يؤكد التدخل العنيف لقوات الامن العراقية ضد معسكر لحركة مجاهدي خلق الايرانية المعارضة، النفوذ المتزايد لايران في العراق، على حساب واشنطن.


بغداد: في تصريح لوكالة فرانس برس، قال حميد فاضل استاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد، quot;ليس من مصلحة بغداد ان تجاهر بموقف معاد حيال ايران لانها جارها الرئيسي والقوة العظمى في المنطقة والبلد الذي يملك وسائل اكثر من سواه للتدخل في العراقquot;.

وفي الثامن من نيسان/ابريل، اندلعت صدامات مع مجاهدي خلق عندما دخل الجيش العراقي معسكر اشرف الذي يبعد 80 كلم شمال بغداد حيث يستقر منذ الثمانينات حوالى 3500 عضو في هذه المنظمة.

واكد متحدث باسم الامم المتحدة الخميس في نيويورك ان 34 معارضا ايرانيا لقوا مصرعهم وان معظم الضحايا ومنهم نساء قتلوا بالرصاص. وقال المتحدث باسم المفوضية العليا للامم المتحدة لحقوق الانسان في جنيف روبرت كولفيل، ان هناك quot;عشراتquot; الجرحى ايضا.

وكانت السلطات العراقية تتحدث حتى الان عن ثلاثة قتلى. وردا على اسئلة وكالة فرانس برس، اتهم المتحدث باسم الحكومة العراقية علي الدباغ حرس مجاهدي خلق بقتل اشخاص كانوا يحاولون الفرار من المعسكر.

واضاف quot;سنجري تحقيقا حول هذه القضية لان قواتنا الامنية تعتقد ان ما حصل كان من عمل حراسهم (مجاهدي خلق) الذين قتلوا من كانوا يريدون الفرار. وقد قاموا بأعمال مشابهة في السابقquot;.

واشاد وزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي بتصرف بغداد، مشددا على انه quot;يجب على العراقيين الا يؤوا مجموعات ارهابيةquot;.

واللافت للنظر ايضا هو ان هذه العملية ضد مجاهدي خلق قد تزامنت مع زيارة الى بغداد قام بها وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس الذي اتهم ايران بالسعي الى إحداث اضطرابات في المنطقة.

وردا على سؤال الاربعاء عن التزامن بين هذه الزيارة والهجوم على معسكر اشرف، اجاب ضابط اميركي رفيع المستوى بالقول quot;اعتقد انه تزامن ذو معنىquot;.

واضاف quot;من الواضح ان ايران ستحاول بسط نفوذها ... لكن كلما دفع الايرانيون في هذا الاتجاه، واجهوا رد فعل من العراقيينquot;.

ويغادر آخر 50 الف جندي اميركي العراق قبل نهاية السنة، وتبذل الولايات المتحدة جهدها لاقناع بغداد بالسماح ببقاء قسم من هذه القوات لتدريب الجنود العراقيين.

وقال فاضل ان quot;الولايات المتحدة تمارس ضغوطا لبقاء مجاهدي خلق في العراق، لكن بغداد ادركت ان هذه الضغوط ستتلاشى مع انسحابهم المقبلquot;.

ومجاهدو خلق موجودون في العراق منذ 1981، بدعوة من الرئيس العراقي السابق صدام حسين الذي كان يخوض حربا ضد ايران.

ويرغب العراق في ان يغادر مجاهدو خلق البلاد قبل نهاية السنة، اي بالتزامن مع انسحاب الجيش الاميركي.

وباتخاذه المبادرة ضد المعارضين الايرانيين، يكون المالكي قد وفى دينه حيال طهران. فعندما حل في المرتبة الثانية في الانتخابات النيابية قبل سنة، بعد المرشح العلماني اياد علاوي، استمر في منصبه بفعل ضغوط مارستها طهران على مختلف الفصائل السياسية الشيعية لحملها على دعمه.

وقد امضى قسم كبير من الوزراء والنواب العراقيين الذين كانوا يعارضون صدام حسين ويشاطرون طهران مذهبها الشيعي، سنوات طويلة في ايران.