حصل مركز يهودي أميركي على خطاب يعود إلى العام 1919، ويقول إنه الدليل الخطّي الوحيد على آراء أدولف هتلر المتصلة بوجوب إزالة اليهود بالكامل من المجتمع الألماني.


صورة تعود إلى العام 1916 لهتلر (مشار اليه بالحرفين A H) مع بعض رفاقه الجنود

أعلن laquo;مركز سايمون ويزنتالraquo; في لوس إنجلوس (يحمل اسم النمساوي صائد عناصر النازي الذي يقول إنه نفسه ناج من المحرقة وتوفي في 2005) حصوله على الوثيقة الوحيدة المعروف أنها تعود إلى أدولف هتلر، ويوصي فيها بـlaquo;إزاحة اليهود بالكامل من المجتمع الألمانيraquo;.

الوثيقة خطاب مطبوع ومؤلف من أربع صفحات بنيّة باهتة ويحمل توقيع هتلر. وقد عرض للمرة الأولى على الجمهور في نيويورك، وسيصبح على الأرجح المعروض الرئيس في السجلات التاريخية لمحرقة اليهود على يد النازي في قسم في مركز ويزنتال يعرف باسم laquo;متحف التسامحraquo;.

نقلت صحيفة laquo;غارديانraquo; البريطانية عن مؤسس المركز، الحاخام مارفن هير، قوله إن الخطاب laquo;إحدى أهم الوثائق التاريخية التي تشرح تطور مفهوم معاداة الساميّة لدى هتلر، وتثبت أنه كان يفكر في حل حكومي رسمي لما كان يسمّى laquo;المسألة اليهوديةraquo;. ويمضي الحاخام قائلاً: laquo;الخطاب هو أحد أهم ما لدينا من أرشيف يحتوي على أكثر من 50 ألف عنصر. وسيُوظف لغرضين، الأول تنوير الأجيال المقبلة، والثاني الرد على أولئك الذين ينكرون المحرقة في المقام الأولraquo;.

وبرغم أن هتلر لم يشر إلى إبادة اليهود إلا في خطبه العامة، وبشكل غير مباشر، عبر أقرب مرؤوسيه، فهو لم يدوّن أفكاره مكتوبة في هذا الشأن الا في ذلك الخطاب. وبسبب انتشار التزييف على نطاق هائل في ما يتعلق بالأشياء التي تعود إلى الزعيم النازي والرايخ الثالث، فقد أبدى البعض شكوكه إزاء أصالة الخطاب الأخير. لكن مركز ويزنتال يصرّ على أنه تأكد تمامًا من ذلك.

سايمون ويزنتال (أو زيمون فيزنتال بالألمانية)

يقول مؤرّخو حقبة الرايخ إنهم ظلوا يعلمون لفترة طويلة إن ثمة نسختين للوثيقة، المعروفة باسم laquo;خطاب غيمليخraquo;، إحداهما تحمل توقيع هتلر، والأخرى بدونه، ويُحتفظ بها في أرشيف الدولة في ميونيخ. ويقولون إن هتلر كتب خطابه هذا في ميونيخ في 16 سبتمبر/ايلول 1919، عندما كان في الثلاثين من عمره، ولم يكن معروفًا وقتها، لكنه بدأ يظهر اهتمامًا بالسياسة. وقبل كتابته الخطاب بفترة قصيرة، حضر اجتماعًا لـlaquo;حزب العمالraquo;، الذي تولى زعامته في وقت لاحق، وحوّله الى laquo;حزب العمال الوطني الاجتماعيraquo;.

ووقت كتابته الخطاب، كان هتلر منخرطًا في وحدة الدعاية في الجيش الألماني، وحاول وقف التأثير البلشفي وسط الجنود العائدين من الجبهة الروسية في نهاية الحرب العالمية الأولى. وقد طلب اليه قائده، الكابتن كارل ماير، الاستجابة لتساؤل من جندي يدعى أدولف غيلميخ عن موقف الجيش الألماني من laquo;المسألة اليهوديةraquo;. فرد عليه هتلر بخطابه الذي صار يحمل اسم غيمليخ.

وفي رده، تحدث هتلر بإسهاب عن كراهيته لليهود قائلاً إنهم laquo;ماديّون في فكرهم وتطلعاتهمraquo;، وإن تأثيرهم على الأمّة بمثابة laquo;مرض السُل العنصريraquo;. ومضى ليضع رؤية منظمة لموجة عداء للسامية تستند إلى حكومة قوية بدلاً من عواطف الشعب، لأن هذه الأخيرة تقود فقط إلى مذابح على حد قوله.

وكتب يقول: laquo;معاداة السامية التي تستند إلى العقل تقود إلى نضال من أجل معركة مشروعة ترمي إلى إلغاء القوانين التي تتيح لليهود المناصب العليا، وتميّزهم عن بقية الأجانب. ويتعين أن يكون الهدف النهائي هو إزاحتهم بالكامل. وهذا هدف لا تقدر عليه الا حكومة شديدة الوطنية، وليس حكومة ضعيفة الوطنيةraquo;.

يذكر أن مركز ويزنتال اشترى الخطاب بمبلغ 150 ألف دولار من تاجر للعاديات السياسية التاريخية. ويقال إن جنديًا أميركيًا كان قد حصل عليه من أرشيف نازي قرب نورمبرغ العام 1945، وظل في مجموعة أسرته الخاصة منذ ذلك الوقت وإلى حين شرائه من قبل المركز.

كما يذكر أن المركز وجد الفرصة لشراء الخطاب في 1988، لكن الشكوك ساورته إزاء أصالته، خاصة وأنه مطبوع على الآلة الكاتبة، التي كانت في العام 1919 جهازًا متطورًا وغالي الثمن، ما كان بوسع شخص مثل هتلر اقتناؤه. لكن هذه الشكوك تبددت، بعدما عُلم أنه كان يعمل للجيش، وبالتالي كان الجهاز متاحًا له.