يعيد سفراء ودبلوماسيو بعض الدول العربية التي شهدت الإنتفاضات والثورات الشعبية تقويم أمور حياتهم، على الصعيدين الشخصي والوظيفي، بعدما تقدم كثيرون منهم بإستقالاتهم من مناصبهم، جراء إنقلابهم على قادتهم وإنضمامهم إلى صفوف الثوار.
السفير العجيلي |
وفي واشنطن، حيث غالباً ما يكون الدبلوماسيون مجهولي الهوية، أجبرت حمى الثورات الديمقراطية التي اجتاحت العالم العربي أخيراً، كثيرين على التكيف مع الوضع الجديد. في حين ظل سفيرا مصر وتونس، حيث كانت التظاهرات سلمية، في منصبيهما. لكنّ الخيارات كانت أكثر تعقيداً في ما يبدو بالنسبة إلى هؤلاء الأشخاص الذين تحولت الإحتجاجات في بلدانهم إلى إحتجاجات دموية مثل البحرين واليمن وخصوصاً ليبيا.
وقد فضَّلت سفيرة البحرين هدى عزرا نونو، أن تتوارى عن الأنظار. وهي الخطوة نفسها التي لجأ إليها السفير اليمني عبد الوهاب عبد الله الهاجري. بينما تقدم سفير اليمن لدى الأمم المتحدة عبد الله الصايدي، باستقالته يوم الجمعة الماضي. وقال الصايدي في محادثة هاتفية مع النيويورك تايمز: quot;أن يكون لديك قناصة في الشرفات وفي المنازل يقومون بإطلاق النار على الناس في الرأس والعنق، فإنني لم أعد أجد ما يمليه عليّ ضميري لكي أوضح به موقف الحكومة لسلطات الأمم المتحدةquot;.
ومضت الصحيفة تقول إن الصايدي يبحث الآن عن مكان يعيش فيه، بعدما قامت الحكومة اليمنية بتعيين بديل منه، وبات يتعين عليه أن يغادر الشقة التي كان يقيم فيها (وتتبع حكومة بلاده) في مانهاتن. أما العجيلي، سفير ليبيا السابق لدى واشنطن، فقرر اتخاذ مسار أكثر عدوانية. فبعدما أصبح عام 2009 أول سفير ليبي لدى الولايات المتحدة بعد انقطاع في العلاقات استمر على مدار 35 عاماً، حاول جاهداً أن يعمل على تحسين العلاقات بين الدولتين.
ومنذ الإعلان عن خروجه من حكومة القذافي قبل أسابيع عدة، سعى العجيلي خلال كل اللقاءات التي جمعته بمراسلي الصحف وأعضاء مجلس الشيوخ وكذلك وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، إلى التأكيد على ضرورة أن يعترف البيت الأبيض بمجلس حكومة الظل الخاص بالمتمردين. وشدد أيضاً على ضرورة أن تتم الإطاحة بالعقيد معمر القذافي.
وقال إن ما يريد تحقيقه الآن على الفور هو أن تقوم وزارة الخزانة الأميركية بتحرير مبلغ الـ 30 مليار دولار الذي جمدته في الأصول الليبية. في حين قال مسؤول من داخل الإدارة الأميركية، بعدما رفض الكشف عن هويته، إن وزارة الخارجية الأميركية قبلت العجيلي كممثل عن المجلس، وأضاف: quot;كما نعتبره مواطناً ذي خصوصية الآن، ولا بد أن يضبط تأشيرته وفقاً لذلكquot;.
وبينما نظر أصدقاء العجيلي إلى الخطوة التي قام بها على أنها خطوة شجاعة، رأى بعض الخبراء الليبيين أن هناك نوعًا من أنواع النفعية السياسية. وهو ما جعل الصحيفة تقول إن الأمور قد تعود إلى نصابها بالنسبة إلى العجيلي، إذا ما نجح المتمردون في بسط نفوذهم، وتمكنوا من الإطاحة بنظام القذافي، فحينها ستعود إليه الخادمات وسائقه وكل شيء.
التعليقات