أعلن في العراق الحكم على وزير الداخلية السابق بالإعدام شنقا في قضية تصفية الأحزاب العلمانية والإعدام كذلك لوالي بغداد في تنظيم القاعدة وخمسة من مساعديه. يأتي ذلك في وقت رفض فيه رئيس مجلس النواب العراقيّ تصريحات جلال طالباني حول مدينة كركوك.


نوري المالكي مجتمعا مع أوغلو

بغداد: رفض رئيس مجلس النواب العراقي أسامة النجيفي اعتبار الرئيس العراقي جلال طالباني لمدينة كركوك بأنها قدس كردستان مؤكدا أنها لكل العراق موضحا أن عدم تنفيذ الاتفاقات بين الكتل السياسية بدأ يثير الامتعاض.. بينما تم الحكم على وزير الداخلية السابق بالاعدام شنقا في قضية تصفية الاحزاب العلمانية والاعدام لوالي بغداد في تنظيم القاعدة وخمسة من مساعديه، في وقت بحث المالكي مع الامين العام للمؤتمر الاسلامي الأوضاع المتفجرة في المنطقة.

وقال النجيفي خلال مؤتمر صحافي في بغداد اليوم ان الاتفاقات السياسية بين الكتل العراقية التي تم التوصل اليها عقب مؤتمر اربيل في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي شكلت علامة بارزة وخارطة طريق لإصلاح البلد واستقراره بشكل جذري لكنه اشار الى ان تنفيذ هذه الاتفاقات لم يتم بشكل كامل لحد الان وهو ما يؤدي الى امتعاض بعض القوى السياسية وامر ينبغي ان ينفذ.

واوضح ان موضوع تشكيل مجلس السياسات الاستراتيجية ما زال متأخرا بسبب الخلافات السياسية حوله . واشار الى ضرورة ازالة هذه الخلافات باللقاءات المباشرة وتحقيق التكامل بين السلطات لاعادة الثقة الى العملية السياسية. وكان زعيم القائمة العراقية اياد علاوي قد اعتذر عن ترؤس المجلس بسبب تلكؤ رئيس الحكومة نوري المالكي عن تنفيذ اتفاق بتشكيله كان قد وقع عليه.

وحول تصريحات الرئيس جلال طالباني بان محافظة كركوك الشمالية الغنية بالنفط هي قدس كردستان رفض النجيفي ذلك مشددا على ان كركوك هي لكل العراق وتقع على مواطنيها مسؤولية المشاركة في إدارتها.

ودعا جميع الأطراف إلى عدم التصعيد واطلاق التصريحات التي تزيد الاوضاع السياسية والامنية في المحافظة خطورة . واكد ان الاوضاع هناك لاتتحمل التعقيد والتصعيد لان ذلك سيؤدي الى تفجير الاوضاع فيها وبما يشكل خطرا على العراق كله.

وأشار إلى انه لم يصل اليه اي طلب نيابي لاستدعاء الرئيس طالباني لمساءلته حول تصريحاته عن كركوك.

وأشار الى ان قوات البيشمركة التي وصلت مؤخرا الى كركوك ستنسحب منها خلال 15 يوما.

وكان وزير البيشمركة أعلن امس ان القوات الاميركية في كركوك طلبت منه سحب هذه القوات التي يبلغ عدد عناصرها خمسة الاف مسلح ودفعت بها ادارة اقليم كردستان الى هناك بذريعة تعرض الاكراد في المحافظة الى تهديدات.

وتشهد مدينة بغداد حملة لجمع توقيعات تدعو طالباني للاعتذار عن تصريحاته او تقديم استقالته.

وأقر النجيفي بعدم وجود معارضة داخل البرلمان لان جميع الكتل السياسية مشاركة في الحكومة لكنه اوضح ان ذلك لايعني عدم قيام البرلمان بدوره التشريعي والرقابي.

واكد ان البرلمان لن يسكت عن حالات الفساد وانتهاك حقوق الانسان مشيرا الى ان هناك ملفات تتعلق بمعاملة المعتقلين ووفاة عدد منهم تحت وطأة التعذيب يجري التحقيق فيها لمعاقبة مرتكبي اراقة الدم العراقي الذي وصفه بالمقدس.

ورفض النجيفي محاولات قال انها تجري لحصر تشريع القوانين بالحكومة معتبرا ذلك مخافة دستورية لان التشريع من مهمة البرلمان التي لن يتنازل عنها.

واوضح ان 94 بالمائة من طلبات المتظاهرين تقع على مسؤولية الحكومة و6 بالمائة فقط على البرلمان مشيرا الى ان هناك لجانا برلمانية ذهبت للمحافظات وجمعت طلبات المواطنين واتصلت مباشرة مع المتظاهرين واتضح ان اغلب المطالب تقع على عاتق الحكومة. وابدى استعداده للقاء المتظاهرين المحتجين وتسلم مطاليبهم مشيرا الى انه كان قد التقى عددا منهم.

واكد ان البرلمان هو السلطة الاولى والمسؤولة عن التشريع والرقابة لانه يمثل الشعب والمخول دستوريا في حمل هذا الواجب والأمانة تجاه السلطات الأخرى.

وقال ان البرلمان معني بتشريع كل القوانين التي رحلت له من الدورة السابقة وقد شكل لجان عمل لدفع الكثير من القوانين للتشريع مع ضبط الصياغات ومطابقتها للدستور وقد ثبتت الاولويات لهذه القوانين بحسب الاهمية.

وكشف النجيفي عن خطط مستقبلية قصيرة ومتوسطة وبعيدة المدى قال ان البرلمان سيضطلع بها من بينها استضافة المسؤولين الى اللجان والعمل مع اللجان لتثبيت الخطة التي تعمل بها الوزارة من الان الى سنة وسنثبت هذه الخطة وسنستضيف الوزير في جلسة عامة ونبدأ بحساب تفصيلي لكل وزارة حول تقدم هذه الخطة واذا لاحظنا انحرافا سيكون هناك موقف مع اي وزير لا ينجح بالبرنامج الذي تعهد به.

واوضح ان هناك قوانين منظورة امام المجلس قسم منها شرع وقسم منها قرئ قراءة اولى وثانية وستكون هناك حزمة كبيرة من القوانين ستقدم في الاسابيع المقبلة.

واشار الى ضرورة فتح ملف مكافحة الفساد الاداري والمالي في مؤسسات الدولة وقال إن موضوع النزاهة يشغل حيزا كبيرا من مجلس النواب وهناك تفعيل من لجنة النزاهة لهذا الامر وستكون هناك اجتماعات مهمة مع المفتشين العموميين في الوزارات والمؤسسات.

واضاف ان الفساد غير مسيس في مجلس النواب وسنحاول فتح كل ملفات الفساد في السنوات الماضية وسنتعاون مع الحكومة للحد منه وستكون هناك متابعة لمطالب المتظاهرين المشروعة والسلمية ، وشكلنا لجانا لهذا الغرض.

وحول الوزارات الامنية للدفاع والداخلية والامن الوطني قال النجيفي ان المالكي لم يرسل اية سيرة ذاتية لاي وزير لحد الان وتوقع أن يتأخر هذا الامر الى الاسبوع المقبل وانتقد ادارة المالكي لثلاث وزارات امنية ووصفه بانه امر غير منطقي ويشكل عبئا عليه ودعاه الى تقديم اسماء الوزراء الامنيين.

وشهدت محافظات العراق يومي الجمعة الماضيين تظاهرات طالبت بالإصلاح والتغيير والقضاء على الفساد المستشري في مفاصل الدولة نظمها شباب من طلبة الجامعات ومثقفون مستقلون عبر مواقع التواصل الاجتماعي في شبكة الإنترنت.

وينتظر أن تشهد البلاد الجمعة المقبل تظاهرات احتجاج جديدة تحت شعار quot;مستمرونquot; في مطالب الاصلاح والتغيير في النظام السياسي.

الاعدام لوزير الداخلية السابق وتبرئة شقيق صدام

حكمت المحكمة الجنائية العراقية على وزير الداخلية السابق بالإعدام شنقا حتى الموت والسجن المؤبد لسكرتير رئيس النظام السابق صدام حسين وبراءة أخيه غير الشقيق في قضية تصفية الاحزاب العلمانية والاعدام لما يسمى بوالي بغداد في تنظيم القاعدة وخمسة من مساعديه.

واصدرت المحكمة الجنائية العراقية في جلسة لها في بغداد اليوم في قضية تصفية الاحزاب العلمانية في زمن النظام السابق حكما بالاعدام شنقا حتى الموت على وزير الداخلية السابق سعدون شاكر والسجن المؤبد لعبد حمود سكرتير رئيس النظام السابق صدام حسين والحكم نفسه على رئيس ديوان الرئاسة السابق أحمد حسين خضير.

كما قضت المحكمة ببراءة سبعاوي ابراهيم الحسن مدير الامن العام السابق وهو الاخ غير الشقيق لصدام حسين.

اعتقال مجموعة من قادة دولة العراق الاسلامية والاعدام لاخرين

أعلن في بغداد اليوم عن اعتقال 18 مسلحا من قيادات دولة العراق الاسلامية احد اذرع تنظيم القاعدة بينهم سعودي وأردني اضافة الى ثلاثة من عناصر تنظيم عصائب أهل الحق المدعومة ايرانيا فيما حكم على والي الدولة مناف الراوي وخمسة من مساعديه بالاعدام شنقا حتى الموت.

وقال المدير العام لمكافحة الارهاب والجريمة المنظمة في وزارة الداخلية العراقية ضياء حسين في مؤتمر صحافي في بغداد اليوم انه نتيجة اكثر من 400 عملية مداهمة في محافظات بغداد ونينوى والانبار وديالى تمكنت القوات الامنية العراقية من اعتقال وزراء وقادة لدولة العراق الاسلامية حيث تم عرضهم على الصحافيين خلال المؤتمر وهم يرتدون بدلات حمراء.

واكد مقتل الامير العسكري لدولة العراق الاسلامية نعمان سلمان الزيدي اثناء عبوره احدى نقاط التفتيش بسيارة مفخخة ومرتديا حزاما ناسفا. ان الزيدي هو الموجه والداعم لكل العمليات الارهابية في بغداد وديالى وصلاح الدين وجنوب العراق.

واضاف ان الزيدي حاول نقل عملياته الى خارج البلاد مشيرا الى انه كان يختبئ في ملجأ انشأه في حمام الدار الذي يستغله في تصنيع العبوات الناسفة وتجهيز السيارات المفخخة.

واشار الى ان بين المعتقلين الاردني علاء عبد الرؤوف قاسم والسعودي بتال الحربي. واوضح ان المعتقلين مسؤولون عن التخطيط والتنفيذ للعديد من العمليات المسلحة والانتحارية الاخرى بالسيارات المفخخة والاحزمة الناسفة اضافة الى استقبال وايواء عناصر القاعدة القادمة من الخارج.

واكد ان القوات الامنية مستمرة في عملياتها حاليا لضرب اذرع وخلايا تنظيم دولة العراق الاسلامية متوقعا القضاء عليه نهائيا في وقت قريب لم يحدده.
واشار الى اعتقال ثلاثة من عناصر تنظيم كتائب اهل الحق المنشقة عن التيار الصدري والمدعومة من ايران.

واوضح أن quot;المعتقلين متهمون جميعاً بارتكاب جرائم إرهابية وقضائية وجنائية بحق أبناء الشعب العراقي.

وعلى الصعيد نفسه قضت محكمة عراقية اليوم بالإعدام شنقا حتى الموت على ما يسمى بوالي بغداد مناف الراوي وخمسة من مساعديه. وقال مصدر قضائي ان الحكم صدر بعد ثبوت الأدلة ضد المدانين.

المالكي يبحث مع الامين العام للمؤتمر الإسلامي الأوضاع المتفجرة في المنطقة

اكد دولة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي تماسك الشعب العراقي ووقوفه صفا واحدا ضد الافكار والممارسات والطائفية التي حاولت المجموعات التكفيرية وتنظيم القاعدة الارهابي ادخالها الى العراق.

وقال خلال اجتماعه في بغداد اليوم مع الامين العام لمنظمة المؤتمر الاسلامي اكمل الدين احسان اوغلو ان العراقيين بفضل وعيهم وما يمتلكونه من تاريخ مشترك وأخوة متجذرة ومتشابكة قد تجاوزوا مرحلة الانقسامات الطائفية واصبح لزاما على الجميع مواكبة الشعب العراقي في توجهاته ونبذه الطائفية.

وفي اشارة الى الاضطرابات التي تشهدها بعض دول المنطقة اشار الى ان ما يميز العراق عن دول المنطقة هو quot;ما لديه من نظام ديمقراطي وعلاقات اخوية ضاربة في عمق التاريخ بين مختلف ابناء الشعبquot; .. واعرب عن استعداد العراق للتعاون من اجل تعزيز فرص الحوار والتفاهم وتحقيق المطالب المشروعة بعيدا عن العنف.

من جانبه quot;اشاد الامين العام لمنظمة المؤتمر الاسلامي بطبيعة النظام الديمقراطي في العراق وبالتطورات التي شهدها خلال هذه الفترة وبتماسك الشعب العراقي وروح الأخوة السائدة بين مختلف مكوناتهquot; كما قال بيان صحافي عن مكتب المالكي.

وقبل ذلك بحث اوغلو مع عمار الحكيم رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي مجمل الاوضاع التي تشهدها المنطقة العربية والاسلامية والوضع العام في البلاد.

وفي تصريح صحافي عقب اللقاء اكد اوغلو ان العالم الاسلامي يمرّ بفترة تحول تاريخية مهمة تدخل فيها بعض الدول التي عاشت خارج سياق التاريخ الى السياق التاريخي والتطور الطبيعي للامم ، معربا عن امله في ان تكون هذه التحولات تحولات سلمية تتم عن طريق الحوار الوطني دون تدخلات اجنبية وان يستتب السلام والاستقرار وان لا يكون هناك سفك للدماء.

وقال ان منظمة المؤتمر الاسلامي كانت وستظل دائما تقف الى جانب الشعوب في مطالبتها بتحقيق أهدافها المشروعة وفي التعبير عن حرياتها وعن رغباتها في حياة افضل في ظل نظام مشروع وفي ظل إطار حقوق الانسان المعترف بها دوليا وفي ظل القيم الإسلامية الراسخة.

من جانبه، قال الحكيم ان الرؤية مع اوغلو متقاربة في ما يخص التحولات السياسية العامة وتحقيق إرادة الشعوب والمضي قدما للمزيد من الحريات والعدالة الاجتماعية التي ترسمها الديمقراطية quot;كما عبرنا عن قلقنا لما يحصل في تركيا وفي اليمن وفي البحرين وسائر المناطق التي تشهد بعض الاضطراباتquot;، متمنيا الاستقرار لهذه البلدان في الوضع السياسي والامني والانتعاش الاقتصادي وتحقيق ارادة الشعوب واكد تأييد فكرة المؤتمر الاسلامي لعقد مؤتمر في العراق للتقريب بين المذاهب الاسلامية وتعزيز العلاقات بين الشعوب الاسلامية.

وكان اكمل الدين احسان اوغلو قد وصل بغداد امس على رأس وفد من المسؤولين في المنظمة لبحث آفاق التعاون بين المنظمة والعراق.

وقالت وزارة الخارجية العراقية ان اوغلو سيجري مباحثات مع الرئيس جلال طالباني و رئيس الوزراء نوري المالكي ورئيس البرلمان اسامة النجيفي ورئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني تتعلق بآفاق التعاون بين المنظمة والعراق وسبل تفعيلها.

وأشارت إلى انه من المقرر ان يوقع اوغلو خلال زيارته الى العراق على وثيقة للتعاون بين المنظمة ووزارة الخارجية.

يذكر ان هذه الزيارة هي الثانية للامين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي التي تضم 57 بلدا.