القدس: بعد نصف قرن على اعتقال ومحاكمة واعدام آدولف ايشمان مهندس quot;الحل النهائيquot;، تشرف ملاحقة مجرمي الحرب النازيين على نهايتها.

وقال ديفيد سيلبركلانغ المؤرخ في نصب ضحايا محرقة اليهود (ياد فاشيم) في القدس quot;نشارف على النهاية. الزمن لا يقهر وبالتأكيد لم تعد هناك سوى حفنة صغيرة من النازيين الاصغر سنا من ديميانيوكquot;.

ويحاكم جون ديميانيوك (90 عاما) هو حارس سابق لمعتقل سوبيبور النازي في بولندا، حاليا امام محكمة المانية لدوره في قتل 28 الف يهودي. وقد طلبت النيابة معاقبته بالسجن ست سنوات.

وقال مطارد النازيين الاسرائيلي افراييم زوروف انه بسبب عدم وجود شهود او بسبب عجزه عن الادلاء بشهادة،quot;، يمكن ان تكون محاكمة المجري ساندور كيبيرو في الخامس من ايار/مايو المقبل واحدة من آخر المحاكمات هذه مع ان quot;مئات ان لم يكن آلاف النازيين السابقين ما زالوا فارينquot;.

وذكر مركز سيمون فيزنتال المتمركز في لوس انجليس والمتخصص بالبحث عن مجرمي الحرب النازيين ان كيبيرو (97 عاما) كان ضمن مجموعة ضباط مجريين نظموا قتل مئات المدنيين في نوفي ساد في صربيا في 23 كانون الثاني/يناير 1942.

الا ان زوروف مدير الفرع الاسرائيلي لمركز فيزنتال الذي يحمل اسم مؤسسه عبر عن ارتياحه للنجاحات التي سجلت في العقد الاخير حيث تم اتهام حوالى تسعين مجرم حرب نازي وصدرت احكام على 77 في العالم.

وفي 2002، ساهم المركز في اطلاق quot;عملية الفرصة الاخيرةquot; عبر تقديم مكافآت مقابل معلومات تسمح باتهام مجرمين. وبفضل هذه الحملة مثل اكثر من مئة مشبوه امام القضاء.

فالعام الماضي حكمت حكمة المانية بالسجن مدى الحياة على هاينريش بوري (88 عاما) الضابط في الشرطة السرية السابقة لقتل ثلاثة مدنيين هولنديين بينما سلمت الولايات المتحدة ديميانيوك ليمثل امام محكمة في ميونيخ.

من جهته، سلم سيمون فيزنتال (1908-2005) الذي نجا من معسكرات الموت، المحققين الدوليين معلومات ادت خصوصا الى اعتقال عدد من المشبوهين وخصوصا ادولف ايشمان وفرانتس شتانغل القائد السابق لمعسكري سوبيبور وتريبلينكا.

وسلم شتانغل الذي اوقف في 1967 في شتانغل الى المانيا الاتحادية حيث حكم عليه في 1970 بالسجن مدى الحياة في مجزرة راح ضحيتها 900 الف شخص. وقد توفي بازمة قلبية بعد ستة اشهر من صدور الحكم.

وسمح مطاردون آخرون بينهم خصوصا سيرج كلارسفيلد وزوجته بياتي بتوقيف مجرمين نازيين بيهم كلاوس باربي quot;جزار ليونquot; الذي عذب حتى الموت زعيم المقاومة الداخلية الفرنسية جان مولان في 1943.

وتوفي كلاوس باربي في السجن حيث كان يمضي حكما بالسن مدى الحياة صدر عليه في الرابع من تموز/يوليو 1987 اثر ادانته بجرائم حرب ضد الانسانية نظرا لدوره في تهجير 76 الف يهودي من فرنسا الى معسكرات الموت.

واعترف زوروف في مقابلة مع وكالة فرنس برس quot;حاليا نحاول تمديد نشاطنا لكن فرص اعتقال مجرمي حرب آخرين تتضاءل يوما بعد يومquot;.