تلقى الزعيم الليبي معمر القذافي ضربتين، وهما خسارة ولاء وزير الخارجية موسى كوسى وهو أحد أصدقائه الحميمين ويعلم الكثير عن خفايا نظام العقيد، وأخبار مفادها أن مسؤولين عن وكالة الاستخبارات الأميركية تعمل مع الثوار المناوئين للحكومة في غرب ليبيا.


موسى كوسى

طرابلس: قلّة قليلة من المسؤولين يعلمون علم اليقين بخفايا النظام الليبي مثلما يعلم موسى كوسى الذي كان قائد استخبارات الكولونيل القذافي لمدة 15 عامًا وكان له ndash;وفق صحيفة كريستيان ساينس مونيتر - علاقة مع وكالة الاستخبارات الأميركية في خلال القضاء على مخططات أسلحة الدمار الشامل الليبية.

ويقول فواز جرجس مدير مركز الشرق المتوسط في جامعة لندن للاقتصاد quot;إنّ موسى كوسى كان من أقرب المقربين إلى القذافي. فهو لم يكن مصمم السياسة الخارجية وحسب بل أيضًا عمليات الأمن وبخاصة عبر المحيط. فإن كوسى يعلم كل ألاعيب القذافي الوسخة، لذلك يعتبر انعدام ولائه ضربة قاضية للقذافيquot;.

غير أن الحكومة الليبية لم تكترث لغياب كوسى. في هذا الصدد، قال المتحدث باسم النظام موسى ابراهيم: quot;نحن لا نعتمد على أشخاص لحل النزاع. إنه نزاع أمة بأكملها لا تعتمد على أفراد أو مسؤولين مهما كانت مرتبتهم عالية.quot;

أما على ساحة الحرب، فقد أزاحوا في غضون يومين المتمردين 150 ميلًا إلى الوراء، فانحسروا في أجدابيا. وقد زرعت القوات المناصرة للنظام ألغامًا على طول الطريق لتمنع تقدم المتمردين.

ويقول جرجسquot; إن الحلفاء يقودون حربًا على الجبهتين أي حملة سياسية ودبلوماسية إضافة إلى الضربات الجوية وانعدام ولاء كوسى،إلى جانب طرد خمسة دبلوماسيين ليبيين من لندن أمس، وهي علامات أولى لهذه الحرب.quot;

ولم يستخدم خطاب نشره أمس مكتب وزارة الخارجية البريطانية عبارة quot; انعدام الولاءquot; عندما وصفت كوسى بأنه quot;استقال من منصبه بإرادته الخاصة.quot; وأضاف: quot; نحن نشجع كل من يحيط بالقذافي على تركه وعلى احتضان مستقبل أفضل يتيح المرحلة الانتقالية السياسية والإصلاح الحقيقي.quot;

غير أن وزير الخارجية البريطاني ويليام هايغ قال يوم الخميس إن كوسىquot; لم يربح الحصانة من الادّعاء عليهquot; في المحاكم البريطانية والعالمية.

ففي العام 1980، تم طرد كوسى لقوله إنه سيقضي على المنشقين الليبيين القاطنين في البلد، كما تربطه بعض التقارير بتخطيط تحطيم الطائرة فوق لوكربي في العام 1988.

وأتى هذا الخبر في حين أن الرئيس أوباما وقع على وثيقة تتيح عمليات سافرة في ليبيا.

وأشارت التقارير في النيويورك تايمز أن عناصر وكالة الاستخبارات الأميركية نشرت عناصرها في الجانب المتمرد من ليبيا الشرقية.

وقد وافق مجلس الأمن في 18 مارس / آذار على السماح بكل quot;الوسائل الضروريةquot; لحماية المدنيين ولكنه استبعد أي تدخل عسكري على الأراضي الليبية.

وقد برهنت انتكاسات المتمردين في الأيام الأخيرة أن قواتها لا يمكنها ان تسود مقابل مناصري القذافي من دون دعم خارجي جسيم، إلا أن الثوار تراجعوا بسرعة مترجّين quot;وضع استراتيجيات افضل لمواجهة هذه القوةquot;.

ويقول هايغ إنّ استقالته تعني أن نظام القذافي يتفكك. كما أن جرجس يقول إن كوسى كان العقل الأكبر، وأن خروج رجل كهذا وكفّه مضرج بالدماء يعني أن ثمة العديد من الاشرار سيلوذون بالفرار وأن الغرب يضيّق الخناق على رجال القذافي.


عائلات ضحايا الاعتداء على طائرة اوتا الفرنسية تطلب الاستماع إلى كوسى

دعت عائلات الضحايا ال170 في الاعتداء على طائرة من طراز quot;دي.سي10quot; تابعة لشركة اوتا الفرنسية في ايلول/سبتمبر 1989، الجمعة نيابة باريس المتخصصة في مكافحة الارهاب الى الاستماع لوزير الخارجية الليبي المستقيل موسى كوسا.

واعلن موسى كوسا (59 سنة) الذي كان رئيس جهاز الاستخبارات الليبي بين 1994 و2009 استقالته الاربعاء ولجأ الى بريطانيا.

وقال ممثلو عائلات الضحايا في بيان quot;اليوم اعيد توزيع الاوراق وقد تكون لموسى كوسى افادات جديدة يدلي بها حول الاعتداء الذي ارتكبته ليبيا بحق طائرة دي.سي10 لشركة اوتا، والتي من شأنها ان تكشف تورط اشخاص اخرين محتملينquot;.

وفي 19 ايلول/سبتمبر 1989، انفجرت طائرة من طراز دي.سي10 تابعة لشركة اوتا كانت تقوم برحلة بين برازافيل وباريس توقفت في نجامينا، فوق صحراء النيجر ما اسفر عن مقتل 170 راكبا وافراد الطاقم بمن فيهم 54 فرنسيا.

واستذكرت عائلات الضحايا ان quot;القاضي المكلف التحقيق في الملف جان لوي بروغيير استمع الى موسى كوسى ولم يوجه له اي تهمة حينهاquot;.

واضافت ان موسى كوسا quot;قد يساعد خصوصا في كشف مكان عبد الله السنوسي، صهر العقيد القذافي والمدبر الاساسي للاعتداءquot;.

وحكمت محكمة الجنايات في باريس في 2009 بالسجن مدى الحياة غيابيا على ستة مساعدين ليبيين بتهمة ارتكاب الاعتداء بمن فيهم عبد الله السنوسي.

واعلنت العائلات ان quot;مذكرات التوقيف الدولية التي تعنيهم ما زالت سارية حتى 2019quot;.

ولم تعترف ليبيا بمسؤوليتها في الاعتداء لكنها وافقت سنة 2004 على دفع 170 مليون دولار تعويضا لعائلات الضحايا.

من جانب اخر اعلن القضاء الاسكتلندي الخميس انه يريد استجواب وزير الخارجية الليبي السابق بشأن اعتداء لوكربي الذي اسفر عن 270 قتيلا بينهم عدد من الاميركيين في 1988.

ولم يدن بذلك الاعتداء سوى عبد الباسط المقرحي الذي افرج عنه لاسباب انسانية في اب/اغسطس 2009.