تكرار إطلاق صفة المندسين بين المتظاهرين السّوريين خلال الأيام الماضية دفعت بإيلاف لسؤال قرائها عن مدى حقيقة هذه التهمة التي يردّها المعارضون السّوريون وتؤكدها السلطات في دمشق. واعتبرت غالبيّة المشاركين في استفتاء إيلاف الأسبوعيّ أنّ إطلاق هذه التهمة ما هو إلا ذريعة رسميّة واهية.


رسم بيانيّ لنتائج إستفتاء إيلاف الأسبوعيّ

عبد الرحمن الماجدي: ينتظر معظم السوريين هذا الاسبوع تطبيق التوجيهات التي أطلقها الرئيس السوري بشار الأسد عشية الاحتفال بذكرى جلاء القوات الفرنسية يوم السبت الماضي خلال أول اجتماع له مع طاقم الحكومة الجديدة التي تشكلت بعد انطلاق التظاهرات المطالبة بحرية الاعلام والتظاهر وإيقاف العمل بقانون الطواريء، بل وطالبت بعضها الالتحاق بقطار تونس ومصر الذي أطاح بالرئيسين زين العابدين بن علي وحسني مبارك بالتتابع بانتظار أن يأتي رئيس جديد عبر الانتخابات.

وقد حدا هذا الخطاب بمعارضين سوريين باعتباره خطوة إيجابية في طريق الإصلاح إلاّ أنهما أكدا ضرورة ترجمة هذا الخطاب على أرض الواقع.

فقد قال المعارض السوري المحامي هيثم المالح إن quot;الخطاب هو توجيه للحكومة وليس موجهًا إلى الشعب، ومع ذلك نأمل أن يتم ترجمة هذا الخطاب عملاً وفعلاًquot;.

ورأى المالح وجود quot;أشياء إيجابية في الخطاب منها التأكيد على إلغاء قانون الطوارئ الأسبوع المقبل، متمنيًا quot;أن يترجم ذلك من خلال إطلاق سراح جميع سجناء الرأي والسياسيينquot;، حسب قوله.

كذلك رأى رئيس الرابطة السورية لحقوق الانسان عبد الكريم ريحاوي أنه quot;خطاب يدعو إلى التفاؤل ونحن بانتظار أن تقوم الحكومة بترجمة الخطاب على أرض الواقع أن يتم تنفيذ ذلك عكس التيارquot;.

وبيّن الريحاوي أن الأسد quot;أصدر منذ أيام مراسيم وقرارات هامة وأعتقد ان هناك كثير من القرارات سوف تصدر عن الحكومة لأجل خدمة الشعب السوري وإنهاء حال الاحتقانquot;.

فيما تظاهر بعض السوريين ردًّا على الخطاب الذي اعتبروه يحمل وعودًا فقط دون تحقيق، والتي قد وجدت وسائل الاعلام السورية فيهم مندسين يريدون إخراج مطالب المتظاهرين عن وجهاتها التي لاتحقق سوى القتل والخراب، حسب هذه الوسائل الرسمية.

وقد تكررت صفة المندسين بين المتظاهرين في المدن السورية منذ بدء التظاهرات فيها منتصف شهر آذار الماضي من قبل وسائل الاعلام السورية كإشارة للمخربين الذين يريدون إخراج مطالب التظاهرات لغير ما يبتغيه القائمون بها.

لكن معظم تجمعات المعارضة السورية في الداخل والخارج نفت تلك التهمة معتبرين أن جميع المتظاهرين متفقون على مطالب واحدة لا تستوجب وجود مندسين بينهم.

غير أن تكرار هذه التهمة تسببت بموجة من الردود من قبل المعارضين حد وصف بعضهم بأنه مندس ويفتخر باندساسه بين المتظاهرين.

ومع مواصلة التظاهرات ووعود السلطات السورية بأنها ستحقق مطالب المتظاهرين تراجع إطلاق هذه الصفة خاصة بعد تكرار الحديث عن وجود مسلحين يطلقون النار على رجال الأمن والمدنيين وهو ماتسبب بمقتل العشرات منهم خلال كل تظاهرة، حيث يستمر نفي المعارضة عن وجودهم وإصرار السلطات، التي عرضت شاحنة أسلحة تقول إنها ألقت القبض عليها عند الحدود العراقية السورية، إضافة إلى اتهامات سورية غير رسمية لدول عربية بالتورط فيما يجري من أحداث في المحافظات السورية.

تكرار صفة المندسين بين المتظاهرين السوريين حدت بإيلاف سؤال قرّائها عن مدى حقيقة هذه التهمة التي يردها المعارضون السوريون وتؤكدها السلطة.

فقد وجد ما نسبتهم 75.91% (9148) أنها ذريعة واهية فيما وجد سواهم 24.09% (2903) أن وجود المندسين هو حقيقة واقعة. وقد بلغ عدد المشاركين بالاجابة عن سؤال الاستفتاء 12051.

وكانت التظاهرات في سورية قدبدأت بعد خروج عدد من ذوي المعتقلين أمام مبنى وزارة الداخلية السورية مطالبين باطلاق سراحهم منتصف شهر آذار الماضي وتزامن مع اعتقال السلطات في درعا جنوب دمشق لفتيان كتبوا شعارات تطالب باسقاط النظام، وطالب ذووهم بطلاق سراحهم دون أن تستجيب السلطات المحلية لذلك مما حدا بالاهالي للتظاهر بعد صلاة الجمعة حيث قتل عدد من المتظاهرين فيها، الأمر الذي تسبب بامتداد التظاهرات لمدن سورية أخرى في الوسط والشمال والجنوب، تطالب معظمها بمحاسبة المفسدين وايقاف العمل بقانون الطوارئ وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين وتشريع قانون للإعلام وإلغاء العمل بالمادة الثامنة من الدستور السوري الذي يعتبر حزب البعث الحاكم قائدًا في المجتمع والدولة.

ويرى متابعون أن إيقاف العمل بقانون الطوارئ سيطلق سراح مئات المعتقلين السياسيين وسيطلق حرية التظاهر أيضًا. لكن يتوقع هؤلاء المتابعون أن تستمر التظاهرات من أجل تحقيق أكبر عدد من المطالب.