كشف ضابط الاستخبارات الأميركي السابق في وكالة الأمن القومي، وين مادسن، في حديث خاص لـquot;إيلافquot;، تفاصيل جديدة حول الخطة الأميركية التي كانت معاهد أبحاث أميركية quot;تطبخهاquot; بالتعاون مع الإدارة الأميركية لحصول انتقال quot;ناعم ومطولquot; في مصر إلا أن ثورة الشباب أحبطتها.


قال ضابط الاستخبارات الأميركي السابق في وكالة الأمن القومي، وين مادسن، أن أوساطا أميركية دعمت الرئيس المصري السابق حسني مبارك حتى اللحظة الأخيرة عبر المبعوث quot;فرانك ويزنرquot;. وأشار الضابط الأميركي إلى قلق أميركي شديد من الشيعية الزيدية في اليمن وكذلك مشاركة إخوان مصر في السلطة، وقلق مشترك مع إسرائيل من ثلاثة تحولات قد تحصل في مصر.

وquot;مادسنquot; عمل في القوات البحرية الأميركية, ووكالة الأمن القومي الأميركية خلال إدارة الرئيس ريغان, وتخصص في برمجة وتنظيم المعلومات السرية في الوحدات القتالية التابعة للقوات البحرية الأميركية, ثم صار خبيرا في تنظيم ومعالجة وتشفير بيانات وزارة الخارجية، وبعد تقاعده عمل في تغطية نشاطات الدفاع والأمن القومي, ومتابعة سير العمليات الاستخباراتية ويدير حاليا موقع (وين مادسن ريبورت). وترفض الخارجية الأميركية عادة ما ينشره وادسن على موقعه معتبرة أنه quot;مزاعمquot;.

رسالة أوباما .. ورسالة أصدقاء مبارك

وقال وين مادسن لـquot;إيلافquot; إن اختيار المبعوث فرانك ويزنر، المقرب من جهاز المخابرات المركزية الأميركية ( سي آي إي) quot;جاء من قبل وزيرة الخارجية كلينتون كمحاولة لمتابعة الخطة الأميركية في الانتقال الناعم، ووزنر هو الصديق القديم لمبارك والذي يختلف عن السفراء الأميركيين الأخرين الذين عملوا في مصر فهو لم يسبق له أن طلب كما طلبوا هم من مبارك أي التقاعدquot;.

وأضاف quot;ولذلك قدوم ويزنر برسالته إلى مصر أربك مبارك، فهو ndash; أي مبارك- من جهة نال دعما من ويزنر وكلينتون ونائب الرئيس جو بايدن ووزير الدفاع غيتس، بينما أوباما كان يطلب استقالة مبارك السريعة مما جعل الأخير يتساءل من صانع القرار في واشنطن ؟quot; .

فشل الانقلاب الأميركي الناعم

سألت quot;إيلافquot; الضابط الأميركي عن قصة quot;الخطة الأميركية الناعمةquot; التي يتحدث عنها، فقال: quot;كانت الولايات المتحدة تخطط لانتقال quot;ناعمquot; ومطول للسلطة في مصر، وشارك في طبخ الخطة الصندوق الوطني للديمقراطية، المعهد الجمهوري الدولي، المعهد الديمقراطي الوطني، الوكالة الأميركية للتنمية، ومعهد quot;جورج سوروسquot; للمجتمع المفتوح، لكن ثورة اللوتس الشابة تحولت إلى انتفاضة شعبية قلبت المعادلة التي وضعتها الولايات المتحدة ومعاهدها وبعضها مدعوم من وكالة المخابرات المركزية وبالتالي فقدت السيطرة على الأجندة الموضوعة والجدول الزمني للانتقال المطول للسلطة، وكون الإخوان المسلمون جزءا من المعادلة الحاصلة في مصر الآن هذا الأمر خلق استياء لدى وكالة المخابرات المركزية، واللوبي الاسرائيلي، والبنتاغون.


ويتابع مادسن قائلا quot; أعتقد أن الولايات المتحدة سعت للتدخل في بعض جوانب الثورة التونسية والمصرية ولكن سرعة سقوط مبارك وبن علي كان مفاجئا للإدارة الأميركية التي اخطأت في تقدير الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في البلدين اللذين شهدا سقوط مستبدين حليفين للولايات المتحدةquot;.

قطن مصري في ثياب اسرائيلية ؟

وفي رده علىسؤالquot;هل حقا الولايات المتحدة سعيدة بما حصل في مصر ؟ يجيب الضابط الأميركي: لا . الولايات المتحدة أرادت السيطرة على الأحداث ولكنها خرجت من تحت سيطرتها، واللوبي الاسرائيلي الذي يلعب دورا مهما في السياسة الخارجية الأميركية ويضع المصالح الاسرائيلية قبل المصالح الأميركية في أي تدخل وأي حدث ليس سعيدا بظهور الاخوان المسلمين وأحزاب أخرى تريد مراجعة معاهدة السلام، خاصة مسألة الحدود مع غزة، ونزع السلاح من سيناء، ومسألة تصدير القطن المصري إلى الولايات المتحدة ليتم تصنيعه هناك ولينتهي بمنتجات تصل أولا إلى إسرائيل.

أرصدة مبارك.. والوضع الأميركي في المنطقة

ولكن هل توجد أرصدة لمبارك في أميركا ؟ يجيب مادسن: هناك تقارير عن أسهم لمبارك وابنه جمال في شركات أميركية وكذلك في العقارات، وبعض الامتيازات في مطاعم عالمية في مصر.

وفيما إذا كانت التطورات الحاصلة في مصر quot;تقلقلquot; الوضع الأميركي في الشرق الأوسط، يعلق وين مادسن: نعم إن سقوط النظامين المصري والتونسي رسم خطا للإدارة الأميركية يصعب تجاوزه، ولذلك عملت فورا على رفع المساعدات العسكرية في اليمن والجزائر. واشنطن لا تريد رؤية حكومة يمنية تشارك فيها الشيعية الزيدية التي تشكل 40% من سكان اليمن الشمالي، ولا تريد أن ترى جنوب اليمن مستقلا وهو الذي حاربته إدارة بيل كلينتون عبر علي عبدالله صالح عام 1994 في حرب أهلية.وتخشى الولايات المتحدة من سقوط حكومات أخرى أيضا في المنطقة ترتبط الولايات المتحدة معها بمصالح عسكرية وأمنية تتعلق بالأمن القومي الأميركي.

سألته quot;إيلافquot; هل تعتقد أن هناك الآن مباحثات اسرائيلية اميركية حول مستقبل المنطقة ؟ فأجاب quot;نعم . إن الشخصيات المقربة من إسرائيل مثل المبعوث الأميركي الذي زار مبارك (فرانك ويزنر)، مارك غروسمان ( عدو حزب العدالة والتنمية في تركيا) والمبعوث الحالي لأفغانستان والباكتسان، جون بادين، هيلاري كلينتون ونائبها جيمس شتاينبرغ، ومستشار البيت الأبيض لشؤون الشرق الأوسط دينس روس، هؤلاء يظهرون تأثير إسرائيل على السياسة الخارجية للولايات المتحدة في الشرق الأوسطquot;.