ستصبح جيل ابرامسون أول امرأة تتولى رئاسة التحرير في laquo;نيويورك تايمزraquo;، إحدى أشهر صحف العالم، بعد 160 عاما على تأسيسها. ويأتي تعيينها في هذا المنصب في وقت لا تزال فيه الأروقة العليا في إدارة الصحف المعتبرة laquo;عالميةraquo; من نصيب الرجال في سوادها الأعظم.

طاقم تحرير laquo;نيويورك تايمزraquo; يهلل لإبرامسون بعد إعلان النبأ
منذ تأسيسها في العام 1851، صارت laquo;نيويورك تايمزraquo; المعيار الذي تقاس به الصحف الأميركية الأخرى. ورغم أن عددا من الصحف يحمل كلمة laquo;تايمزraquo;، مثل laquo;لوس انجليس تايمزraquo; فقد صار استخدام هذه الكلمة منفردة يعنيها هي دون الأخرى.
وكل هذا باستثناء واحد صارخ يتمثل في أن منصبها التحريري الأعلى ظل طوال تلك السنوات حكرا على الرجال. وكانت المفارقة تكمن في سيادة هذا الوضع مع أن الصحيفة نفسها تُكنّى laquo;السيدة الرماديةraquo; بسبب إطالتها الكلام ونفورها من استخدام الصور.
وصناعة التاريخ هذا شرف من نصيب جيل ابرامسون التي ستتولى رئاسة التحرير اعتبارا من السادس من سبتمبر / ايلول المقبل. ويأتي تعيينها في هذا المنصب في وقت لا تزال فيه الأروقة العليا في إدارة الصحف المعتبرة laquo;عالميةraquo; من نصيب الرجال في سوادها الأعظم.
ولهذا كله فقد علّقت تينا براون، التي ترأست من جانبها تحرير laquo;ذي نيويوركرraquo; سابقا وتدير الآن موقع laquo;ذي بيستraquo; على الإنترنت، بالقول إن تعيين ابرامسون laquo;نصر إعلامي باهر للنساءraquo;. وقالت سارة اليسون، المحررة المشاركة في مجلة laquo;فانيتي فيرraquo; إن ابرامسون laquo;جديرة بهذا المنصب لأنها laquo;لا تعرف الخوف في صناعة لا ترحب عموما بالنساء في مواقع السلطةraquo;.
وابرامسون، التي انضمت الى الصحيفة في 1997 وعملت في مجال التحرّي الصحافي ورئيسة لمكتب واشنطن، تتسلم زمام laquo;نيويورك تايمزraquo; من بيل كيلير الذي يترك منصبه بعد ثماني سنوات من الغليان. فما أن تسلمه في 2003 حتى تفجرت فضيحة مدوّية صار عليه احتواؤها بعدما عُلم أن صحافي الجريدة جيسون بلير كان يختلق مواضيعه التي جعلت منه أحد مشاهير الصحافيين الأميركيين.
وقد تعيّن على كيلير أيضا توجيه السفينة وسط أمواج سياسية متلاطمة في علاقاتها بالبيت الأبيض وإدارة الرئيس السابق جورج دبليو بوش بعدما أغضبهما بسلسلة من المواضيع الحصرية التي فضحت استخدام الحكومة الأميركية لأساليب التنصت على المكالمات الهاتفية والتعذيب. كما أنه تولى - مع جهات مختارة أخرى مثل laquo;غارديانraquo; البريطانية - نشر القنابل السياسية التي تمثلت في برقيات الدبلوماسيين الأميركيين المسرّبة على موقع laquo;ويكيليكسraquo;.
لكن عهد كيلير سيذكر بشكل خاص لأنه واجه تحديا، وخطرا، العصر الإلكتروني الذي أخذ العديد من المطبوعات الورقية على حين غرة وأدى الى إغلاق العديد منها أو تركيزها على مواقعها على الإنترنت على حساب مكاتبها وموظفيها. ومن المحتم أن يكون هذا هو التحدي الأكبر الذي سيواجه ابرامسون.
والقسم الأكبر من هذا التحدي هو إدارة موقع laquo;نيويورك تايمزraquo; الإلكتروني الهائل نفسه الذي يتمتع بأكثر من 46 مليون زائر منتظم منهم 33 مليونا من الأميركيين فقط. على أن ابرامسون ليست غريبة على هذا النوع من التحدي. فقد أمضت معظم العام الماضي وهي تصمم استراتيجية تحريرية للشق الإلكتروني من الصحيفة.. ومع ذلك يبقى التحدي هائلا خاصة بالنظر الى أن الناشر يتجه الآن الى إتاحة العديد من أقسام الصحيفة لقاء اشتراك مالي شهري سيدفع بالعديد من القراء المنتظمين الى مطبوعات أخرى لا تفرض هذه الاشتراكات.