أُدين الصحافي الفرنسي إريك زمّور - وهو ابن مهاجريْن يهوديين جزائريين - بتهمة التحريض على الكراهية العرقية بعد تهجمه على العرب والسود في ندوة تلفزيونية. وتأتي إدانته وسط حملة معادية للمسلمين يتصدرها حزب quot;الجبهة الوطنيةquot; المتطرف والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي نفسه.


إريك زمّور صحافي فرنسي يهودي معلِّق وكاتب عمود معروف في صحيفة quot;لوفيغاروquot;. وقد اشتهر بشكل خاص بسبب تجاوزاته المتعمدة quot;الخطوط الإجتماعية الحمراءquot; وقوله في المنابر العامة ما لا تقوله الغالبية إلا في المجالس الخاصة.

لكن زمور يواجه الآن متاعب حقيقية مع إدانته قضائياً بالتحريض على الكراهية العرقية، بعدما أعلن في ندوة تلفزيونية أن تجار المخدرات هم العرب والسود بشكل رئيسي. وقد أثارت محاكمته جدلاً واسع النطاق عن حرية التعبير وعن عمق التمييز العنصري في فرنسا التي تزعم أن الناس متساوون بغض النظر عن العرق واللون والعقيدة، وجعلت من تعبير quot;الحرية، المساواة، الأخوةquot; شعاراً قومياً لها.

وكان زمور أحد الضيوف في برنامج تلفزيوني أواخر العام الماضي. وانتقل النقاش لإلقاء الضوء على أسباب لجوء الشرطة الفرنسية المكثف الى إيقاف وتفتيش أبناء الأقليات دون الفرنسيين البيض. ووفقا لوسائل الإعلام البريطانية التي أوردت النبأ فقد أجاب زمور بقوله: quot;لماذا يوقفون ويفتشون 17 مرة في اليوم؟ لأن معظم تجار المخدرات عرب وسود. هذه هي الحقيقةquot;.

يذكر أن هذا المعلق المثير للجدل تلقى سابقاً غرامة عن قوله إنه يدافع عن حق أصحاب العمل في رفض توظيف العرب والسود. ورغم أن بنود القانون الفرنسي تحظر هذا الأمر بأي من أشكاله، فمن المعروف أن التمييز الوظيفي ضد أبناء الأقليات العرقية - خاصة العربية والإسلامية والسوداء - هو الممارسة السائدة.

وزمور هو ابن مهاجريْن جزائرييْن من يهود البربر في الخمسينات، ودافع عن نفسه أمام المحكمة بالقول إنه ليس محرضا على التمييز وإنما هو مراقب صادق للواقع الإجتماعي يرفض إخفاء الحقائق خلف الكلام المحسوب المؤدب. وقد وجد دعماً علنياً من قبل العديد من ساسة وسط اليمين وحتى من بعض اليساريين الذين يربأون بأنفسهم عادة عن الخوض في وحل العنصرية.

لكن الإدعاء إتهم زمور بـquot;إستخدام القوالب الجاهزة القديمة التي تربط الجريمة بالمهاجرينquot;. ويذكر أن حرص فرنسا الرسمي على المساواة يبلغ حد تحريم الحظر القانوني على إحصاء أبناء الأقليات منفردين. ولهذا فلا توجد أي أرقام عن هويات المجرمين العرقية.

وقد عكست قضية زمور جدالاً عسيراً في فرنسا حول مسألة الهجرة والمهاجرين مع مجاهدة الرئيس نيكولا ساركوزي لإرضاء اليمين المتطرف بغرض الحصول على أصواته خلال معركة الرئاسة التي ينوي خوضها مجددا العام المقبل. ويذكر أن حزب quot;الجبهة الوطنيةquot; العنصري بقيادة الوجه الجديد مارين لوبن يحلق عاليا هذه الأيام على جناح quot;الإسلاموفوبياquot; بسبب إنتقاده المسلمين على صلواتهم في الشوارع وإنتشار مطاعم quot;الحلال فقطquot;.

وبالرغم من هجوم بعض النقاد على الحوار القومي حول الهجرة والهوية الوطنية ووصفهم له بأنه quot;كارثةquot;، يحرص ساركوزي الآن على تجاوز اليمين المتطرف نفسه بإعلانه أنه ينوي إطلاق حملة quot;مشاورات قومية عن دور الإسلام في الدولة الفرنسية العلمانيةquot;.

وستبدأ هذه المشاورات التي سيجريها حزبه quot;الإتحاد من أجل حركة شعبيةquot; في نيسان أبريل المقبل وسيسعى لفرض قواعد عن كيفية عمل الإسلام في فرنسا التي تقطنها أكبر جالية إسلامية في غرب أوروبا. وقال الرئيس لأعضاء حزبه إن هذه الحملة مهمة quot;لأن عنصريي الأمس هم شعوبيو اليومquot;.

وقال الرئيس الفرنسي: quot;لا أريد أذانا وصلوات في الطرقاتquot;. وأضاف أن حظر النقاب في الأماكن العامة اعتبارا من نيسان ابريل quot;كان أمرا جيدا ونحن الآن بحاجة للإتفاق من حيث المبدأ على تحديد مكان الدين في المجتمعquot;.