بعد 15 يومًا من تخلي الرئيس السابق حسني مبارك عن مهامه تحت ضغط الشارع، عاد الآلاف الى ميدان التحرير اليوم للاحتفال بـquot;ثورة 25 ينايرquot; ولكن للمطالبة ايضا بمحاكمة مبارك وبحكومة تكنوقراط في وقت توقع مسؤولون انه اذا شهدت مصر تطورا ديمقراطيا فقد يكون لذلك تأثيرا حاسما على مستقبل المنطقة.


Egyptian protesters attend Friday prayers in ...
المتظاهرون في ميدان التحرير

احمد عدلي- وكالات: إحتشد الآلاف الجمعة في ميدان التحرير في وسط القاهرة للاحتفال بـquot;ثورة 25 ينايرquot; وأيضا للمطالبة بإسقاط الحكومة الحالية. وحمل العديد من المتظاهرين الأعلام المصرية في هذا الميدان الذي أصبح رمزا للثورة مطالبين برحيل رئيس الوزراء احمد شفيق وتشكيل حكومة تكنوقراط.

ولا تزال الحكومة الجديدة، التي جرى تعديلها الاربعاء، تضم وزراء من عهد مبارك مثل وزير الخارجية احمد ابو الغيط ووزير الدفاع المشير محمد طنطاوي.

ويطالب المتظاهرون ايضا بإلغاء جهاز مباحث أمن الدولة الذي يقولون انه يعمل في الخفاء ضد الثورة. كما طالب المحتشدون بمحاكمة الرئيس السابق حسني مبارك، ومصادرة جميع أمواله وأموال زوجته ونجليهما وزوجتيهما، ورد تلك المبالغ إلى خزينة الدولة باعتبارها أموال الشعب.

كما هتفت مجموعات أخرى quot;يسقط القذافيquot; رافعين الاعلام الليبية تعبيرا عن التضامن مع الليبيين الذين سقط منهم مئات القتلى في التظاهرات المطالبة بإسقاط نظام العقيد معمر القذافي.

ومساء الجمعة، شهد ميدان التحرير بداية انصراف العشرات من المواطنين على الرغم من الدعوة إلى الاستمرار في التظاهر في الميدان للمطالبة بإسقاط الحكومة من قبل عدد من النشطاء إلا أنه يبدو أن هذه الدعوى لم تلق الاستجابة المتوقعة لها.

وقال مصطفى طه عضو حركة شباب 6 أبريل إنّ التظاهرات مستمرة حتى يتم إقالة الحكومة الحالية مؤكدا أنها تضمّ عددا من رموز فساد النظام القديم من أبرزهم أحمد أبو الغيط وزير الخارجية ووزير العدل ممدوح مرعي.

وقال طه لـquot;إيلافquot; إنّ الدعوة إلى إقالة الحكومة تأتي تماشيا مع مطالب الثورة التي تنادي بضرورة محاكمة الفاسدين من النظام السابق مشددا على أن الحكومة الحالية بها فاسدين من بقايا النظام السابق.

على صعيد متصل، توقع مسؤولون دبلوماسيون كبار وخبراء انه اذا شهدت مصر، قاطرة العالم العربي، تطورا ديمقراطيا فقد يكون لذلك تأثير حاسم على مستقبل المنطقة التي تشهد زلزالا سياسيا، غير انهم يشددون على ان العملية محفوفة بالمخاطر.

وما ان رحل الرئيس حسني مبارك حتى توافد وزراء غربيون ومسؤولون كبار الى القاهرة لتشجيع السلطات الجديدة على الوفاء بما تعهدت به من اصلاحات رغم الصعوبات والعراقيل.

وقال مساعد وزيرة الخارجية الاميركية المكلف الشؤون السياسية وليام بيرنز quot;اننا على ثقة في قدرة مصر على انجاز انتقال ناجح سيكون نموذجا لبقية المنطقة. وهو أمر بالغ الاهمية لا سيما ان العالم العربي يشهد تحولات عميقةquot;. واضاف خلال زيارة الى مصر هذا الاسبوع quot;اننا نعلم أن الطريق ستكون صعبة وانها بداية عملية انتقالية ديمقراطية معقدةquot;.

كذلك وصل الى القاهرة خلال الايام القليلة الماضية رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ووزيرة الخارجية الاوروبية كاثرين آشتون ووزيرا الخارجية الالماني والسويدي حاملين رسائل مشابهة.

وبعد أن فتحت تونس المجال أمام انتفاضة العالم العربي أضفت عليها مصر وزنا ضخما.

وتعتبر مصر التي يتجاوز عدد سكانها الثمانين مليونا، أكبر الدول العربية من حيث عدد السكان، وتؤثر تطوراتها الداخلية والخارجية على المنطقة برمتها.

ففي عام 1952 كان لانقلاب quot;الضباط الاحرارquot; بزعامة جمال عبد الناصر، القائد الرمز للقومية العربية، على النظام الملكي تأثير كبير على هذه المنطقة من العالم التي شهدت على الأثر تحولات كبرى.

لكن الأوضاع تختلف جدا من بلد عربي الى آخر حسب تاريخه وأنظمته السياسية والاجتماعية وجغرافيته.

وأقرّ الامين العام للجامعة العربية، المصري عمرو موسى بان التحولات لا تحدث اليوم بطريقة فردية فقط بل بطريقة تشمل العالم العربي كله وتطال كافة المواطنين العرب.

وقال روبرت مالي المتخصص في الشرق الاوسط في مجموعة الأزمات الدولية، وهي هيئة مستقلة، quot;يكفي النظر الى ما يجري في اليمن والبحرين وليبيا لرؤية ما يمكن ان يترتب عن نجاحquot; عملية مثل التي أطاحت بحسني مبارك.

وافاد في دراسة بعنوان quot;هل مصر منتصرة؟quot; ان quot;خيبة الامل قد تكون أيضا معدية. الإطاحة بمبارك نجاح ضخم وما سينجم عنها سيكون له التأثير الحاسم نفسه quot;.

لكن تطورات مصر ما بعد مبارك ما زالت غير محسومة.

ويتولى الحكم في مصر المجلس الاعلى للقوات المسلحة المكون من عشرين لواء يقودهم وزير الدفاع واحد اكبر ركائز نظام مبارك المشير حسين طنطاوي. وقد اعلن هذا المجلس تعليق الدستور لحين تعديله وحل مجلسي البرلمان واصبح يحكم بالمراسيم.

من جانب آخر يثير تدهور الوضع الاقتصادي وضعف المعارضة العلمانية وقوة جماعة الاخوان المسلمين، المخاوف من تهديدات محدقة.

لكن الجيش تعهد ايضا إصلاحات ديمقراطية وانتخابات حرة واعادة الحكم الى المدنيين بعد بضعة اشهر.

وقالت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون خلال نقاش اجرته مباشرة على الانترنت مع مواطنين مصريين quot;علينا ان نكون جميعا سعداء لرفع بعض العراقيل التي كانت تعيق تبلور الديمقراطية في العالم العربيquot;. لكنها أعربت عن quot;الامل في ان لا تصادرها عودة الدكتاتورية او التطرف او اي سبب آخرquot;.