إعتبر النائب التركماني عن محافظة كركوك العراقية الشمالية أرشد الصالحي تصريحات الرئيس جلال طالباني عن quot;كركوك قدس كردستانquot; محاولة للتغطية على الاحتراب الذي تعيشه القوى الكردية حاليًا، مشددًا على ضرورة منح هذه المحافظة وضعًا خاصًا مثل بغداد، وجعلها إقليمًا خاصًا يدار من قبل ممثلي مكوناتها المتعددة.


إتهم النائب التركماني عن محافظة كركوك العراقية الشمالية أرشد الصالحي في مقابلة مع quot;إيلافquot; القوات الأميركية بغضّ الطرف عن دخول قوات البيشمركة الكردية الى مدينة كركوك، التي قال إن الفقر الذي تعيشه سببه الإدارة الفاشلة فيها، وهيمنة الأحزاب السياسية الكردية على الإدارات في المدينة.

الى ذلك، اعتبر الصالحي ان حلّ مشكلة كركوك يعتمد على تنفيذ المادة 23، والتي تتضمن حل مشكلة النزاعات الملكية والتجاوزات في كركوك بعد 2003.

في ما يلي نص المقابلة:

** ما هو موقفك من تصريحات الرئيس جلال طالباني التي إعتبر فيها كركوك قدس كردستان؟

- هذه التصريحات ناجمة من الضعف الحاصل لدى القيادات الكردية في الإقليم، فهي الان تحت تأثير قائمة التغيير المعارضة التي تطالب بالكثير من الإصلاح بسبب وجود الفساد الإداري والسياسي، ولذلك هنالك حرب، سواء كانت معلنة أو غير معلنة بين قوى التغيير وقائمة التحالف الكردستاني، وهي أشبه بحرب كردية- كردية، على غرار ما كان يحصل في تسعينيات القرن المنصرم.

وهم يحاولون الان نقل الحرب والتصادم الكردي- الكردي الى ساحة أخرى، وذلك ليتمكنوا عبر هذا النقل من إعطاء رسالة للشعب الكردي، مفادها بأن هنالك عدوًا وأطماعًا، ويجب التوحد تحت خيمة واحدة.. لكنني أرى أن هذه الخيمة لن تكون من أعمدة حديدية، وإنما أعمدة خشبية، لأنها تعتمد على عواطف الشعب الكردي، أضف الى ذلك أن قوات البيشمركة الكردية غير مرغوب في وجودها داخل الإقليم، وخروجهم منه كان احد مطالب قائمة التغيير .. فكيف نحن نقبل هذا الموضوع، سواء كانت تصريحات طالباني أو وجود البيشمركة في كركوك.

** ما هو موقف باقي القوميات من هذه التصريحات التي يعتبرها البعض تجديدًا لأطماع الأكراد في كركوك؟

- نحن لا نريد أن نخلق حالة من العدائية، ولكن نسعى إلى خلق الود لأن الشعب في محنة، ونحن لانريد أن نكثر من المحن والضغوط على الشعب، ولكن هنالك بشكل عام توجه وطني داخل مجلس محافظة كركوك، وأعضاؤه لا يرضون بتلك التصريحات، ولا بدخول البيشمركة في كركوك، وسبق ان أعربنا عن امتعاضنا من ذلك أكثر من مرة وحتى في لقائنا مع المسؤولين الكرد.

** هل تعتقد ان دخول البيشمركة الى كركوك هو ضوء أخضر من التحالف الوطني quot;الشيعيquot; الى الاكراد يمثل تنازلاً لهم على كركوك؟

- لا اعتقد ذلك .. لان مسألة كركوك ليست بيد الحكومة العراقية، ولا بيد جهة حزبية، حيث إن لقضيتها بعدًا دوليًا وإقليميًا، وفيه الكثير من التشعبات والمشاحنات السياسية، ولكن باعتقادي إن الأميركيين كان دورهم هزيلاً جدًا في هذا الامر.

** بماذا اتسم موقف الاميركيين؟

- هناك نقاط مشتركة في المنافذ من اربيل والسليمانية الى كركوك، والأميركيون موجودون في هذه المنافذ، ولكن لم يتمكنوا من تبرير موقفهم لناحتى الان، وكيف أنهم كانوا على علم بدخول قوات البيشمركة الى كركوك، ولم يحركوا ساكنا .. ويبدو أن هناك هيمنة كردية حتى على الأميركيين، حسب ما نسمع، وأنهم عاجزون عن إطلاق كلمة أو يقولوا للاكراد اخرجوا من كركوك.

** هل تعتقد بوجود تنسيق بين الأميركيين والأكراد؟

- لا اعتقد بوجود تنسيق، ولكن هناك نوعًا من غضّ النظر، وهذه السياسة لا ندري لماذا تم افتعالها .. فهل يريدون أن نتشاحن أكثر في كركوك؟، لكننا ضبطنا أنفسنا، وأوصينا قواعدنا الجماهيرية بضبط النفس ايضا، وعدم إثارة المشكلة مهما كانت متشددة من الجانب الكردي.

** هل انتم مع الدعوات إلى جعل كركوك إقليمًا مستقلاً؟

- كركوك ينبغي أن يكون لها وضع خاص، وهذا الوضع يعود بكركوك الى ما هو موجود في قانون إدارة الدولة في المرحلة الانتقالية، الذي كان يعطي لكركوك وبغداد وضعين خاصين، لان العاصمة لا يمكن أن تنضم الى إقليم حسب الدستور، وكركوك لها وضع خاص مثلها أيضًا.. وهناك نقاش بين مكونات كركوك، والحل الأمثل يكمن في الإدارة المشتركة للمدينة من خلال هذه المكونات وعبر التوافق السياسي وعدم ضم كركوك الى أي إقليم آخر حالها حال بغداد.

** كركوك مدينة غنية بالنفط، ولكنها تبدو فقيرة، وتتصف بقلة الخدمات .. لماذا؟

- الإدارة الفاشلة في كركوك وهيمنة الأحزاب السياسية الكردية على الإدارات في المدينة مسؤولتان عن العوز والفقر .. سواء المحافظ او رئيس مجلس المحافظة او مدراء الادارات والأجهزة الأمنية التنفيذية، فهم لا يطبقون ما يصدر من الأوامر الديوانية من الوزارات المعنية، بل يعملون على تنفيذ ما يُملى عليهم من أحزابهم.

** كيف يمكن حل مشكلة كركوك؟

- حلّ هذا الملف يعتمد على تنفيذ المادة 23 التي تتضمن حل مشكلة النزاعات الملكية والتجاوزات في كركوك بعد 2003 وقبلها، فهذه المادة قد رسمت خارطة طريق لبيان مدى تغيير الحجم السكاني الذي حصل في المدينة، ومن ثم المادة السادسة من قانون الانتخابات، التي يتم عبرها تدقيق سجلات الناخبين، وعلى ضوء ذلك يمكن اجراء انتخابات ديمقراطية شفافة تعطي الحق لكل مكونات كركوك.

** الأكراد يطالبون بأن يكون أحد نواب رئيس الجمهورية من التركمان. فهل هذا نوع من استرضاء الجانب التركماني؟

- نحن لا نقبل بالمناصب ولا بالوظائف الوزارية والرئاسية مقابل أن تكون الحقوق التركمانية ضائعة.. فما هي فائدة منصب نائب رئيس الجمهورية إذا تم تضييع الحقوق التركمانية؟.