طرابلس: تواصلت المواجهات بين المحتجين المناوئين للزعيم الليبي معمر القذافي، والقوات الموالية له، في مختلف أنحاء ليبيا الجمعة، وسط أنباء عن سقوط عشرات القتلى ومئات الجرحى، فيما أفادت تقارير دولية بأن عدد الفارين من أعمال العنف المندلعة في ليبيا، منذ منتصف الشهر الماضي، وصل إلى نحو 200 ألف لاجئ.
في غضون ذلك، كشفت مصادر ليبية معارضة لـ صحيفة laquo;الراي الكويتيةraquo; ان مجموعة من الخبراء الاسرائيليين وصلت الى ليبيا على متن طائرة كبيرة خاصة هبطت في مطار سرت قبل ايام laquo;لمساعدة نظام العقيد معمر القذافي على استعادة زمام الامور ميدانيا ضد حركة الثورة العارمة التي تشهدها البلادraquo;.
واوضحت المصادر ان المجموعة الاسرائيلية تشتمل على متخصصين في التعامل مع حركات الاحتجاج الشعبية ومعها معدات خاصة متطورة قادرة على الرصد الجوي والبري والتدخل نهارا وليلا. مشيرة الى ان هذه المجموعة وصلت الى ليبيا laquo;بوساطة جهات دولية صديقة لم تجد صعوبة في اقناع القذافي ونجله سيف الاسلام باللجوء الى المساعدة الاسرائيلية بعدما تأكد له انحياز غالبية الدول العربية والغربية الى ثورة الشعب الليبيraquo;.
وذكرت المصادر أن laquo;القذافي استعان بالاسرائيليين سابقا عندما اشتد الخناق عليه ابان ازمة لوكربي، بوساطة من رئيس الوزراء الايطالي السابق جوليو اندريوتي الذي اوفد له رئيس الجالية اليهودية في ايطاليا رافائيللو فلاح واتفق معه على ارسال وفود الى اسرائيل بحجة انهم حجاج وكان على رأسهم مسؤولون امنيون رفيعو المستوى في اجهزة الاستخباراتraquo;.
يأتي ذلك في وقت ذكرت صحيفة (جيروزاليم بوست) الإسرائيلية أن الزعيم الليبي معمر القذافي حاول منح إسرائيليين من أصل ليبي أموالاً لتشكيل حزب سياسي. وقال رئيس المنظمة العالمية لليهود الليبيين مائير كهلون للصحيفة إن ليبيا عرضت سراً عليه مبلغاً من المال لم يتم الكشف عنه لتشكيل حزب سياسي ليبي.
وأوضح كهلون انه بين عامي 2005 و2007 سافر هو واثنين من أعضاء المنظمة سراً إلى عمّان للقاء ممثل عن الحكومة الليبية حول المسألة العالقة لأصول اليهود في ليبيا.
وقال كهلون الذي يعيش في تل أبيب، quot;انهم لا يستطيعون منحنا المال مباشرة لأننا نعيش في إسرائيل ولكنهم كانوا ينوون منحنا المال إذا وافقنا على تأسيس حزب سياسي ليبيquot;.
وأشار إلى أن المسؤول الليبي، الذي لم يكشف كهلون إسمه، لم يفصح عن قيمة المبلغ.
ويشار إلى أن اليهود من أصل ليبي الذين يبلغ عددهم 200 ألف شخص ويعيش معظمهم في إسرائيل وإيطاليا، يطالبون منذ عقود بتعويضات عن الأملاك التي اضطر أقرباؤهم إلى التخلي عنها حين فروا من ليبيا أو طردوا في بداية أربعينيات القرن الماضي.
في هذه الاثناء، كشف ايضا علي الريشي أمين شؤون المغتربين والهجرة باللجنة الشعبية العامة للإتصال الخارجي بليبيا (وزير دولة) صراحة تورط مرتزقة تابعين لجبهة البوليساريو الانفصالية في القتال الى جانب مليشيات العقيد القذافي لقمع و إبادة الثوار الليبيين المناضلين لاسقاط نظام القذافي.
واتهم المسؤول الليبي المستقيل في حوار بثته أمس قناة المهاجر من واشنطن مباشرة جبهة البوليساريو التي تدعي حسب تعبيره النضال من أجل (الحرية) وترفع شعارات (التقدمية) بالتورط في حمام الدم الذي تشهده عدة مناطق في ليبيا والانخراط كمرتزقة مأجورين في حملة التقتيل التي يقودها نظام العقيد المنهار في حق شعبه.
وحسب موقع quot;ليبيا اليومquot; فقد عبر المسؤول الليبي المستقيل عن دهشته وتنديده بهذا السلوك الشنيع الذي يصدر من منظمة لطالما رفعت شعارات منافية لما تمارسه اليوم من عمل مسلح مأجور.
وناشد المسؤول الليبي في المقابل الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة وقيادات الجيش الجزائري بما تتوفر عليه من نفوذ قوي على الجبهة الانفصالية التدخل والضغط على البوليساريو لوضع حد لزحف مرتزقة البوليساريو على التراب الليبي مذكرا حكام الجزائر بما قدمته لهم ليبيا خلال حرب التحرير الجزائرية من تضحيات ومساعدات ومستغربا أن يأتي هذا التصرف من دولة جاره.
وتؤكد تصريحات المسؤول الليبي المعلومات والأخبار التي تداولتها العديد من الصحف والمواقع في شأن استعانة نظام القذافي بمسلحين من جبهة البوليساريو لقمع الثوار و إعادة بسط سيطرته على المدن و المواقع التي سيطروا عليها.
وكانت فصائل من المعارضة الليبية قد نددت وفق ما أوردته وكالة أخبار إفريقيا خلال اليومين السابقين بلجوء النظام الليبي الى خدمات مرتزقة من عناصر جبهة البوليساريو لقمع الانتفاضات الشعبية المشتعلة.