraquo;. وأضاف إن الرئيس ميدفديف يملك السلطة laquo;لطمأنة الشعب الروسي إلى أن الجميع سواسية أمام القانون، بمن فيهم رئيس الوزراء فلاديمير بوتينraquo;.

وكما هو متوقع، فقد أنكر ناطق باسم بوتين التهمة جملة وتفصيلاً. من جهته، نفى فلاديمير كوزين، مدير العقارات الرئاسية، أن يكون قد وقع على أي عقد لبناء قصر خاص ببوتين. ولم يصدر الرئيس مدفيديف أي رد فعل على المسألة حتى الآن.

لكن كوليسنيكوف يقول إنه كان ذا علاقة بمشروع البناء نفسه بدون علمه أنه يساهم في بناء قصر لبوتين شخصيًا. ويوضح أنه أعفي من مهامه في 2009 عندما أبدى تذمّره من رائحة الفساد.

ويضيف أن شركة بناء تابعة للدولة هي المكلفة بناء القصر، وأن موارد الخزانة الروسية ساهمت في تمويله. وجاء في خطابه laquo;عار روسيا الأكبر هو أن يبني المسؤولون القصور لأنفسهم، في وقت يموت فيه أطفال البلاد بسبب نقص الأموال المخصصة للدواءraquo;.

وكانت مجلة laquo;كوميرسانت دينجيraquo; الروسية قد زعمت في الشهر الماضي أن بوتين ومدفيديف يملكان بينهما ما لا يقل عن 20 من القصور والدور الفاخرة والفلل. ويذكر أن بوتين ذكر في الإعلان الرسمي لدخله أنه تلقى العام الماضي ما يعادل 125 ألف دولار.

ولأنه من المتوقع لبوتين أن يخوض انتخابات الرئاسة مجددًا في 2012، فإن أنصاره يقولون إن المزاعم المتعلقة بقصر البحر الأسود laquo;جزء من مخطط سياسي قذر لحرمانه من فرص فوزه المؤكدraquo;.