خرج الرئيس اليمني من غرفة العمليات بعد عملية جراحية ناجحة في أجزاء متعددة من جسمه، وبخاصة الصدر والوجه. وقال مسؤول سعودي إن الرئيس صالح، الذي خضع لعمليتين جراحيتين الأحد في الرياض إثر جروح أصيب بها جراء قصف قصره، سيعود إلى صنعاء بعد أسبوعين من التأهيل الطبي.


مصير اليمن غامض وquot;شباب الثورةquot; يحتفلون بـquot;هروبquot; الرئيس

الرياض، وكالات:خرج الرئيس اليمني علي عبدالله صالح من غرفة العمليات بعد عملية جراحية ناجحة في أجزاء متعددة من جسمه، وبخاصة الصدر والوجه.

ووفقاً لمعلومات، حصلت عليها quot;إيلافquot;، فإن حالة صالح مستقرة، إلا أنه يحتاج بعض العمليات التجميلية إثر حروق من الدرجة الثانية.

ورغم أنه من غير المعروف مدة بقاء الرئيس في المشفى العسكري السعودي، الذي نقل إليه مساء البارحة عبر طائرة إخلاء طبي، إلا أن مصادر ذكرت بأن مكوثه لن يكون طويلاً، بالنظر إلى تحسن حالته واستقرارها.

ومن المرجح بحسب معلومات quot;إيلافquot; أن يعقب خروج صالح من المستشفى فترة نقاهة تمتد أيامًا عدة،سيتخللها لقاءات على مستويات رفيعة لوضع اللمسات النهائية على المبادرة الخليجية.

إلى ذلك، قال مسؤول سعودي لوكالة الأنباء الفرنسية ان الرئيس اليمني علي عبدالله صالح، الذي خضع لعمليتين جراحيتين الاحد في الرياض اثر جروح اصيب بها جراء قصف قصره في العاصمة اليمنية، quot;سيعود الى صنعاء بعد اسبوعين من التأهيل الطبيquot;.

وقال المسؤول، الذي فضل عدم الكشف عن هويته، إنquot;العملية الاولى هي استخراج شظية من الصدر، والثانية عملية أعصاب في الرقبةquot;، موضحًا ان العملية المقبلة ستكون عملية تجميل. واضاف ان quot;مدة التأهيل الطبي اسبوعين، ثم يعود من بعدها (صالح) الى صنعاءquot;. ونقل صالح، الذي اصيب الجمعة جراء قصف قصره في صنعاء، الى الرياض مساء السبت للمعالجة.

في الأثناء، أصدر نائب الرئيس اليمني الفريق عبدربه منصور هادي الليلة توجيهاته بإنهاء كل الاستحداثات الأمنية والعسكرية في منطقتي الحصبة وحدة شمال وجنوب العاصمة. ودعا هادي شيخ قبيلة حاشد الشيخ صادق الأحمر الى الالتزام بالهدنة والتهدئة بين مسلحيه والقوات الحكومية التي استمرت نحو اسبوعين.

ودخلت الهدنة بين الطرفين مساء الجمعة الماضية بعد وساطة سعودية قادها ولي العهد السعودي الامير سلطان بن عبد العزيز.

وذكرت مصادر سياسية ان هادي أوفد رئيس جهاز الامن السياسي اللواء غالب القمش ورئيس هيئة الاركان العامة السابق اللواء محمد القاسمي الى الشيخ صادق الأحمر لطلب الالتزام بالهدنة واخلاء المنشآت العامة التي سيطر عليها المسلحين القبليين التابعين له خلال المواجهات مع القوات الحكومية.

وذكرت مصادر مقربة من الشيخ صادق الأحمر انه وافق على طلب نائب الرئيس على أن تلتزم الوحدات العسكرية والأمنية بالانسحاب من محيط منزله مؤكدا حرصه على استتباب الأمن وعودة الطبيعة السكنية العامة.

يعدّ هذا القرار هو الاول الذي يصدره هادي منذ توليه مهام القائم بأعمال الرئيس اليمني، الذي تعرض لإصابات بالغة يوم الجمعة، في هجوم بقذيفة صاروخية استهدفت دار الرئاسة. ونقل الرئيس صالح وعدد من كبار معاونيه الى العاصمة السعودية لتلقي العلاج جراء اصابتهم في ذلك الهجوم.

في السياق عينه، قال رئيس البرلمان الأوروبي جيرزي بوزيك اليوم ان رحيل الرئيس اليمني علي عبد الله صالح يجب ألا يؤدي الى تجدد العنف، داعيًا الاتحاد الاوروبي والمجتمع الدولي الى دعم الشعب اليمني.

وقال بوزيك في بيان quot;لكن هذا ينبغي أن يوفر فرصة للدخول أخيرًا في طريق المصالحة والتحول السلميquot;.

وشدد على أن quot;جميع الاطراف يجب أن تستأنف بشكل عاجل وقف اطلاق النار، وأن توقف القتال، وهذا أولاً، وقبل كل شيء، مسؤولية السلطات الحكوميةquot;. وأشار الى أن quot;اليمن عانى بما فيه الكفاية، والشعب اليمني يتوق الى الحرية والوحدة والسلام، وتطلعاته تلك ديمقراطية حقًاquot;.

وأضاف quot;الاتحاد الاوروبي والمجتمع الدولي ينبغي أن يكونا على استعداد لدعم الشعب اليمني على الطريق الطويل نحو الحرية والديمقراطية والرخاءquot;. وكان مسؤول مقرب من الرئيس قال السبت ان صالح يعاني quot;حروقًا وخدوشًا في الوجه والصدرquot;، وان حالته لا تدعو الى القلق.

واكد المتحدث باسم الحزب الحاكم طارق الشامي الاحد لقناة العربية ان الرئيس quot;سيعود الى اليمن في الايام المقبلةquot;. ويطرح غياب صالح تساؤلات حول الجهة التي تمسك فعلاً بزمام الامور في اليمن، فيما يفترض بحسب الدستور ان يتسلم السلطة نائبه عبد ربه منصور هادي، الا ان اي قرار رسمي لم يصدر لنقل الصلاحيات اليه موقتًا.

وفي صنعاء، وافق الزعيم القبلي النافذ الشيخ صادق الاحمر الاحد على وقف مشروط لاطلاق النار واخلاء المباني العامة التي احتلها انصاره في صنعاء، بناء على طلب نائب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، وفق ما اعلن مكتب الاحمر.

وقال مصدر في مكتب الشيخ صادق الأحمر ان quot;نائب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي وجّه بإنهاء ورفع كل الاستحداثات العسكرية والأمنية في منطقتي الحصبة شمال العاصمة صنعاء وفي منطقة حدة جنوب المدينةquot;.

وأوضح المصدر ان quot;نائب الرئيس أوفد اللواء غالب مطهر القمش رئيس جهاز الأمن السياسي واللواء محمد القاسمي مستشار القائد الأعلى للقوات المسلحة إلى الشيخ صادق الأحمر وإخوانه لطلب إيقاف إطلاق النار وإخلاء المنشآت العامة من العناصر المسلحة التابعة لهمquot;.

واضاف ان quot;الشيخ الأحمر وافق على طلب نائب الرئيس على أن تلتزم الوحدات العسكرية والمجاميع المسلحة التي بجانبها بالإنسحاب حرصًا على استتباب الأمنquot;. وتخوض القوات الحكومية ومناصرو الشيخ الاحمر منذ 23 ايار/مايو مواجهات عنيفة في حي الحصبة في شمال صنعاء، اتسعت الجمعة الفائت لتشمل حيًا آخر في جنوب العاصمة اليمنية.

شباب ثورة اليمن يدعون إلى تأسيس مجلس انتقالي

الى ذلك، دعت اللجنة التنظيمية للثورة الشبابية الشعبية السلمية في ساحة التغيير في صنعاء كل القوى الوطنية والأطياف السياسية الى البدء بتشكيل quot;مجلس رئاسي مؤقتquot;، يمثل القوى الوطنية كافة،ويتولى تكليف حكومة كفاءات لادارة المرحلة الانتقالية.

كما دعت اللجنة في بيان صحافي الى تشكيل مجلس وطني انتقالي يمثل الشباب وكل القوى الوطنية، والعمل على صياغة دستور جديد، يلبّي تطلعات الشعب اليمني للحرية والكرامة والعيش الكريم.

واعتبرت اللجنة احتفال شباب الثورة اليوم أنه يأتي في اطار تحقيق أول أهداف ثورتهم المتمثل في اقصاء الرئيس اليمني علي عبد الله صالح عن الحكم.

وحثت اللجنة الشعب اليمني على quot;النزول الى الشارع للاحتفال برحيل الطاغية، واعادة الفرحة الى كل زاوية من زوايا الوطن التي حرمها منه نظام صالحquot;.

كما دعت من وصفتهم بالمغرر بهم من جانب نظام صالح الى فتح صفحة جديدة في تاريخ الوطن من أجل صنع وطن يتسع للجميع من دون تمييز، ويحترم حقوق اليمنيين ويوفر لهم حياة حرة كريمة.

وأكد بيان اللجنة quot;استمرار مرحلة النضال السلمي المتمثلة في الاعتصام حتى تحقيق كل أهداف الثورة ومطالبهاquot;.

ميدانيًا، اعلنت اللجنة التنظيمية لشباب الثورة السلمية في محافظة تعز في وسط اليمن مقتل شخصين واصابة 10 آخرين برصاص قوات الامن، التي فتحت النار على المعتصمين في ساحة الحرية في المدينة بعدما خرجوا للاحتفال بمغادرة صالح البلاد.

وتشهد تعز اشتباكات وصفت بـquot;عنيفةquot; تدور في محيط القصر الجمهوري بين القوات الحكومية والضباط والجنود الذين انضموا الى الثورة.

وكان عشرات الالاف من المتظاهرين تدفقوا الى شوارع تعز في مسيرات انطلقت من كل شوارع المدينة الى ساحة ميدان الحرية، غير ان المسلحين وقوات الامن أطلقوا الرصاص الحي بكثافة عليهم، وهو ما دفع جنودًا وضباطًا مؤيدين للثورة إلى الرد على اطلاق النار.