أكد وزير السياحة اللبناني فادي عبود لـ quot;إيلافquot; أن فتحه لملف quot;كازينو لبنانquot; وسرده للفضائح والتجاوزات التي تجري داخله، إنما يهدف الى تصحيح وضعه وإعادة الصورة التي كان عليها منذ افتتاحه في العام 1959، أي مؤسسة سياحية رائدة، تعتبر الاهم في لبنان، لا ياخورًا للقمار (الميسر) كما هي حاله اليوم. معلنًا أنه من الأفضل إقفاله إذا ما استمر في انحداره.
قال وزير السياحة اللبناني فادي عبود لـ quot;إيلافquot; إن الفكرة وراء إنشاء الكازينو كانت تقوم على جذب السياح العرب والأجانب لمشاهدة أجمل الاستعراضات المسرحية العالمية وارتياد صالات الألعاب للميسورين منهم، أو تناول العشاء في مطعمه الفاخر المطل على خليج جونيه.
ويضيف عبود، لكن ما نشهده اليوم هو التراجع الكبير في عدد السياح الذين يرتادونه بحيث أضحى يشكل نسبة 2% فقط من العدد الإجمالي لرواده الذين باتت غالبيتهم من اللبنانيين (70%)، والسوريين (25%)، فيما يعتبر معظمهم من أصحاب الدخل المحدود حتى بات بإمكاننا القول إن quot;كازينو لبنانquot; العريق هذا أصبح مرتعًا لسائقي سيارات الأجرة (التاكسي) ومن هنا مطالبتي مجلس الإدارة باتخاذ إجراءات حازمة تمنع دخول غير الميسورين إليه ورأفة بمواطنينا اللبنانيين الذين ينفقون رواتبهم المتدنية في صالاته ويحرموننها عن أسرهم التي هي بأمس الحاجة إليها.
ويرفض الوزير عبود وهو المحسوب على رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب العماد ميشال عون، اتهامات فريق 14 آذار له بإثارة موضوع الكازينو للنيل من رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، عبر تسديد السهام نحو رئيس مجلس إدارة الكازينو حميد كريدي الذي جاء به الأول متمنيًا عدم إقحام السياسة في هذا الموضوع والنظر اليه من الوجهة السياحية البحتة، متسائلًا ما إذا كان التحذير من إدخال القاصرين الى الكازينو مسًا بالمقامات السياسية.
ويكشف وزير السياحة في هذا الإطار أنه تم ضبط دخول ثلاثة قاصرين الى الكازينو بينهم مراهقة لا تملك مالًا، راحت تتوسل من يقرضها بعضه، حيث يمكن للمرء أن يتصوّر ما قد تتعرض له جراء ذلك، كما أن عشرات المرابين يعملون داخله بحرية وهم جاهزون لـ quot;تصيدquot; من فرغت جيوبهم لأسرهم في شباكهم.
وإذ يبدي الوزير عبود تقديره لأعضاء مجلس الإدارة يلفت الى أن الجمعية العمومية للكازينو التي هي صاحبة الكلمة الفصل في كل شاردة وواردة داخل الكازينو سبق أن أصدرت قرارًا بعدم التوظيف، إلا أن قرارها هذا يخرق من قبل رئيس المجلس وبعض أعضائه وقد بلغه أن الأول أدخل موظفين جددًا قبل مدة، علمًا أن هناك 1600 موظف في الكازينو بينهم حوالى 40 موظفًا لا تطأ أقدامهم الكازينو، إلا يوم دفع الرواتب، فيما أكثر من خمسين موظفًا آخرين يعملون فيه مرة أو مرتين في الأسبوع.
وكرر عبود التأكيد بأنه لا يسعى من وراء عرض ما آل إليه وضع الكازينو من تردٍ الى quot;تصفية حسابquot; مع أحد، بل جل همّه إعادة هذا المعلم السياحي سابق عهده وتطويره عبر خطة محكمة تهدف الى جذب السياح من جميع أقطار العالم والتركيز على أصحاب الثروات الضخمة كي يحولوا وجهتهم من لندن ومونت كارلو الى بيروت، مع ما يعني ذلك من خلق حالة نمو كبيرة، لافتًا الى أنه سبق أن قدم اقتراحات بذلك منها تفريغ الكازينو لمحاولة زيادة الأشغال الفندقي وفرص العمل وتعميمه على المناطق. كذلك العمل على إنشاء أو التعاون مع مكاتب علاقات عامة في كل عواصم العالم وتنظيم رحلات سياحية تأتي من ضمنها زيارة الكازينو. وسأل عبود عن مصير التقرير المعد من شركة quot;ديلوبت أند توشquot; بشأن الوضع الإداري والمالي، وعن سبب تحول هذا التقرير الى quot;سر نوويquot; واختفائه في أدراج رئيس مجلس الإدارة حميد كريدي.
وكان كريدي قد رد على كلام وزير السياحة فادي عبود الذي وصفه بـ quot;التشكيكيquot; موضحًا أن إدارة الكازينو استقبلت ممثلين لعدد من الكازينوهات العالمية الكبرى الذين توخوا معرفة الأسباب والنهج الذي اعتمدته الإدارة الحالية للكازينو والذي أدى الى هذا النمو الكبير في عائداته، في الوقت الذي تشهد هذه الكازينوهات وغيرها عبر العالم انخفاضًا حادًا في مداخيلهاquot;.
وأعلن كريدي في رده، أن حركة دخول الرواد سجلت سنة 2010 40,64% من مجمل الرواد، وليس 5% كما أفاد معاليه. مع العلم أن نمو الربح الصافي لسنة 2010 قد سجل نسبة هائلة هي 69% مقارنة بسنة 2009، كما استغرب رئيس مجلس إدارة كازينو لبنان quot;أن يأتي هذا الكلام التشكيكي في نشاط الكازينو ومداخيله، بعدما استقبلت إدارة كازينو لبنان في تواريخ متفرقة ممثلين لعدد من الكازينوهات العالمية الكبرى كـ Cesar's Palace و MGM والذين توخوا معرفة الأسباب والنهج الذي اعتمدته الإدارة الحالية للكازينو والذي أدى الى هذا النمو الكبير في عائداته، في الوقت الذي تشهد هذه الكازينوهات وغيرها عبر العالم، انخفاضًا حادًا في مداخيلها.
هذا ولم يتردد ممثل كازينو quot;مونتي كارلوquot; المعروف خلال زيارته لنا أخيرًا، في مفاتحتنا بصيغة شراكة مع هذا الكازينو لقناعته بأن ذلك سيرتد بالإفادة على هذا الأخيرquot;. وذكّر كريدي عبود أن تاريخ إقفال كازينوهات تركيا، الذي استشهد به الى سنة 1997 من القرن الماضي. بالتالي يستحيل أن يكون هناك أي علاقة سببية بين هذه الواقعة التاريخية وبين إفادة الكازينو حاليًا من حركة السياح والمغامرين الأتراك.
كذلك اعتبر كريدي، أن استشهاد الوزير عبود بكازينو الشام كمصدر تنافسي يخالف واقع الحال حيث أن الكازينو المذكور الذي افتتح أبوابه منذ أشهر قد توقف عن العمل ابتداء من 1/2/2011.
التعليقات