انتخب اساقفة الكنيسة المارونية في لبنان المطران بشارة الراعي بطريركاً جديداً للموارنة خلفا للكاردينال نصرالله صفير.


بيروت: أطل البطريرك الماروني بشارة الراعي لأول مرة في الثياب الاسقفية خلال توجّهه الى الكنيسة في الصّرح البطريركي في بكركي. وقال الراعي quot;بدأنا الرياضة الروحية والمجمع الانتخابي بعواطفquot;، مضيفاً :quot; إنَّ هذا من علامات الروح، وما يجري الآن هو من علامات الروح، وأتينا لنحمد الله الذي افاض عليناquot;.

الراعي، وخلال تلاوة صلاة الشكر، وصف البطريرك مارنصرالله بطرس صفير بـquot;صاحب الغبطة والنيافة البطريرك الدائم والأب الدائمquot;، متعهداً quot;المحافظة على تركتكquot;، وتمنى quot;المحافظة على ما تركتم لنا (البطريرك صفير) من الصبر والصلاة واللطف والمحبة والثبات والإتكال على العناية الإلهيةquot;، مضيفاً: quot;البطريرك صفير حمل الصليب وعلّمنا كيف نحمله على اكتافنا وفي قلوبناquot;.

وأضاف quot;الكنيسة تتواصل عبر قيادة الروح القدس وببركة سيدة بكركي وسيدة لبنان ونحن اليوم بفرحة لان الروح معنا ولتبق معنا، واتمنى ان احافظ على ما تركتم لنا ياصاحب الغبطة من مثل في الحياة. شكري الكبير للمحب مدير الكنيسة المطران ابو جودة، اقول هذا لانه من 25 سنة اوفده صاحب الغبطة يحمل لي خبر انتخابي اسقفا بطريركيا واليوم حمل لي بشارة انتخابي بطريركاquot;.

وتابع البطريرك الماروني quot;اخوتي المطارنة، عشنا فرحا عظيما وهذه ثقة كبيرة وهذا دين ان نعيش معا ونحافظ على شركة الحب وهذه الشركة قدرني الله ان نتمكن من حمل خدمتنا معا ومن وحي الايام الجميلة التي قضيناها معا شركة ومحبة هذا هو شعار خدمتي البطريركية تبدأ في ما بيننا في مجلسنا الاسقفي وفي كنيستنا وفي وطنناquot;.

وأعرب الراعي عن شكره الكبير لامين الخازن والنائب السابق فريد هيكل الخازن على quot;حراسة الكرسي بكل محبة وشفافية وعلمت انه لم يتسرب شيء الى الخارج بفضلهماquot;، مضيفاً quot;كل التحية لابناء كنيستنا ونرجو ان يحافظ الجميع على محبة الله والكنيسة والوطن الحبيب لبنانquot;.

وختمquot; نصلي من اجل لبنان لكي يخرج من ازمته ولكي يدرك ان له رسالة اساسية كما قالها البابا يوحنا بولس الثاني في زمن يعيش الشرق اياما صعبة. نشكر الرب على كل شيء واود ان نصلي معا قبل ان اختم، اراد المجمع المقدس ان ينتخب راهبا بطريركا وارادوا لذلك دلالة على ان الرهبانية قلب الكنيسة ونتطلع الى مزيد من المؤازرة والتعاون والعمل معا لنحمل رسالتنا في لبنان والشرق وفي عالم الانتشارquot;.

انتخب اساقفة الكنيسة المارونية في لبنان الثلاثاء المطران بشارة الراعي بطريركا جديدا للموارنة خلفا للكاردينال نصرالله صفير، كما اعلن مصدر رسمي. وقال المونسنيور يوسف طوق امين سر المجمع الانتخابي quot;انتخب مجلس المطارنة الموارنة بنعمة الله المطران بشارة الراعي بطريركا للكنيسة المارونية خلفا للبطريرك صفير الكلي الطوبىquot;.

واضاف quot;يحتفل بالقداس الالهي وتنصيب البطريرك الجديد الجمعة 25 آذار/مارس الساعة العاشرة والنصف صباحا في بكركيquot; شمال بيروت. وكان مصدر في مطرانية جبيل للموارنة التي يرأسها الراعي قال لفرانس برس ان المطارنة انتخبوا بشارة الراعي بطريركا.

وقال المصدر quot;انتخب الاساقفة بشارة الراعي بطريركا جديداquot;، مضيفا quot;فرحتنا لا توصفquot;. وبشارة الراعي (71 عاما) سيم كاهنا في 1967 ومطرانا في 1986، وهو مجاز في الفلسفة واللاهوت ويحمل ايضا شهادة دكتوراه في الحقوق.

وقال المونسنيور بولس نصرالله في مطرانية جبيل ان بشارة الراعي quot;شخص مؤهل جدا على الصعيد الديني ويعتبر من اعمدة الكنيسة المارونيةquot;. وتابع ان الراعي quot;منفتح ذهنيا على الجميع ويكن احتراما لكل مكونات المجتمع ومن مختلف المستويات والانتماءاتquot;.

وكانت بدأت مساء الاربعاء الماضي في بكركي خلوة من اجل انتخاب البطريرك الجديد بعد استقالة الكاردينال نصرالله صفير البالغ من العمر 90 عاما. وحضر الجلسات الانتخابية 39 مطرانا بمن فيهم صفير من اصل 41، وقد تغيب اسقفان موجودان في دول الاغتراب لاسباب صحية.

ولم يكن يوجد ترشيح مسبق في عملية انتخاب البطريرك الذي من المفترض ان ينال ثلثي اصوات المطارنة الحاضرين لكي ينتخب. وانقطع المطارنة في خلوتهم عن العالم الخارجي بشكل تام، من دون خطوط هاتفية او انترنت او اي شكل من اشكال الاتصالات. وانتخب صفير بطريركا في 19 نيسان/ابريل 1986. ولعب دورا بارزا في الحياة السياسية اللبنانية، لا سيما منذ انتهاء الحرب الاهلية (1975-1990).

بشارة الراعي البطريرك الماروني السابع والسبعون

يتميز المطران بشارة يوسف الراعي الذي انتخب الثلاثاء بطريركا على الكنيسة المارونية في انطاكية وسائر المشرق، بجرأة مواقفه وبرغبته في اضفاء طابع الحداثة والمؤسسات على الكنيسة. ويخلف الراعي في منصبه هذا نصرالله صفير (90 عاما) الذي اعلن الفاتيكان في 27 شباط/فبراير قبول استقالته بعد 25 عاما امضاها على راس الكنيسة المارونية وادى خلالها دورا بارزا في الحياة السياسية اللبنانية.

والراعي (71 عاما) هو البطريرك السابع والسبعون للموارنة الموجودين في لبنان منذ اكثر من 1500 سنة والمنتشرين ايضا على شكل اقليات في سوريا وفلسطين وقبرص ودول اخرى. وهي المرة الاولى في تاريخ الموارنة الحديث يتم فيها انتخاب راهب في منصب بطريرك، اذ ان الراعي ينتمي الى الرهبانية اللبنانية المريمية.

يتحدر البطريرك الجديد الذي سيم كاهنا في 1967 واسقفا في 1986، من بلدة حملايا في المتن الشمالي (وسط) على بعد حوالى 27 كلم من بيروت. وهو اسقف منذ 21 عاما على ابرشية جبيل (شمال بيروت) المارونية. ويعرفه المسيحيون جيدا من خلال برنامج تلفزيوني يقدمه اسبوعيا حول التعليم المسيحي، عبر تلفزيون quot;تيلي لوميارquot; او قناة quot;نورساتquot; الفضائية، وغالبا ما يعلن فيه مواقف سياسية يدافع فيها بحدة عن حقوق المسيحيين في لبنان.

ويعرف عن البطريرك الجديد المجاز في الفلسفة واللاهوت والحامل دكتوراه في الحقوق، quot;انفتاحه ونقاشاته التي تتسم بالموضوعية والشفافية خصوصا في الشق السياسيquot;، بحسب ما يؤكد مقربون منه. ويشتهر الراعي بجرأة مواقفه الوطنية وسعيه الى اضفاء طابع الحداثة والمؤسسات على الكنيسة المارونية، وهي مسائل يعبر عنها في اطلالاته الاعلامية.

وقد شجع ورعى العديد من المشاريع الخيرية والكنسية والشبابية في ابرشيته. وقال المونسنيور بولس نصرالله من مطرانية جبيل ان الراعي quot;شخص مؤهل جدا على الصعيد الديني ويعتبر من اعمدة الكنيسة المارونيةquot;.

وشدد على انه quot;منفتح ذهنيا على الجميع ويكن احتراما لكل مكونات المجتمع ومن مختلف المستويات والانتماءاتquot;. ويترقب اللبنانيون عموما والمسيحيون خصوصا المواقف التي قد يدلي بها الراعي حيال المسائل السياسية التي ينقسم حولها اللبنانيون والمسيحيون، مثل العلاقة مع الجارة القوية سوريا والنظرة الى سلاح حزب الله الشيعي.

وفي مداخلة اذاعية في شباط/فبراير، قال الراعي ان quot;ما يجري في لبنان اليوم هو صراع سني شيعي يدور حول من سيحكم ويبرز الوجه السياسي في لبنانquot;. وعن سلاح حزب الله، قال quot;هذا السلاح العظيم الذي له عمل مهم وقوة وثورة هائلة للبنان، لماذا لا يكون ضمن سياق استراتيجية دفاعيةquot; وطنية؟، مضيفا quot;يخيفني ان يبقى هذا السلاح خارج الاستراتيجية الدفاعيةquot;.

وانتقد الراعي اخيرا وضع السياسة اللبنانية في اطار quot;قطعة من الجبنة يتقاسمها الافرقاءquot;، متمنيا ان تكون الحكومة الجديدة التي كلف نجيب ميقاتي تشكيلها في لبنان quot;مؤلفة من تكنوقراط حياديين غير تابعين لاي من الاطرافquot;.

والى جانب حضوره الكاريسماتي والقوي على الساحة المارونية في لبنان، يتمتع الراعي وهو رئيس اللجنة الاسقفية للاعلام الكاثوليكي في لبنان، بعلاقات جدية مع الفاتيكان. وقد عينه البابا الراحل يوحنا بولس الثاني في مناصب عدة بينها منسق سينودس الاساقفة الخاص بلبنان، وعضوا في المجلس البابوي quot;قلب واحدquot;، وعضوا في المجلس البابوي لراعوية المهاجرين والمهجرين والسياح واللاجئين.

كما عينه البابا الحالي بنديكتوس السادس عشر عضوا في المجلس الحبري لوسائل الاتصالات الاجتماعية. وللبطريرك الجديد سجل عمل طويل في القطاع التربوي. فقد اسس وتولى ادارة quot;مركز اللويزة للتعليم العاليquot; التابع لجامعة سيدة اللويزة. كما انه استاذ محاضر في اللاهوت الراعوي وسر الزواج ومادة الحق القانوني. وله مؤلفات دينية عدة تتناول الحياة الاسرية المسيحية في شكل خاص.