نيويورك: صرح دبلوماسيون ان الدول ال15 في مجلس الامن الدولي لم تتوصل الى توافق الاربعاء بشأن اصدار بيان مشترك يدين القمع الدامي في سوريا.
واوضح الدبلوماسيون انه بعد انتهاء المشاورات المغلقة، دعت الدول الغربية الاعضاء في مجلس الامن الى اجتماع علني يمكنها من التعبير عن استيائها من القمع الذي يمارسه نظام الرئيس السوري بشار الاسد.
واضافوا ان روسيا والصين رفضتا مشروع بيان تقدمت به بريطانيا وفرنسا والمانيا والبرتغال يدين تدخل الجيش واطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين في سوريا.
بدوره، قال مساعد السكرتير العام للامم المتحدة للشؤون السياسية لين باسكوي إن quot; قمع السلطات السورية لشعبها quot; ليس الحل داعيا دمشق الى الاستجابة للتطلعات quot; الشرعية quot; للشعب عبر حوار شامل واصلاحات حقيقية.
واوضح باسكوي امام مجلس الامن في جلسة مفتوحة حضرها مندوب سوريا بالامم المتحدة بشار الجعفري ان quot; القمع ليس الحل .. يجب ان يستجيب حوار شامل واصلاحات حقيقية للتطلعات الشرعية للشعب السوري ويستعيد الثقة ويضمن السلم والنظام الاجتماعي quot;. واشار الى انه quot; برغم وعود الاصلاح فانه في الحقيقة جرى تكثيف القمع الحكومي بصورة درامية quot;.
واضاف انه بـ quot; الاخذ في الاعتبار الاوضاع التي تشبه الحصار فانه من الصعب تأكيد معلوماتنا ولكن مصادر موثوق فيها تبلغ بصورة متناسقة عن استخدام نيران المدفعية ضد المدنيين العزل وحملة اعتقالات في المنازل واطلاق نار باتجاه المسعفين الذين يحاولون مساعدة الجرحى quot;.
وقال ان هناك تقارير تفيد بوجود نقص في الادوية والمياه والغذاء مشيرا الى ان هذا قد يصبح قضية انسانية كبيرة خلال الايام المقبلة.
واضاف ان الامم المتحدة تطلب الدخول الى تلك المناطق وبشكل رئيسي المخيمات التابعة لوكالة الامم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (اونروا) في سوريا لتقييم الاحتياجات الانسانية وتقديم تقرير صحيح عن قرب بشأن تطورات الاوضاع فيها. وشدد على ان quot; التداعيات الاقليمية للوضع في سوريا محل قلق وخاصة بالنسبة لجيرانهاquot;.
من جانبها قالت سفيرة الولايات المتحدة لدى الامم المتحدة سوزان رايس ان بلادها تدين بـquot; أقوى العبارات الممكنة العنف البغيض الذي تستخدمه الحكومة السورية ضد شعبها quot;.
واضافت رايس quot; حكومتي تطالب الرئيس السوري بشار الاسد بتغيير المسار والالتفات لدعوات شعبه وندعو المجتمع الدولي ايضا الى الرد على هذه القمع الوحشي وتحميل المسؤولية لهؤلاء الذين يرتكبون تلك الانتهاكات الجسيمة لحقوق الانسان quot;.
واشارت الى ان الولايات المتحدة اعربت عن موقفها للحكومة السورية quot; ونحن ندرس مجموعة من الخيارات منها عقوبات مستهدفة للرد على الاستخدام الشنيع والمستمر للعنف ضد المحتجين السلميين quot;.
وعلق دبلوماسي رفض كشف هويته quot;سرعان ما اتضح انه لن يكون هناك تفاهم على بيانquot;.
وقال دبلوماسي اخران مشروع البيان الذي وزعته بريطانيا وفرنسا والمانيا والبرتغال منذ الاثنين داخل مجلس الامن quot;يدين العنف ويوجه نداء لضبط النفسquot;.
وتؤكد الدول المذكورة تاييدها للنداء الذي وجهه الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الجمعة الفائت بهدف اجراء تحقيق quot;شفافquot; بعد مقتل مئات المتظاهرين السوريين خلال الاسابيع الاخيرة.
كذلك، تاخذ الدول علما بمبادرة الرئيس السوري بشار الاسد لجهة الغاء قانون الطوارىء المطبق منذ نحو خمسين عاما وتشدد على اهمية سوريا بالنسبة الى الاستقرار في الشرق الاوسط، وفق الدبلوماسي.
ومنذ بدء الانتفاضة الشعبية في سوريا في منتصف اذار/مارس، قتل 450 شخصا على الاقل وفق حصيلة لوكالة فرانس برس تستند الى منظمات غير حكومية ومجموعات سورية معارضة.
واشنطن: على الاسد ان quot;يغير سلوكه الانquot;
اعلنت السفيرة الاميركية لدى الامم المتحدة سوزان رايس خلال جلسة لمجلس الامن الاربعاء ان على الرئيس السوري بشار الاسد ان quot;يغير سلوكه الانquot; ويكف عن القمع الدامي للمتظاهرين.
وقالت رايس بعدما اخفق مجلس الامن في التفاهم على بيان يدين اعمال العنف في سوريا، ان على المجتمع الدولي ان يوحد موقفه لادانة القمع في هذا البلد.
وابلغ مسؤول في الامم المتحدة المجتمعين ان ما بين 350 و400 شخص قتلوا في سوريا منذ منتصف اذار/مارس الفائت.
روسيا: القمع في سوريا لا يهدد الامن الدولي
ابلغت روسيا اعضاء مجلس الامن الدولي خلال اجتماعهم الاربعاء ان قمع المتظاهرين السوريين لا يشكل تهديدا للامن الدولي، محذرة من ان التدخل الاجنبي في هذا البلد قد يؤدي الى حرب اهلية.
وقال نائب المندوب الروسي لدى الامم المتحدة الكسندر بانكين امام اعضاء مجلس الامن ال15 ان قمع النظام السوري للمعارضين quot;لا يشكل تهديدا للامن والسلام الدوليينquot;.
واضاف ان quot;التهديد الفعلي للامن الاقليمي قد ينبع من التدخل الخارجيquot;، معتبرا ان quot;نهجا كهذا يؤدي الى دورة عنف لا تنتهيquot; وقد يفضي الى حرب اهلية.
وعقد مجلس الامن جلسة خصصها للتطورات في سوريا بعدما اخفق في التوافق على بيان مشترك يدين اعمال العنف التي اسفرت عن مقتل المئات في هذا البلد.
باريس تريد بحث عقوبات اوروبية ضد سوريا
اعلن وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه الاربعاء ان باريس تعتزم البحث مع الاتحاد الاوروبي في امكان فرض عقوبات على سوريا وتعمل في الامم المتحدة من اجل ادانة قمع نظام الرئيس بشار الاسد للمحتجين.
وقال جوبيه في بيان ان quot;استمرار القمع في سوريا امر غير مقبول مثلما اكد رئيس الجمهورية (نيكولا ساركوزي)quot;.
واضاف quot;اننا نتحرك في اربعة اتجاهات: بالتعبير بشكل واضح للسلطات السورية عن تنديدنا .. والعمل في مجلس الامن من اجل اصدار بيان يدين القمع ويدعو الى وقف اعمال العنف، ودرس امكان فرض عقوبات مع شركائنا في الاتحاد الاوروبي، والدعوة الى تحرك شديد في مجلس حقوق الانسانquot;.
وتابع ان quot;فرنسا تنشط من اجل ان يوضع حد فوري لاعمال العنف هذه وتجد السلطات السورية حلا سلميا لتطلعات شعبهاquot;.
وتسعى باريس لتشديد اللهجة حيال النظام السوري بدون الوصول حتى الان الى الطعن في شرعيته مثلما فعلت في ليبيا حيث تشارك في العمليات العسكرية ضد قوات الزعيم معمر القذافي الذي تطالب برحيله.
واستدعت باريس الاربعاء مثل عدد من الدول الاوروبية الاخرى السفير السوري لشجب اعمال العنف بحق المتظاهرين. ومن المقرر عقد اجتماع لمندوبي دول الاتحاد ال27 الجمعة في بروكسل لبحث مسالة فرض عقوبات على سوريا.
وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان الاربعاء عن سقوط 453 قتيلا منذ بدء الحركة الاحتجاجية في 15 اذار/مارس ضد نظام الرئيس بشار الاسد.
قطر تدعو الى معالجة الازمة بquot;الحوار وفي البيت السوريquot;
دعت قطر الى معالجة الازمة في سوريا بquot;الحوار البناءquot;، واملت ان يتم ذلك quot;في الاطار السوري وفي اسرع وقتquot;.
وقال رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني خلال مؤتمر صحافي مشترك ليل الاربعاء مع رئيس الوزراء المصري عصام شرف ردا على سؤال حول القيام بتحرك عربي لوضع حد لما يجري في سوريا، quot;قطر لديها علاقات مميزة مع سوريا ونحن نتالم لما يجري في سوريا ونامل ان العقل والحكمة هي التي تسود في حل هذا الموضوع بشكل عاجلquot;.
ودعا الى اعتماد quot;الحوار البناء للوصول الى نتيجة تلبي طموحات الشعب السوري وتلبي الاستقرار في سوريا الشقيقةquot;، واضاف quot;نامل ان يحل (الامر) في البيت السوري وفي الأطار السوري وفي أسرع وقتquot;.
وبدأت الضغوط تزداد على نظام الرئيس السوري بشار الاسد الذي يواجه استقالات جماعية من الحزب الحاكم بعد ان دعته المعارضة الى القيام بتحول ديموقراطي حقيقي في البلاد او مواجهة quot;ثورة شعبيةquot; تطيح به.
التعليقات