يبدأ المؤتمر السوري للتغيير أعماله غدًا الأربعاء، وسط توافد مئات من المشاركين إلى مطار أنطاليا، ليجد بعض أعضاء المؤتمر اليوم في quot;استقبالهمquot; موالين للنظام السوري، وأخرج الشبيحة المنتظرون صورًا للرئيس بشار الأسد، وأخذوا يهتفون شعارات مؤيدة، ويحتكون بالوفد، إلى أن تدخل الأمن التركيquot;.


فندق falez في أنطاليا التركية حيث ينعقد مؤتمر لمعارضين سوريين

أنطاليا: قال الناشط السياسي السوري عبد الرحيم بحرو لـquot;إيلافquot; quot;كنا عشرة أشخاص وصلنا إلى مطار أنطاليا اليوم، واستلمنا الحقائب، ولكن اثنين من السوريين سبقونا إلى خارج باب المطار، والغريب في الأمر وجود quot; الشبيحةquot; السوريين في مطار أنطاليا، وسأل quot;الشبيحةquot; أحد أعضاء الوفد الى أين أنتم ذاهبون؟، فأجابه ذاهبون إلى المؤتمر، فأخرج الشبيحة صور الرئيس بشار الأسد، وأخذوا يهتفون شعارات مؤيدة، ويحتكون بالوفد، إلى أن تدخل الأمن التركيquot;.

هذا ووضعت السلطات التركية إجراءات أمنية مشددة على فندق falez، حيث ينعقد المؤتمر، وسط شائعات عن إيفاد أعداد كبيرة من الموالين إلى أنطاليا، واعتزامهم القيام بتظاهرة مؤيدة للأسد أمام الفندق.

من جانبه، قال مالك العبدة رئيس تحرير قناة بردى في تصريح خاص لـquot;ايلافquot; إن إقامة مؤتمر يشمل كل أطياف المعارضة ضرورة وطنية، وخاصة في هذه الأيام، لأن الداخل السوري يريد أن يرى المعارضة السياسية موحدة، كما إن المجتمع الدولي يهمّه أن تتوحد أطياف المعارضة، وذلك لإيجاد بديل سياسيّ من أطياف المعارضة في الداخل والخارج.

ورأى أن عملية توحد المعارضة السورية تحتاج وقتًا، وتمنى ألا يكون طويلاً في هذه المرحلة الحاسمة في مسار الثورة السورية.
وأضاف quot;أهم شيء في المؤتمر أن تظهر المعارضة بمظهر موحد، وأن تنبثق من هذا المؤتمر رموزٌ وطنية، تستطيع أن تبلور رؤية لسوريا المستقبل، وذلك بالتشاور مع كل الأطياف في الداخل والخارجquot;.

إقرأ في إيلاف أيضًا حول الموضوع
رأي فيه البعض مؤامرة وآخرون اعتبروا أنه يمنع حربًا أهلية
مؤتمر أنطاليا... رمال متحركة ترعب السّوريين

وحول أسباب تشرذم المعارضة، أجاب quot;من خلال تجربتي، فإن الأسباب الشخصية هي التي منعت توحد المعارضة السابق، وهي تقف الآن عائقًا أمام جهود التوحدquot;، وقال لا أعتقد أن هناك اختلافًا جوهريًا في السياسات، إلا أن المسؤولية الثورية تخفف من التنافس الشخصيquot;.

وعبّر عن اعتقاده quot;بفشل بروبغندا النظام التي تخوّن بعض أطراف المعارضة وتفرق وتشرذمquot;، وقال إنها لاتجد آذانًا صاغية عند معظم أطراف المعارضة، إلا أن هناك بعض الأفراد تطرب آذانهم عند سماع هذه الإدعاءات، ويحاولون العزف عليها لأسباب شخصية، ولكن هذه الأصوات أصبحت شاذة، والخط الوطني هو دعم الثورة حتى إسقاط النظام، وهناك إجماع وطني على إسقاط النظام، كما حصل في مصر وتونسquot;. وقال quot;إنه جاء ليغطّي المؤتمر، وإنه ليس مشاركًا فيه، وإن خط قناة بردى الإعلامي والسياسي معروفquot;.

من جانبه توقع الناشط السياسي السوري أشرف المقداد للمؤتمر النجاح، وقال quot;هناك روح مسؤولية عالية لمسته من كل المشاركين، وتوقع انتخاب هيئة تمثيليةquot;، وأضاف quot;هناك شخصيات فعالة، وستخدم سوريا خدمة كبيرة. وأنا فوجئت حقيقة بالغضب العميق الذي يشعر به المؤتمرون هنا، وبصدمتهم بأفعال النظام، وخاصة عن جريمتهم النكراء بحق الطفل حمزة الخطيبquot;.

وأوضح quot;يبدو أن النظام قد نجح بوحشيته وساديته بتأليب كل السوريين ضده، وأشعل فيهم الإصرار على إسقاطهquot;. وقال quot;إسقاط النظام هو الكلمة الوحيدة التي أسمعها من المتظاهرين والمؤتمرين الذين جاؤوا من الداخل والخارجquot;.

بدوره أشار الناشط السياسي الكردي حسن شندي إلى أن مؤتمرات المعارضة السورية بطبيعتها للأسف تفتقد الإجماع، وهذا أمر أعتقد أنه طبيعي، في ظل نظام بعثي بوليسي استخباراتي مافياوي سياسي، يستخدم كل الأساليب من أجل بقائه متفردًا في الساحة السياسية.

لكنه رأى أنه quot;في الوقت نفسه فإن تركيبة المجتمع السوري وتكيف النظام مع الدول الاقليمية والدول العظمى بشكل عام وعزفه على وتر quot;خذوا كل شيء، واتركوني على كرسي الحكمquot; خلقت نوعًا من عدم الاهتمام الخارجي بالمعارضة السورية، وهذا الأمر اعتقد أنه جعل من المعارضة السورية، رغم تشتتها، معارضة وطنية لا تتبع أجندات خارجيةquot;.

وردًا على ما الذي يطلبه من مؤتمرات المعارضة السورية، أجاب quot;بداية لا بد للتنظيمات والأحزاب والهيئات والفعاليات المعارضة للنظام البعثي أن تبحث عن حلقة جامعة ورؤية مشتركة تؤكد أحقية الخلاص من الوضع المأسوي الراهن، كما إن الاعتراف بالآخر بين المكونات والشرائح وأطياف المجتمع السوري من أكراد وعرب وأرمن وشركس ومذاهب متعددة في هذه المرحلة الحساسة بالتحديد سيخلق بداية تؤسس لمعارضة حقيقية شاملة، تؤكد وجودها محليًا وعربيًا وعالميًا، وتجبر أطرافا عديدة ومنظمات مدنية على الاعتراف بها.

حول المكون الكردي في مؤتمرات معارضة للنظام كهذه، أجاب quot;لابد أن نؤكد أن أي مؤتمر عُقد كان ولايزال للشعب الكردي تمثيل أساسي فيه، حيث إن مؤتمرات المعارضة لن ُيكتب لها النجاح من دون التمثيل الكردي بشخصيات أو احزاب كردية، علمًا أننا جميعًا كسوريين نؤسس، من خلال تفاهمنا، نجاحًا لأي مؤتمر يتم عقده، ومصيرنا في النهاية مشترك ضمن الوطن السوري التعدديquot;.

وأضافquot; أنني شخصيًا كنت ومازلت أؤكد أن القضية الكردية في سوريا هي قضية أرض وشعب، وكنت وما زلت أطرح رؤيتي هذه، وأؤكد عليها، وطبعًا في النهاية صناديق الاقتراع مستقبلاً ستحدد شكل الجمهورية السورية التعدديةquot;.