كشفت مذكرات رجل الأعمال الأميركي بول ألين، الذي أسس شركة مايكروسوفت مع بيل غيتس، عن أن الأخير خطط لأخذ حصص منه في الشركة في أعقاب خضوعه للعلاج من مرض السرطان.
بول ألين

لندن: كشف رجل الأعمال الأميركي بول ألين، الذي أنشأ شركة مايكروسوفت بالمشاركة مع بيل غيتس، في مذكرات جديدة له، عن أن الأخير خطط لأخذ حصص منه في الشركة خلال الأيام الأولى لتأسيسها، في أعقاب خضوعه للعلاج من مرض السرطان.

ويعتبر هذا الادعاء جزءاً من صورة حاسمة في المذكرات عن غيتس، الذي دخل معه ألين في علاقة صداقة أثناء الدراسة وهي العلاقة التي تحولت بعد ذلك إلى واحدة من أبرز الشركات بين رجال الأعمال الأميركيين. ومن المقرر أن يتم طرح هذا الكتاب الذي تم إعداده تحت عنوان quot;Idea Man: A Memoir by the Co-founder of Microsoftquot; في السابع عشر من شهر نيسان- أبريل المقبل. وقد نجحت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية في الإطلاع على مسودة منه، وسبق أن ظهرت مقتطفات من الكتاب على موقع مجلة فانيتي فير في وقت مبكر من يوم أمس.

وفي هذا السياق قالت وول ستريت جورنال إن الكتاب يقدم مراجعة لبعض التفاصيل الخاصة بتاريخ مايكروسوفت وكذلك العلاقة بين غيتس وشريكه السابق، اللذان كان يُنظَر إليهما على اعتبار أنهما صديقان ودودان إن لم يكونا قريبين. وقال أشخاص مقربون من الرجلين إن الكتاب قد تسبب في إحداث خلاف بينهما. وأشارت الصحيفة إلى أن ألين تقدم بالشكر في القسم الخاص بالاعترافات في الكتب إلى غيتس و17 شخصاً آخرين على ما قدموه له من مساعدة عامة ولوجستية.

من جهته قال دافيد بوستمان المتحدث باسم ألين: quot;يعتبر الكتاب وصفاً متوازناً للغاية للعلاقة التي تربط بينهما. ويثمِّن بول بوضوح مدخلات وأفكار وطاقة بيل غيتسquot;. أما بيل غيتس فقال في تصريح مكتوب: quot;في الوقت الذي قد يختلف فيه تذكري لكثير من هذه الأحداث عن تذكر بول، فإني أُثمِّن صداقته وما قدمه من مساهمات هامة لعالم التكنولوجيا وكذلك لشركة مايكروسوفتquot;. وأوضحت الصحيفة أيضاً أن وصف ألين غير المجامل لغيتس في الكتاب تسبب بالفعل في إحداث زوبعة داخل الدائرة الضيقة لأوائل الخريجين من مدرسة مايكروسوفت، حيث بدأ يتساءل كثير من الأشخاص الذين يعرفون كلا الرجلين عن دقة تفسير ألين لأحداث بعينها. وهنا، عاود بوستمان ليقول إنه ليس على علم بأي أخطاء وردت في الكتاب.

ولم يقتصر الأمر عند هذا الحد فحسب، بل أعلن ألين في الكتاب عن أنه كان وراء الكثير من الأفكار الهامة التي أقدمت مايكروسوفت على تنفيذها، ليُحَجِّم بذلك من دور غيتس في بعض الحالات. وحرص ألين في جميع أجزاء الكتاب على إبداء تألمه لعدم حصوله على ما يستحقه من إشادة وتقدير نظير ما قدمه طوال حياته العملية.

وهنا، أوضحت الصحيفة أن ألين أصبح واحداً من أثرى أثرياء العالم بفضل النجاح الذي حققته مايكروسوفت تحت قيادة غيتس، وكون الجزء الأكبر من ثروته في السنوات التي أعقبت مغادرته الشركة. كما لفتت الصحيفة إلى أن جزءاً كبيراً من الكتاب يركز على الجهود الخيرية والتجارية لألين منذ خروجه من مايكروسوفت في أوائل ثمانينات القرن الماضي. ولم تغفل الصحيفة عن حقيقة سبق وأن أثبتتها شواهد تاريخية في صناعة التكنولوجيا وهي أن أحد الشركاء غالباً ما يلعب دوراً بارزاً يساهم في إنجاح الشركة. مثلما هو الحال مع غيتس في مايكروسوفت، وستيف جوبس في آبل، ومارك زوكربيرغ في فايسبوك. ومع هذا، أكد دافيد يوفي الأستاذ في كلية هارفارد للأعمال، أن أهمية الشراكات التي تتكون في بداية الطريق لا يمكن إغفالها.

وكشف ألين في الكتاب كذلك عن أن استيائه المتزايد من سلوك غيتس لعب دوراً كبيراً في اتخاذه قرار الرحيل عن مايكروسوفت. وأضاف ألين في كتابه: quot;ساعدت في إنشاء الشركة وكنت لا أزال عضواً نشطاً في الإدارة، رغم تراجع ذلك نتيجة اعتلال صحتي، وبعدها بدأ يخطط شريكي وزملائي لمراوغتي. وكان الأمر أشبه بإنتهازية مرتزقة، سهلة وبسيطةquot;. وفي ما يتعلق بالجهود التي بذلها غيتس لتخفيض حصة شريكه (ألين) في مايكروسوفت، أوضح ألين إن تلك الجهود كُلِّلت بالنجاح (حيث طلب غيتس منه أن يحصل على 60 % من شراكتهم). وأضاف quot;في تلك اللحظة، مات شيء بالنسبة لي. كنت أعتقد أن شراكتنا قائمة على الوضوح والصفاء، لكني رأيت أن مصلحة بيل الشخصية تجاهلت كل الاعتبارات الأخرىquot;.

وقال أشخاص كانوا على دراية بتفاصيل العلاقة التي كانت تجمع بين الرجلين إن محاولات غيتس لتقليل حصة ألين في الشركة تعكس المخاوف التي كانت تراوده من أن ألين لم يكن يعمل بما فيه الكفاية ولم يكن ملتزماً تجاه الشركة. ومع نمو مايكروسوفت، بدأت تجتذب مزيد من الأشخاص من أمثال غيتس الذين اهتموا بتطوير مايكروسوفت.