تيم بولنتي مع عدد من الجنود في كوسوفو

باغت حاكم ولاية منيسوتا الأميركية السابقتيم بولنتي الجميع، معلناً اعتزامه الترشّح لمنصب الرئاسة الأميركية خلال الانتخابات المرتقبة في 2012، ورغم عدم توافر فرص نجاحه في المنافسة، إلا أنه يراهن على رغبة الناخبين في ضخّ دماء جديدة، ويرى المراقبون أن عثرته الرئيسة ستكون قدرته على جمع اموال لدعم حملته الانتخابية.


فاجئ حاكم ولاية منيسوتا السابق تيم بولنتي المراقبين في الولايات المتحدة، عندما أعلن اعتزامه الترشّح في الانتخابات الرئاسية المقبلة في عام quot;2012quot; لخلافة باراك أوباما، وجاء عنصر المباغتة انطلاقاً من رصيد بولنتي الضئيل في عالم السياسة الأميركية، وربما الحياة الحزبية بحسب المراقبين في واشنطن، غير أن الرجل الذي ما زال يبحث عن مصدر لتمويل حملته الانتخابية، رأى في حديث مع مجلة نيوركر الأميركية، أن اعتقاد مخضرمي السياسة في واشنطن في ضعف رصيده الجماهيري قد يكون مؤشراً على صعود نجمه بما يخالف التوقعات كافة.

وعلى حد قوله: quot;كان أوباما مغموراً قبل دخوله إلى البيت الأبيض، ولم ترتفع مؤشرات نجاحه في الانتخابات، إلا بعد إدراك الجماهير الأميركية أنهم يحتاجون دمًا جديدًا، يعيد صياغة واقعهم السياسي والاقتصاديquot;.

الحزب الجمهوري وصقوره

لم يكن مستغرباً أن تتابع آلة الإعلام العبرية تطورات الواقع السياسي الداخلي في الولايات المتحدة، وكان من بين متابعاتها محاولة الوقوف على سيرة كل شخص يعتزم خوض المنافسة لاقتناص مقعد الرئاسة من أوباما، خاصة من الحزب الجمهوري وصقوره، ورغم أن تيم بولنتي لا ينتمي إلى معسكر الصقور في الحزب، إلا أن أنباء اعتزامه الترشّح للرئاسة، استحوزت على مساحة ليست بالقليلةمن اهتمام إعلام الدولة العبرية.

وبحسب تقرير نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت، نشر السياسي الأميركي بولنتي، البالغ من العمر خمسين عاماً، فيلماً على موقع التعارف الاجتماعي quot;فايسبوكquot; لم تستغرق مدته الدقيقتين، قدم فيه نفسه على أنه ابن أحد سائقي شاحنات النقل الأميركية، وأن عملية ولادته جرت في إحدى مراعي الأبقار في الولايات المتحدة.

ورغم قامته السياسية الضئيلة، وافتقاره الشخصية الكاريزماتية، ورصيده المتواضع في استطلاعات الرأي الاميركية، الا ان سيرة بولنتي الذاتية لا تنطوي على مؤشرات سلبية، تضاهي تلك المؤشرات التي تؤثر سلباً على مستقبل مرشحين آخرين، مثل ساره بيلين، ومايك هاكابي، ونيوت غينغريتش، إذ يحاول بولنتي لعب دور وسطي بين المرشحين كافة، الذين يعجزون حتى الآن عن الظهور بسياسة معتدلة او متوازنة، تمكنه من استقطاب الناخبين المستقلين، ولعل تلك الشريحة من الناخبين هى الحصان الأسود الذي يراهن عليه بولنتي للفوز بمقعد الرئاسة وخلافة أوباما.

افتقار للشهرة السياسية

ووفقاً للمراقبين في واشنطن، تكمن مشكلة بولنتي الرئيسة مقارنة بخصومه في افتقاره الشهرة في عالم السياسة الاميركية، لذلك كان حريصاً على القفز في المياه مبكراً، ليستبق منافسيه المخضرمين، في محاولة لتكريس افكاره لدى الناخب الجمهوري خلال الحملة الانتخابية، التي من المقرر ان تبدأ خلال الشهر المقبل.

كما يعد افتقاره مصدرًا لتمويل حملته الانتخابية سبباً في اعلانه عن تأسيس لجنة لجمع تبرعات ومساهمات مالية لدعم حملته في الانتخابات الرئاسية، وهو الاجراء المسموح به قانوناً في الولايات المتحدة، الامر الذي يمكنه من اقامة جمعيات، واجراء استطلاعات للرأي لقياس مدى استجابة الجماهير لوجوده كمرشح في انتخابات الرئاسة الاميركية، وتعد قدرته على جمع اموال لحملته الانتخابية نقطة ضعفه الاساسية، فالمرشح المرتقب لا يمتلك اموالاً مثل quot;ميت رومنيquot;، وليست له علاقات متشعبة مع اثرياء ورجال اعمال الولايات المتحدة مثل مرشحين آخرين.

لذلك ستحدد قدرته على جمع الاموال مصيره في الترشح للرئاسة من عدمه، على الرغم من ذلك يعتقد بولنتي انه سيفاجئ الجميع ويحقق اسهماً عاليه في ولاية quot;إيواquot; وهى الولاية المجاورة لمنيسوتا، التي بدأت بها الانتخابات الرئاسية الماضية، ويرى المراقبون ان نجاح بولنتي في ولاية quot;إيواquot; سيحوله الى مرشح معروف في المنافسات المرتقبة.

وتشير اوراق بولنتي الخاصة الى انه ولد في السابع والعشرين من شهر تشرين الثاني/ نوفمبر عام 1960، وهو سياسي اميركي، والحاكم رقم 39 لولاية منيسوتا، وهو الأخ الأصغر لأشقائه الأربعة من أب يعمل سائق شاحنة لنقل البضائع وأم ربّة منزل، وافتها المنية وهو في السادسة عشر من عمره، إثر اصابتها بمرض السرطان.

في صباه عمل بولنتي في مهن عديدة لينفق من عائدها على دراسته وتعليمه الجامعي، وكان الوحيد بين افراد عائلته الذي حصل على ليسانس العلوم السياسية عام 1983 من جامعة منيسوتا، ولم يكتف بذلك، إذ استكمل دراسته المتقدمة في احدى مدارس الحقوق، ليبدأ عمله في احد مكاتب المحاماة، بعدها ترك المكتب، ليترافع في القضايا امام المحاكم بنفسه. تعرف إلى زوجته quot;ميريquot; خلال دراسته، وعملت ميري قاضية لفترة طويلة، وانجبت منه ابنتين.

5 دورات متتالية

بدأ بولنتي عمله العام في سنة 1988، عندما تم تعيينه عضواً في مجلس التخطيط في مدينة quot;إيغانquot;، التي كان يقيم فيها آنذاك، والتي تقع في إحدى ضواحي سانت بول، وفي عام 1989 انتخب في مجلس المدينة، وما لبث في عام 1992 ان تم انتخابه لمجلس النواب عن ولاية منيسوتا، وهو المنصب الذي شغله لخمس دورات متتالية، إذ كان زعيماً للجمهوريين عن الولاية، وفي عام 2002 خاض المنافسة للمرة الاولى على منصب حاكم الولاية، وفاز في تلك الانتخابات عندما حصل على 44.4% من نسبة الاصوات، بينما حصل منافسه على 37.2% فقط.

خلال فترة ولايته الاولى، حرص بلونتي على خلق نوع من التوازن بين الميزانية والعجز في الولاية، ومارس هذا النشاط تحت شعار تعهداته الانتخابية quot;لا لفرض ضرائب جديدةquot;، ومن خلال تقليصات واسعة على نفقات الولاية في التعليم والصحة ومشاريع اخرى، تمكن من تغطية العجز بنسبة تزيد عن 4 مليارات دولار، كما استمات على المطالبة ببناء استاد جديد لفريق البيسبول المحلي في الولاية quot;منيسوتا توينزquot;، وبلغت تكلفة الاستاد الذي تم افتتاحه فيالعام الماضي 522 مليون دولار، وتم تمويل معظم المشروع من خلال زيادة ضريبة البيع على التبغ والكحوليات.

في الانتخابات التي جرت عام 2006، تم انتخاب بلونتي لدورة ثانية، بعد حصوله على 46.7% من نسبة اصوات الناخبين مقابل 45.7% لمصلحة خصمه من الحزب الديمقراطي. كما شغل بلونتي منصب مجمع حكام الولايات الاميركية، وكان من اوائل المؤيدين للسيناتور جون ماكين لمنصب مرشح الحزب الجمهوري لانتخابات الولايات المتحدة الرئاسية عام 2008.