أكسب مقتل زعيم تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن، أمس الاثنين، في عملية قامت بها قوة أميركية، خاصة ضد مجمع كان يوجد فيه مؤسس تنظيم القاعدة في أبوت أباد الباكستانية، العديد من النقاط للرئيس باراك أوباما، الذي يراهن، حسب مراقبين، على هذه الورقة لدعم حظوظه السياسية.


زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن وأيمن الظواهري

الرباط: اعتبر سعيد لكحل، الباحث المهتم بالحركات الإسلامية في المغرب، أن توقيت قتل بن لادن لم يكن مبرمجًا وفق أجندة سياسية معينةquot;، مشيرًا إلى أنه quot;طالما قُتل في هذا الوقت، فالأكيد أنه سيعطي دعمًا سياسيًا للرئيس أوباما، ويقوّي حظوظ فوزه في الرئاسيات المقبلةquot;.

وأضاف سعيد لكحل، في تصريح لـ quot;إيلافquot;، إن quot;مقتل بن لادن هو إنجاز سياسي مهم توّج به أوباما ولايته الأولى، وحقق به واحدًا من وعوده للأميركيين أثناء حملته الانتخابية. فبن لادن كان كابوسًا حقيقيًا للأميركيين، أرّقهم على مدى عقد من الزمانquot;.

وحول توقيت تنفيذ العملية، قال الباحث المهتم بالحركات الإسلامية quot;شخصيًا، لا أعتقد أن للإدارة الأميركية دخلاً مباشرًا في اختيار التوقيت وتحديده، بل هي المعطيات الاستخباراتية التي توافرت للإدارة الأميركية، التي تمكنها من إنجاز العملية بنجاح. ذلك أن عمل الاستخبارات ظل متواصلاً على مدى عقد من الزمن، من دون أن تتمكن الأجهزة الأمنية من رصد مكان بن لادن بدقة، تسمح بتنفيذ عملية قتله. ولما توافرت المعلومات الأكيدة والمضبوطة انتقلت الأجهزة المختصة إلى التنفيذ بنجاحquot;.

ردًا على سؤال لـ quot;إيلافquot; حول سبب قتل الأميركيين بن لادن وعدم اعتقاله، أكد سعيد لكحل quot;لا شك أن بن لادن هو رمز لكل التنظيمات الجهادية وأيقونتها المقدسة. وإذا تم اعتقاله حدث سعار وهيجان عبر كل دول العالم، حيث توجد هذه التنظيمات. وقد يرافق عملية الاعتقال احتجاجات واسعة في صفوف الجاليات المسلمة حيثما وجدت. وهذا من شأنه أن يضاعف من أعمال العنف، ويزيد من مخاطر تنفيذ عمليات إرهابية. لهذا لم يكن للأميركيين خيار غير قتل بن لادن، وليس اعتقالهquot;.

واعتبر الباحث المهتم بالحركات الإسلامية أن quot;بن لادن لم تنته صلاحيته لأنه يمثل رمزًا وكاريزما للجهاديين جميعهم، ولتنظيم القاعدة. من هذه الناحية سيظل كذلك حتى بعد مقتله. أما على المستوى التنظيمي، فتنظيم القاعدة له بنية داخلية خاصة فيه تجعل خلاياه وفروعه تعمل بشكل مستقل عن القيادة الروحية والسياسية للتنظيم الأمّquot;.

وذكر سعيد لكحل أن quot;القاعدة ليس تنظيمًا هيكليًا ومركزيًا له قيادة ومؤسسات مركزية تتحكم في كل مفاصل التنظيم وفروعه، بل هو تنظيم (هلامي) يتشكل من خلايا وتنظيمات فرعية، محلية أو إقليمية، لها شبه استقلالية في التنظيم، والاستقطاب، والتخطيط، وتنفيذ العمليات الإرهابية. لذا فالعلاقة التي تربط التنظيم الأمّ بالفروع والخلايا هي علاقة موالاة وبيعة، تترك لها كل الحرية في التصرف وفق المعطيات الميدانية حسب كل دولةquot;.

وأوضح الباحث المهتم بالحركات الإسلامية أن quot;هذه الخاصية التنظيمية تجعل وجود هذه الفروع والخلايا لا يتوقف على الدعم المباشر من المركز، ولا حتى الإجازة لهاquot;، مبرزًا أن quot;كثيرًا من هذه الفروع تشكلت خارج تنظيم القاعدة، ثم أعلنت ولاءها له، كما هو حال تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، الذي غيّر اسمه من الجماعة السلفية للدعوة والقتال، وأعلن ولاءه إلى أسامة بن لادن سنة 2007quot;.

وأضاف سعيد لكحل quot;من هنا تظل استمرارية هذه الفروع مشروطة بقدراتها الذاتية على الاستقطاب والتجنيد والتخطيط للعمليات الإجراميةquot;، مشيرًا إلى أنه quot;في هذه الحالة لن يتأثر نشاط هذه الفروع والخلايا الإرهابية بمقتل بن لادن، بل قد تُصَعّد من نشاطها انتقامًا لمقتله، الذي أصابها في كرامتها وهزّ نفوس أعضائها. إنه تحدٍّ ستضطر إلى ركوبه للرد على مقتل quot;الأيقونةquot; عبر التخطيط وتنفيذ عمليات نوعية تريدها موجعة للولايات المتحدة وكل المتعاونين معها، وفي مقدمتهم باكستان نظامًا ودولةquot;.

وقال الباحث المهتمّ بالحركات الإسلامية quot;بالتأكيد أن المصالح الغربية والرعايا سيكونون الهدف الرئيس للعمليات الانتقامية التي ستنفذها التنظيمات المرتبطة بتنظيم القاعدة. وهذا المعطى سيفرض على دول العالم، وخاصة الغربية منها، اتخاذ أعلى درجة الحيطة واليقظة، ورفع مستوى التنسيق الأمني والاستخباراتي، لرصد المخططات الإرهابية، وتوجيه ضربات استباقية تجنب وقوع الكارثةquot;.